* مقبلون على خطة استثمارية في الطاقة والفلاحة والصناعات الغذائية * الجزائر انطلقت في 2023 في برنامج إنعاش اقتصادي متعدّد الأبعاد * سنتحرر نهائيا من المحروقات والصادرات ستبلغ 13 مليار دولار أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، بالعاصمة الروسية موسكو، أن الجزائر تشهد نهضة اقتصادية تسير بوتيرة سريعة جدا، من خلال تسريع الاستثمار متعدد المجالات. ودعا بالمناسبة المتعاملين الجزائريين والروس إلى استكشاف إمكانيات التكامل الاقتصادي في عديد المجالات، خاصة وأن الجزائر مقدمة على تنفيذ خطة استثمارية في مجالات متعدّدة خلال السنوات القادمة، مبرزا في ذات السياق أهمية فتح بنوك روسية بالجزائر. قال رئيس الجمهورية لدى إشرافه بموسكو، على افتتاح أشغال المنتدى الاقتصادي الجزائري-الروسي، إن الجزائر انطلقت في برنامج إنعاش اقتصادي متعدّد الأبعاد وجعلت من سنة 2023 سنة الإنعاش الاقتصادي، حيث أدرجت في أولوياتها مراجعة المنظومة القانونية المؤطرة للاستثمار بغية توفير بيئة أعمال ملائمة. وأبرز السيد الرئيس جهود الجزائر الكبيرة لمحاربة البيروقراطية من خلال تحرير الاستثمار من عراقيل الادارة، والعمل بوتيرة متسارعة جدا لتشجيع الاستثمار خارج المحروقات واستقطاب المشاريع الاقتصادية. وأشار إلى أن الجزائر "تشهد اليوم نهضة اقتصادية تسير بوتيرة سريعة جدا، بغية تدارك ما فاتها من وقت ومن فرص استثمار وتبادل استثماري مع أصدقائنا، ومع إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط"، مبرزا أنه يوجد حاليا ما يقارب 1450 مشروع صناعي قيد الإنجاز. واستطرد الرئيس تبون، بأن الجزائر ومن خلال سياستها الجديدة تستهدف التحرّر من المحروقات، "ليبقى هذا القطاع موردا ماليا نستعين به في التنمية، وعلى هذا الأساس بدأنا خلال 2021 في هذه العملية، وقرّرنا بأن تكون الصادرات الجزائرية في مستوى 7 ملايير دولار"، قبل أن يضيف بأن "هذا الرقم يبدو ضعيفا لكنه بالنسبة للماضي يعتبر معجزة، حيث لم تتجاوز هذه المداخيل منذ 30 أو 40 سنة، 1,7 أو 1,8 مليار دولار". في نفس السياق، ذكر الرئيس تبون بأن الصادرات الجزائرية خارج المحروقات قدرت سنة 2022، بما يقارب 7 ملايير دولار ونطمح خلال هذه السنة الجارية إلى بلوغ 13 مليار دولار، وبهذا تكون عجلة التنمية قد انطلقت"، مشيرا في هذا الصدد إلى الحركية التي تشهدها بعض القطاعات الحيوية على غرار قطاعات الصناعة التحويلية الغذائية والفلاحة والشركات الناشئة. وتجسيدا لهذه الأهداف، ذكر رئيس الجمهورية بإنشاء وكالة لترقية الاستثمار، لمرافقة الراغبين في إطلاق مشاريعهم الاستثمارية من المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين والأجانب، والقيام بعمليات مدروسة لتطهير العقار الصناعي وتأهيله وتهيئة عوامل استقطاب المستثمرين ورجال الأعمال نحو مناطق صناعية ومناطق نشاط المؤسّسات الصغيرة، مع إحاطة كل ذلك بقواعد المنافسة والشفافية وتوفير كافة الضمانات التي تمكن من بلوغ هذه الأهداف. كما أبرز الرئيس تبون الجهود الكبيرة التي تبذل في مجال محاربة البيروقراطية من خلال تحرير الاستثمار من عراقيل الإدارة. ولدى تطرّقه إلى مجال التعاون الجزائري-الروسي، أكد رئيس الجمهورية أن الأصدقاء في روسيا "يدركون أن ثمة إمكانيات هائلة للتعاون في مجالات التحويل التكنولوجي والسياحة والفلاحة والعلوم الدقيقة". وأبرز بالمناسبة أهمية فتح بنوك خاصة بالجزائر، قائلا في هذا الصدد "أتمنى أن يبادر القطاع الخاص الوطني والأجنبي والروسي الصديق، عن قريب بفتح بنوك خاصة من أجل أن تكون هناك معاملات مقبولة بين الخواص بعيدا عن الانحرافات". واعتبر السيد الرئيس أنه "من المفارقات في الجزائر اليوم، أن نجد 85% من رأس المال الوطني بين أيدي الخواص، بينما 92% من المال المتداول اقتصاديا وتجاريا وفي مجال التبادل، هو مال عام". في سياق متصل، خاطب رئيس الجمهورية المشاركين في المنتدى بقوله "إن أمامكم فرص حقيقية لاستكشاف إمكانيات التكامل الاقتصادي في العديد من المجالات، خاصة وأن الجزائر مقدمة على تنفيذ خطة استثمارية في السنوات المقبلة بمجالات الطاقة والبنى التحتية والفلاحة والمنتجات الصيدلانية والصناعة الغذائية والتحويلية". للإشارة، فقد شارك في المنتدى الاقتصادي الجزائري-الروسي، 70 متعاملا اقتصاديا جزائريا و200 رجل أعمال روسي من أجل بحث فرص الاستثمار والشراكة بين البلدين، وكذا تعزيز التعاون بينهما من أجل إعطاء دفع قوي للعلاقات الاقتصادية بين البلدين. الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا.. زيارة الرئيس تبون إلى روسيا حدث تاريخي وصف الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي، السيد ميخائيل بوغدانوف، أمس، زيارة الدولة التي يقوم بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى روسيا ب"الحدث التاريخي"، مؤكدا أنها ستكون "ناجحة وتساهم في تطوير العلاقات الودية" بين البلدين. وقال بوغدانوف على هامش منتدى الأعمال الجزائري-الروسي، إن زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس تبون إلى روسيا "حدث تاريخي في العلاقات الودية التقليدية بين البلدين"، مضيفا في نفس السياق "هذه الزيارة في مستوى عال وهي مهمة جدا نظرا لبرنامجها الكثيف والوفد الكبير المرافق للرئيس تبون، ونحن متأكدون أنها ستكون موفقة وناجحة وتساهم في تطوير العلاقات الودية التقليدية وروابط الصداقة والتضامن بين الشعبين والبلدين".