هي مسيرة امرأة توشّحت برداء العلم والتحفت درع الجيش الوطني الشعبي، فنالت قصب السبق وحصل لها شرف مزدوج.. إنها السيدة فاطمة الزهراء عرجون رئيسة مصلحة أمراض الدم بالمستشفى المركزي للجيش بعين النعجة، التي جمعت بين البحوث الطبية والممارسة العسكرية، وكانت أول امرأة تدشن رتبة عميد (جنرال) في الجزائر منذ الاستقلال، وكانت رمز المرأة الجزائرية التي أثبتت كفاءتها وجدارتها في كل القطاعات والميادين. وقد نالت البروفيسور عرجون هذا الشرف، بالعمل المضني والجهود الجبارة التي قامت بها في حقل العلوم والبحوث الطبية، وخبرتها في الميدان، وتمثيلها للجيش الوطني الشعبي أحسن تمثيل في مختلف المناسبات واللقاءات، والإرادة الفلاذية التي تتمتع بها هذه المرأة التي يحسن أن نقول أنها "امرأة حديدية" أو "مسؤولة من العيار الثقيل". وتدخل هذه الترقية غير المسبوقة في إطار المسعى الذي باشره الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كونه القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع الوطني، منذ أعوام لتجسيد احترافية المؤسسة العسكرية، ودعم دور النخبة في هرم الجيش، ويؤكد تكريس قوانين الجمهورية فيما يخص ترقية المرأة وتمكينها من تقلّد مناصب عليا في الدولة، علماً أن المرأة في بلادنا تمكنت من تقد مناصب قيادية وسيادية في المجالات الإدارية والسياسية، فمنها الوزيرة، الوالية، رئيسة الحزب،، وغيرها وبقرار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، ترقية العقيد فاطمة الزهراء عرجون، إلى رتبة جنرال، تكون المرأة لمست ثمار جهدها وإثبات جدارتها ومنافستها لأخيها الرجل، فلم يعد منصب وزير أو والٍ أو جنرال حكراً على الرجل، وبذلك يتحقق جانب مهم من طموحات المرأة الجزائرية، خاصة في صفوف المؤسسة العسكرية وتعزيز الكفاءات العسكرية، التي صارت تستقبل سنوياً عدداً هائلاً من الفتيات الراغبات في الانضمام إلى سلك الجيش الوطني الشعبي.