أعلن جيش الاحتلال الصهيوني، أمس، نهاية عدوانه الدامي والهمجي الذي دام 48 ساعة كاملة على مدينة جنين ومخيمها الواقعين شمال الضفة الغربيةالمحتلة والذي خلف استشهاد 12 فلسطينيا من بينهم ثلاثة أطفال ومئة جريح وتهجير الاف الأشخاص، ناهيك عن حجم الدمار والخراب الهائلين اللذين تركهما وراءه شاهدين على همجية وعدوانية هذا المحتل الغاشم. أعلن متحدث باسم جيش الاحتلال عن انسحاب القوات العسكرية الصهيونية المشاركة في هذا العدوان الأوسع والأعنف من نوعه في الضفة الغربية منذ عدة سنوات، حيث شرع جنود الاحتلال في الانسحاب من منطقة جنين منذ مساء أول أمس بعد يومين من عمليات قصف بري وجوي مكثفة دمرت البنى التحية للمدنية ومخيم جنين وألحقت أضرار بليغة بالمباني والمنازل وممتلكات الفلسطينيين. وفي الوقت الذي خلف هذا العدوان الدامي استشهاد 12 فلسطينيا واصابة مئة آخرين، قتل جندي اسرائيلي وأصيب اثنين اخرين في انفجار قنبلة محلية لدى مرور آلية عسكرية لقوات الاحتلال في عملية أكدت صمود المقاومة وردها بأقل الوسائل المتوفرة لديها. وانسحبت قوات الاحتلال بعد ليلة عنيفة أمطرت فيها المقاومة الفلسطينية سماء اسرائيل بخمسة صواريخ انطلاقا من قطاع غزة ورد جيش الاحتلال كعادته بشن طائراته الحربية غارات على مواقع في القطاع بزعم ضرب أهداف عسكرية تابعة لحركة المقاومة الاسلامية "حماس". ويؤكد رد المقاومة على صمودها في وجه واحد من أعنف الاعتداءات الصهيونية التي ورغم ترويج المسؤولين الصهاينة وآلتهم الدعائية بنجاح العملية العسكرية في جنين ، بقيت تحقيق أهدافها مبهمة وغامضة وغير واضحة باعتبار أن المقاومة التي تريد اسرائيل القضاء عليها لا تزال تنشط بكل طاقتها. ثم أن قوات الاحتلال التي عاثت فاسد في مدينة جنين ومخيمها التي تعتبره مركز المقاومة، انسحبت وبقي المخيم قائما رغم ما تركته من خراب ودمار هائلين دون أن يمنع ذلك العائلات الفلسطينية التي هجرتها عنوة قوات الاحتلال من منازلها خلال اليومين الماضيين من العودة لتقف على أنقاض هذا الدمار الذي سيزيد في معاناة الفلسطينيين لكن لن يؤثر على عزيمتهم واصرارهم في الصمود والتمسك بارضهم وبيوتهم. وكان عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، عزام الأحمد، أعلن عن ترتيبات تجري لعقد لقاء طارئ للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لبحث تداعيات العدوان الصهيوني على جنين ومخيمها في الضفة الغربية. وقال في تصريحات صحافية إن "كافة الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية مدعوون للاجتماع"، مشيرا إلى بداية الاتصال مع قادة الفصائل منذ صباح الثلاثاء لتأكيد ذلك. كما أشار المسؤول الفلسطيني إلى أن الاجتماع "يهدف إلى وضع رؤية وطنية فلسطينية شاملة وتوحيد الصف الوطني لمواجهة العدوان الصهيوني والتصدي له ولبحث تداعيات العدوان في جنين ومخيمها". ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي غد جلسة مشاورات مغلقة لمناقشة التصعيد الصهيوني في مدينة جنين بطلب من دولة الامارات العربية. ويأتي عقد هذه الجلسة في وقت قال مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الانسان، فولكر تورك، أن بعض الأساليب والأسلحة التي تم استخدامها أثناء الاعتداءات التي نفذتها قوات الاحتلال في مخيم جنين والمناطق المحيطة به، ترتبط بصورة عامة بأساليب الأعمال العدائية في النزاعات المسلحة وليس عمليات إنفاذ القانون. وأضاف تورك في بيان صحفي أن "استخدام الغارات الجوية لا يتوافق مع القواعد المطبقة في أساليب عمليات إنفاذ القانون وفي سياق الاحتلال، فإن الوفيات الناجمة عن تلك الغارات الجوية قد تعد قتلا متعمدا"، مضيفا أن "القتل والتشويه وتدمير الممتلكات يجب أن يتوقف". وأوضح المسؤول الأممي أن الاعتداءات التي تقوم بها قوات الاحتلال الصهيوني في جنين بما في ذلك الاستخدام المتكرر للغارات الجوية وتدمير الممتلكات، يثير عددا من التساؤلات بشأن احترام معايير وأعراف قانون حقوق الإنسان الدولي بما فيها حماية الحق في الحياة واحترامه. وأضاف تورك أنه يجب أن يضمن الاحتلال "السماح لجميع المصابين بالحصول على الرعاية الطبية في الوقت المناسب". وفي سياق استمرار ردود الفعل على العدوان الصهيوني، أعرب مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن قلقه إزاء نطاق العمليات الجوية والبرية التي تجري في جنين بالضفة الغربيةالمحتلة. وأشارت مسؤولة الإعلام والاتصال في مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فانيسا هوغوينن، إلى أن الغارات الجوية الصهيونية ألحقت أضرارا جسيمة بالمباني التي يعيش فيها الفلسطينيون سواء في المخيم أو الأحياء المحيطة مضيفة أنه بسبب الدمار الذي لحق بالبنى التحتية فإن مياه الشرب غير متوفرة في أغلب مناطق المخيم كما تشير التقديرات الأولية إلى أن معظم أرجاء المخيم بلا كهرباء، موضحة أن المنشآت الصحية تعرضت لأضرار بينما يقوم شركاء المكتب في قطاع الرعاية الصحية بتحضير قائمة بالإمدادات المطلوبة بشكل عاجل في حين تم توفير إمدادات طبية من مخزونات موجودة مسبقا.