أكد السيد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية أمس في الجزائر أن البلدان الإفريقية التي ستشارك في قمة ال8 المقررة من 8 إلى 10 جويلية في أكويلا (إيطاليا) ستدعو قمة ال8 "إلى عدم إعادة النظر في التزاماتها بسبب السياسات الحمائية التي تنتهجها بلدان الشمال". وأوضح السيد مساهل للإذاعة الوطنية (القناة الثالثة) أن رؤساء الدول الأفارقة ومن بينهم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة سيتطرقون كذلك خلال قمة مجموعة ال8 في جانبها الخاص بإفريقيا إلى المسائل المرتبطة بالأزمة الاقتصادية والمالية وآثارها على إفريقيا. وسيدعو رؤساء الدول الأفارقة الذين تم تفويضهم من طرف الاتحاد الإفريقي خلال قمة سرت (ليبيا) إلى مشاركة إفريقيا في كل ما يمس بمسار التفاوض أي يجب أن تكون إفريقيا طرفا فاعلا في حل وتسوية هذه المسائل. ويتضمن جدول الأعمال المسائل المتعلقة بالسلم والأمن إضافة إلى تسديد الفديات إلى القراصنة ومكافحة ظاهرة الإرهاب. وسجل بهذا الصدد أن "مسائل السلم والأمن ستدرس من زاوية مكافحة ظاهرة الإرهاب وتفرعاته مثل المخدرات التي أصبحت انشغالا كبيرا بالنسبة للقارة" مؤكدا أن "إفريقيا تنظم نفسها ولكن تنظم نفسها كذلك مع شركائها لمواجهة هذه الظواهر التي تخلف آثارا وخيمة على مستقبل الدول الإفريقية". وكشف السيد مساهل أن الموعد الايطالي سيكون "مختلفا" عن سابقيه إذ أنها -كما قال- "المرة الأولى التي شرعنا فيها في تحضير دقيق للقمة". وبخصوص الدورة ال13 لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي التي عقدت بسرت (ليبيا) من 1 إلى 3 جويلية أوضح السيد مساهل أن الأشغال تميزت بتغيير الاتحاد الإفريقي إلى سلطة للاتحاد الإفريقي متمثلة في جهاز تنفيذي متكون من 10 أعضاء (الرئيس ونائب الرئيس و8 أمناء) تكمن مهمته في تطبيق القرارات التي تتخذها قمة رؤساء الدول كل سنة. ووصف السيد مساهل القرار المتخذ من قبل قمة الاتحاد الإفريقي بسرت القاضي "بعدم تطبيق" قرارات محكمة الجنايات الدولية فيما يخص مذكرة التوقيف الدولية الصادرة ضد الرئيس السوداني السيد عمر حسن البشير بالمهم جدا. ولدى تطرقه إلى الوضع في الصومال أشار إلى أهمية مرافقة هذا البلد الذي يعيش منذ 25 سنة دون دولة مضيفا انه "من الضروري اليوم مرافقة الحكومة الصومالية المنبثقة عن إجماع وطني في تنصيب هياكل دولة" مشيرا إلى أن الصومال يعد "مصدر انشغال" بالنسبة لدول المنطقة لأنه كما قال "هناك نشاطات لمجموعات حددت على أنها مجموعات إرهابية". وذكر الوزير أن الاتحاد الإفريقي قام بنشر قوة افريقية في هذا البلد وأن الجزائر قدمت مساهمتها بنقل الفرق العسكرية وتقديم المساعدة التقنية لهذه القوة مشيرا إلى التنويه المعبر عنه مرارا خلال ندوة رؤساء الدول بالدور الذي لعبته الجزائر في مرافقة هذه القوة الإفريقية. وفيما يخص موريتانيا أكد السيد مساهل أن الجزائر بادرت بعقد اجتماع لمجلس السلم والأمن الإفريقي لدراسة رفع العقوبات المفروضة على هذا البلد بعد انقلاب السادس أوت 2008. وأردف يقول "لقد أدرك اليوم كل من مجلس السلم والأمن الإفريقي والاتحاد الإفريقي أن موريتانيا عادت إلى النظام الدستوري طبقا لقرارات لقاءي الجزائر ولومي وإلى القانون الموريتاني لا سيما بعد اتفاق نواقشط الذي سمح للموريتانيين بالخروج من الأزمة والمضي في مسار الانتخابات" وكذا الرجوع إلى الأسرة الإفريقية". أما عن تطوير الفلاحة بإفريقيا موضوع قمة الاتحاد الإفريقي أوضح الوزير أن الإجراءات المتخذة خلال قمة سرت توحي بوجود "تنسيق أحسن" وتكفل الدول الإفريقية بمشاكلها سعيا منها الى تحسين المستوى المعيشي في المناطق الريفية. وفي حديثه عن المهرجان الثقافي الإفريقي 2009 الذي تحتضنه الجزائر من 5 الى 20 جويلية الجاري قال السيد مساهل أن هذه التظاهرة المنظمة تحت شعار من الصمود الى النهضة تعتبر "عرفانا" لجهود والتزام الجزائر في طريق التجديد الإفريقي لاسيما من خلال مبادرة "النيباد" فضلا عن مواقفها في المحافل الدولية في العشرية الاخيرة. من جانب آخر أكد السيد مساهل أن "إفريقيا تسعى من أجل مواجهة العولمة بعالمية حيث يبرز الجميع هويته واسهامه" معتبرا أن المهرجان سيكون "لحظة حاسمة" من شأنها أن تجعل من فكرة العالمية "فعلا تلك التي نأملها والعديد من البلدان الإفريقية حتى تكون للقارة مكانتها في محافل الأمم وفي الحكامة العالمية".