عُرضت مسرحية "المحتشد" للمخرج سيف الدين بن دار، عن نص الكاتب جلال خشاب، وإنتاج المسرح الجهوي "مصطفى كاتب" لسوق أهراس، في ختام الأيام المسرحية المنظمة من طرف المسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي"، بالتعاون مع المديرية المحلية للثقافة والفنون لعين الدفلى، بالمسرح الجهوي "طيب شريف محمد" بمدينة خميس مليانة. "المحتشد" تناولت النضال الجزائري المسلح ضد المحتل الفرنسي، وهاجس انعتاق الشعب الجزائري من نيره، وهو يعيش حصاره في المحتشدات العسكرية. وتدور قصتها حول "عمي لخضر"، الذي ساهم في الحرب الفيتنامية، فبُترت رجله من أجل وعود فرنسا الاستعمارية باستقلال الجزائر، لكنه واصل كفاحه؛ لأن المحتل لم يوف بوعده، رغم أنه قبع في المحتشد، وكان معه "سالم" و«قمرة" و"القومي" و"نجمة"، يعيشون كلهم تحت القمع العسكري الفرنسي. ولاحقا يتعاطف جندي فرنسي مع قصة "عمي لخضر"، الذي يتفاجأ بأن والد الجندي حارب إلى جانبه، ثم سرعان ما يستميله من أجل المساعدة والحصول على تصاريح بالخروج، والهروب من المحتشد. وقبل ذلك، يظهر عميل "القومي" بالعامية الجزائرية، وهو يساهم في كسر فكرة المقاومة، والذي دائما يعيَّر بالخيانة وانعدام الرجولة، ليكتشف لاحقا أنه فدائي، أرسله جيش التحرير الوطني لمساعدة الجزائريين العالقين في ذلك المحتشد، والملقب ب"سي يوسف"، المجاهد الذي لم تعرف فرنسا الاستعمارية طريقا إليه. وتناولت المسرحية أيضا فكرة دور المرأة في نشر الوعي، ومساهمتها في الثورة من خلال شخصية "قمرة"، كما أشارت إلى بسالة الرجال وشجاعتهم في مواجهة العدو. شارك في التمثيل كل من يسرى منار (قمرة)، وهناء شفرور (نجمة)، والعيد بن عمارة (سالم)، وبووشمة عابل (عمي لخضر)، ورغيس هارون الرشيد (الجندي بيار)، وتوفيق روابحي (القومي)، وحكيم بن خالد (الضابط الفرنسي). كما ساهم في بناء السينوغرافيا طلبة المعهد العالي لمهن العرض والسمعي البصري لبرج الكيفان. وأعد الموسيقى عبد العظيم خمري. وساعدت في الإخراج سمية بوناب. وعرفت التظاهرة المنظمة، إحياء للذكرى الواحدة والستين لعيدي الاستقلال والشباب، تنظيم ندوة حول "الحركة المسرحية في عين الدفلى، شهادات وتجارب"، من تأطير كتاب، مخرجين ومهتمين بالمسرح، ناهيك عن تقديم عدد من العروض المسرحية، على غرار مسرحية "استراحة المهرجين"، من إنتاج المسرح الجهوي لقسنطينة، ومسرحية "لالا فاطمة نسومر"، إنتاج المسرح الجهوي لتيزي وزو، ومسرحية "ناكر لحسان" لجمعية حركة مسرح القليعة.