سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مداخلات ومحاضرات تلم بالقضية الصحراوية في أشغال الجامعة الصيفية لأطر البوليزاريو منها ما أبرز دور الجزائر في نصرة قضايا التحرر وسياسة الكيل بمكيالين للأمم المتحدة
تتواصل فعاليات الجامعة الصيفية لأطر جبهة البوليزاريو، بتنظيم مداخلات لمختصين ومحللين تناولت مختلف جوانب القضية الصحراوية التي لا تزال تشكل آخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية، تسويتها تتم عن طريق تمكين شعب الصحراء الغربية من ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره كما تنص على ذلك كل اللوائح الأممية والشرعية الدولية. وفي هذا السياق، تطرق الأكاديمي الجزائري فيصل مقدم، خلال محاضرة ألقاها أمس، ضمن أشغال الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليزاريو والدولة الصحراوية بعنوان "مساع ودور الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة في تصفية الاستعمار لتسوية مسألة الصحراء الغربية »، إلى سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير التي تنتهجها الأممالمتحدة مع النزاع في الصحراء الغربية، والتي ألقت بظلالها على تعثر تنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي. وأبرز السيد مقدم، كيف ساهمت هذه السياسة في انتكاسة مسار التحرر وتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، وانعكست على تفاقم وضعية حقوق الإنسان نتيجة الصمت حيال تمادي نظام الاحتلال المغربي في تصعيد انتهاكات حقوق الإنسان، ونهب الثروات الطبيعية في الصحراء الغربية رغم حكم محكمة العدل الأوروبية الصادر سنة 2016. وأكد في مداخلته أن خمسة عقود كانت كافية لحل هذا النزاع انطلاقا من ترسانة من القرارات والقواعد الآمرة والملزمة بتصفية الاستعمار، وتعاقب العديد من الأمناء العامين للأمم المتحدة والمبعوثين الشخصيين للأمين العام إلى الصحراء الغربية. من جهته تطرق البرفسور، عبد الكريم منصوري، في محاضرته إلى الدور الكبير الذي لعبته الجزائر في مساندة القضايا العادلة، مبرزا أن لها تاريخا طويلا وحافلا في الوقوف إلى جانب القضايا العادلة وحركات التحرر وفق أسس متينة أصبحت اليوم، تشكل أهم مبادئ السياسة الخارجية للدولة الجزائرية، في تفاعلاتها مع العلاقات الدولية ومحاربة الاستعمار بمختلف أشكاله والسعي إلى تحقيق الأمن والسلم. وقال إن القضتين الصحراوية والفلسطينية قضايا عادلة وضعتهما الجزائر ضمن أولويات عملها الخارجي للمساهمة في إنهاء حالة الاستعمار، حيث أبرز أن هذا الدور الرائد في مجابهة الاستعمار لم يكن وليد الصدفة، بل أنه مستمد من مبادئ وثورة أول نوفمبر،، في مناهضة الاستعمار ودعم حركات التحرر في مختلف مناطق العالم. وأشار الأكاديمي الجزائري، إلى أن دعم الجزائر للقضايا العادلة ومساهمتها في تصفية الاستعمار لم يقتصر على إفريقيا، بل امتد إلى مختلف القارات من جنوب إفريقيا إلى فلسطين والفيتنام والصحراء الغربية وغيرها من الشعوب التي تعرضت للاستعمار. وفي مداخلته أكد الأكاديمي أعراج سليمان، أنه في ظل اقتصاد متدهور يعتمد النظام المغربي على تمويل مشاريعه من عائدات تجارة المخدرات، باعتبار أن المغرب هو المصدر الأول للحشيش في العالم، مشيرا في محاضرته إلى أن التحالفات المشبوهة التي تربط الاحتلال المغربي بالكيان الصهيوني جاءت للتأثير على أمن المنطقة، من خلال التحكم في عائدات تجارة المخدرات والتمكين لتواجد الكيان الصهيوني في منطقة الساحل والصحراء، وتسهيل عبورها إلى عضوية مراقب في الاتحاد الإفريقي في محاولة للتغلغل داخل الاتحاد الإفريقي. وبينما أبرز أن المغرب يستخدم المخدرات والهجرة غير الشرعية واستعمالها في التأثير على بنية وهوية المجتمع الصحراوي، شدد نفس المحاضر، على ضرورة العمل على تطوير مقاربة تعريفية بهوية الشعب الصحراوي، والتصدي للمشاريع الاستيطانية المغربية الهادفة إلى تغيير ديمغرافيا المنطقة. وأبرز أعراج سليمان، ملامح المقاربة الجزائرية في رفض التدخلات الأجنبية وهي نفس المنهجية التي يتبنّاها الاتحاد الإفريقي. وخلص في الأخير إلى أن نظام الاحتلال المغربي يسعى بكل الطرق إلى طمس الحقيقة في الصحراء الغربية. وتتواصل أشغال الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليزاريو والجمهورية الصحراوية إلى غاية يوم 14 أوت الجاري، بتقديم العديد من المحاضرات والأنشطة التي تتناول مواضيع سياسية واجتماعية وقانونية وحقوقية وإعلامية تسلّط الضوء على القضية الوطنية من مختلف الجوانب.