تستمد بلدية عين طاية البحرية ثروتها من جمال طبيعتها وتنوع مواقعها السياحية بالرغم من كونها من البلديات العاصمية الفقيرة من حيث عائداتها الجبائية المحدودة وميزانيتها الضعيفة، إلا أن مخزونها السياحي يبرز مع حلول كل صائفة ليدعم خزينتها بما يجود به المعجبون والمترددون على المكان، حيث أنه لم يكن بوسع بلدية عين طاية أن تطفو إلى السطح لولا مناظرها السياحية ومواقعها الخلابة التي تجلب إليها ومع حلول كل فصل صيف مئات الآلاف من المصطافين والسياح، ممن يفضلون قضاء عطلهم بين شواطئ البحر وغابات النخيل والصنوبر المتناثرة هنا وهناك، كما أن البلدية تعد المكان الأكثر إقبالا وترددا من طرف سكان العاصمة المغرمين بجمال رمالها ونظافة مياهها. وليس غريبا أن ترسم كتب التاريخ القديم ملامح هذه البلدية الواقعة شرق العاصمة، على اعتبار أنها إحدى أجمل البلديات الساحلية في الجزائر، وذلك لموقعها الجغرافي الخلاب الذي تتمتع به، ولرمالها الذهبية التي تتميز بها شواطئها، ما جعلها محل أطماع وتمركز العديد من المعمرين مثل الاسبان المنحدرين أساسا من جزر الباليار، زيادة على المواطنين الجزائريين الذين جاءوا من بلاد القبائل وشرعوا في بناء المدينة عبر إنشاء قطاعات زراعية وفلاحيه ابتداء من سنة 1800 قبل أن يتفطن لها المستعمر الفرنسي الذي استقر بها مخلفا وراءه العديد من الشواهد والآثار. موسم اصطياف تحت شعار "عوم وخلي حوايجك" شرعت السلطات المحلية لبلدية عين طاية في التحضير لإنجاح موسم الاصطياف مع بداية فصل الربيع، ليتم تسليم جميع الشواطئ منذ أفريل، حيث هُيِّئت جميع الظروف لاستقبال المصطافين، وقد تم التركيز على عديد النقاط التي من شأنها أن تساهم في راحة وأمن المصطافين، علما أنه تم تبني شعار عكس المقولة الشعبية "عوم وعس حوايجك " لتستبدل ب"عوم وخلي حوايجك" في إشارة إلى الأهمية التي تم إيلاؤها للجانب الأمني والذي يتجلى في التواجد المكثف لأعوان الأمن والدرك الوطني وكذا أعوان الحراسة التابعين للبلدية حسب ما أكده رئيس البلدية السيد رقاص عبد القادر، الذي أكد أن أشغال تهيئة شواطئ عين طاية تمت بإشراف كل من الأمين العام والوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للدار البيضاء في إطار ما يسمى باللجنة الولائية لسنة 2009 إلى جانب تنسيق العمل مع مختلف مصالح الولاية، وكذا مؤسسات الأشغال ووكالة حماية الساحل، هذه الأخيرة التي خصصت عددا معتبرا من الأعوان الموجهين لتنظيف الشواطئ والمقدر عددهم بنحو 40 عونا، وكذا مديرية الأشغال العمومية التي خصصت هي الأخرى 40 عونا، ومديرية الري 10 أعوان، أما مصالح البلدية فقد خصصت 60 عونا من شباب البلدية البطالين للشأن ذاته. وتتوفر بلدية عين طاية على عدة شواطئ هامة، منها شاطئ "سركوف" أو "عين الشرب"، شاطئ "ديكا" المعروف ب"ديكا بلاج"، "الزرزورية" و"تامارست" فيما ظلت بعض الشواطئ ممنوعة للسباحة بسبب تلوث مياهها، وكذا الانحرافات التي تحدث على مستواها والتي تشكل خطورة على المصطافين. وصرح السيد رقاص بأن الميزانية التي خصصت لتحضيرات موسم الاصطياف لهذه السنة قدرت ب5.5 مليون دينار، وهو المبلغ الذي رصدته مصالح ولاية الجزائر لهذا الموسم، فيما قدر الاستثمار من جانب البلدية بنحو 300 مليون سنتيم من ميزانيتها. وتضاف إلى سلسلة التحضيرات المادية والبشرية جملة من البرامج التي سترافق هذا الموسم والتي ستضفي طابعا خاصا ونكهة للموسم الاصطيافي وتضمن الراحة لسكان البلدية وزوارها، فبالإضافة إلى العروض المرتبطة بالمهرجان الثقافي الإفريقي، تم تسطير برنامج ثقافي وترفيهي يتمثل في توأمة بين بلدية عين طاية وبلدية تمنطيط من ولاية أدرار في مجال التبادل الثقافي، حيث استقبلت البلدية ما يربو عن 60 مصطافا لإقامة تدوم 20 يوما إلى جانب توأمة أخرى مع بلدية المعاضيد من المسيلة، وكذا تنظيم سهرات فنية. توافد 3000 مصطاف وأكثرمن 1500 سيارة يوميا منذ بداية الموسم شرعت بلدية عين طاية في استقبال أكثر من 3000 مصطاف و1500 سيارة يوميا، في حين تشهد عطل نهاية الأسبوع توافدا أكبر للمصطافين المتوافدين من كل نواحي البلاد، خاصة من المناطق الداخلية، إضافة إلى المهاجرين والسياح والأجانب ممن يعشقون شواطئ المدينة، حيث يزورونها سنويا، وقد زاد التنظيم المحكم والتسيير الجيد زيادة عن النظافة التامة في استقطاب عدد المصطافين علما أنه تم تزويد شواطئ البلدية بمرشات ومراحيض، كما قررت البلدية عدم منح رخص بيع المأكولات والمشروبات للمواطنين، وفي المقابل وضعت مطاعم لبيع المأكولات الخفيفة والمشروبات تتوفر فيها كل شروط النظافة، وتخضع لمراقبة روتينية من قبل مصالح النظافة التابعة للبلدية. كما خصصت البلدية مكانا محددا في الشاطئ لكراء المظلات، وذلك لتجنب مناوشات بين المصطافين وأصحاب المظلات يمكن لها أن تؤدي إلى الإخلال بالنظام العام، حيث منحت لذلك 30 رخصة استفاد منها شباب البلدية البطالون، إلى جانب تعيين شركة لتسيير مواقف السيارات، شغلت بذاتها حوالي 15شابا بطالا.