❊ ملف بريكس ظاهرة عابرة والخيارات الكبرى لازالت قائمة ❊ الجزائر ماضية في خياراتها الاستراتيجية للدفاع عن مصالحها ❊ لقاءات مبرمجة مع مسؤولين فرنسيين لبحث الأزمة في نيامي ❊ الجزائر غير مسؤولة عن تجميد العمل المغاربي ❊ تونس أبلغت الجزائر أنه لا نية لها في التطبيع قال وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، أمس، إن عدم انضمام الجزائر للتكتل الاقتصادي "بريكس" لا يغير شيئا في السياسة الخارجية للجزائر، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، يولي اهتماما كبيرا لمنطقة آسيا الوسطى وآسيا كمحور من محاور هذا التوجه الجديد. وأوضح الوزير عطاف في ندوة صحفية عقدها بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، عرض خلالها محاور مبادرة رئيس الجمهورية لإيجاد حل سياسي لأزمة النيجر، أن ملف بريكس "ظاهرة عابرة والأساس لا يزال قائما والخيارات الكبرى لازالت قائمة وأطر الحفاظ عليها لا زالت قائمة"، في حين أكد قدرة الجزائر في الدفاع عن مصالحها عبر المنابر الدولية الأخرى بالتعاون مع حلفائها في البريكس، على غرار مجلس الأمن الأممي ومجموعة 77 وحركة دول عدم الانحياز. الجزائر ماضية في خياراتها وأضاف أن سعي الجزائر للانضمام إلى هذا التكتل الاقتصادي كان من أجل إضافة إطار آخر من أطر انتشار سياستها الخارجية، مستطردا في هذا الصدد "رغم عدم انضمامها للمجموعة فإن الجزائر ماضية في خياراتها"، للدفاع عن مصالحها الدبلوماسية والسياسية والاستراتيجية والاقتصادية. وفي الشأن ذاته، جدد التأكيد على أن الجزائر تدافع عن مبدأ تعدد الأقطاب في العلاقات الدولية وإعادة روح التعاون متعدد الأطراف، مضيفا أنه لا يجب النظر إلى الموضوع على أنه خسارة في مباراة لكرة القدم. وتطرق رئيس الدبلوماسية في هذا الصدد إلى سعي الجزائر للانضمام لبنك التنمية الجديد ل"بريكس" والدخول في منظمة شنغهاي للتعاون، مذكرا بمساهمتها في رأسمال بنك شنغهاي للاستثمار في الهياكل القاعدية. وأكد أن كل هذه الدول العضوة في "بريكس" صديقة وحليفة دون استثناء، نافيا أن تكون البرازيل مثلا قد عرقلت انضمام الجزائر إلى هذا التكتل، مشيدا في هذا الصدد بالعلاقات المتميزة التي تربط البلدين. الجزائر غير مسؤولة عن تجميد العمل المغاربي من جهة أخرى، نفى عطاف أن تكون للجزائر أي مسؤولية في تجميد العمل في إطار المغرب العربي، وذلك في رده على سؤال حول عدم القيام بمبادرة مغاربية لحل أزمة النيجر، مؤكدا أن الجزائر ليس لها أي مسؤولية في تجميد العمل المغاربي. وأوضح أن قرار التجميد جاء بطلب من المغرب الذي تقدم برسالة مكتوبة من الوزير الأول وزير الخارجية المغربي آنذاك عبد اللطيف الفيلالي، مشيرا إلى أن كل "الظروف لم تتغير بل تفاقمت سلبياتها ويصعب اليوم الحديث عن إحياء وإعادة الروح للاتحاد المغاربي". وبخصوص ما تداولته بعض وسائل الإعلام حول غلق المجال الجوي الجزائري أمام الطائرات العسكرية الفرنسية في حال حدوث تدخل عسكري أجنبي في النيجر، قال عطاف أن الجزائر ضد التدخل العسكري ولن تفتخ مجالها الجوي أمام هذه التدخلات، مشيرا إلى أن موقف الاتحاد الاوروبي بخصوص أزمة النيجر غير متجانس. لقاءات مبرمجة مع مسؤولين فرنسيين بالمقابل، أشار عطاف إلى وجود لقاءات مبرمجة رفيعة المستوى مع مسؤولين فرنسيين خلال ال10 أيام القادمة من أجل استعراض العلاقات الثنائية، فضلا عن التباحث حول الوضع في نيامي. وجدد الوزير عطاف بالمناسبة تأكيد المساعي الحثيثة التي تقوم بها الجزائر من أجل رأب الصدع في هذ البلد عبر الاتصالات الحثيثة، من خلال سفير الجزائربالنيجر، الذي عقد ثلاث لقاءات مع قائد العملية الانقلابية والذي يعتبر الأعلى في هرم السلطة بعد الانقلاب. وفي رده على سؤال حول الدور الذي تلعبه المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "ايكواس" في المنطقة، نوه عطاف بدور هذه الأخيرة في تحقيق الاندماج الاقتصادي الافريقي باعتبارها وحدة مالية وتجارية وجمركية وصلت إلى مستويات عالية في تجسيد هذا الاندماج، مؤكدا على ضرورة عدم التشكيك في قدرات ومقومات هذه المجموعة التي لعبت دورا معتبرا في المجال الأمني كذلك. وغير بعيد عن المنطقة، أكد عطاف أن الجزائر وبدعم من الأممالمتحدة تفكر في إيجاد بديل لقرار سحب بعثة الأممالمتحدة من مالي "مينوسما"، من أجل بعث مسار تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن اتفاق الجزائر. وذكر عطاف بالدور الهام لهذه البعثة الأممية التي كانت ممولة في حدود 1.2 مليار دولار وتتشكل من حوالي 19 الف رجل منهم 11 ألف عسكري و8 آلاف مستخدم مدني منتشرين في شمال مالي، مضيفا أنه كان لها تأثير رادع على الجماعات الإرهابية. وحول ما تداولته بعض وسائل الاعلام بخصوص لقاء جرى بين وزيرة الشؤون الخارجية الليبية مع نظيرها الصهيوني، أكد عطاف أنه لا يملك المعلومات الكافية حول هذا الموضوع، في حين أشار إلى بيانات صادرة عن الحكومة الليبية فضلا عن تصريحات من ديوان الوزيرة نفسها، مكتفيا بالقول "ليس لدي معلومات أكثر من هذا". كما أشار من جهة أخرى، إلى أن مبعوث الرئيس التونسي إلى رئيس الجمهورية، أكد عدم وجود أي نية للتوجه نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، وبخصوص العلاقات بين الجزائر وإسبانيا، قال وزير الشؤون الخارجية، أنها لا تزال تراوح مكانها.