قام الدكتور محمد رشيد ميلود، مؤخرا، بإصدار ترجمته للسيرة الروسية للأمير عبدالقادر، بماله الخاص، مثمنا جوانب مهمة من حياة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة. نوه المتابعون من الوسط الثقافي بجهد المترجم، علما أنه كان مقررا فيما سبق من السنة الماضية، أن يصدر الكتاب عن مؤسسة "ليناغ". جاء في مقدمة العمل، أربعة وخمسون سنة مرت على إصدار أصل هذا الكتاب المترجم، الذي بين أيدينا، لمؤلفه يولي ستيبانوفيتش أوغانسيان، عالم السياسة والتاريخ وعلم الاجتماع، والذي نشر في موسكو سنة 1968، وطبعت منه مائة ألف نسخة. في سنة 1922، أسس الكاتب الشهير ماكسيم غوركي دار النشر العريقة "مالا دايا غفارديا"- الحرس الفتي التي تخصصت في إصدار سلسلة كتب الحياة أعظم الشخصيات العالمية. وعلى مدار مائة سنة 1922-2022 ، أصدرت هذه الدار ضمن هذه السلسلة ما يقارب الألفي كتاب، منها (1856 كتاب/ سيرة) لسير أبرز الشخصيات العالمية، وعلى الرغم من أنها خصصت عشرة كتب لشخصيات إسلامية، كان أصل هذا الكتاب أولها، إلا أنها لم تتضمن من بينها إلا ثلاث شخصيات عربية: الأمير عبد القادر (1968) بوصفه قائدا ومؤسسا للدولة الجزائرية، وابن بطوطة (1983) كونه رحالة، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم (2017) بحكم أنه رسول الإسلام. الكتاب هو الأول الذي خصص لقائد عربي ومسلم في السلسلة، يروي سيرة محايدة، صادمة، مؤثرة وجميلة للأمير عبد القادر، دون تلميع أو تحريف أو تزلف، وهي بالمناسبة، السيرة الروسية الوحيدة للأمير عبد القادر، استحقت ذلك، كونها السيرة الأكثر موضوعية للأمير عبد القادر، والتي جمعت بين الفلسفة والدين والسياسة والتاريخ وعلم الاجتماع، وأشار الكاتب إلى أن العمل على ترجمة أصل هذا الكتاب صعب، واستغرق مدة طويلة، نظرا للاختلاف الكبير في طريقة كتابة الأسماء والأماكن والحوادث في العديد من المواضع في الكتاب، والتي أعزوها ربما للترجمة غير الدقيقة إلى الروسية خاصة، مع استعمال المؤلف المراجع من لغات أخرى غير العربية. وأضاف؛ صدر هذا الكتاب منذ شهر تقريبا، بمالي الخاص، وبعدد محدود جدا (وقد كلفني ذلك ثروة)! وانتهت بذلك حكايتي معه، وهي التي امتدت لخمسة عشر عاما، قررت هذا لإنهاء مسلسل هذا الكتاب، بعد أن ضيعت عروضا لا ترفض وفرصا لا تفوت! وبعد انتظار دام لأكثر من ثمانية أشهرو في سبيل الوفاء لوعد قطعته، واتفاق أبرمته مع جهة وعدت بالتكفل به، رغم غياب أي وثيقة أو عقد أو ما شابه، سوى شرف الرجل الذي إذا وعد أوفى، وإذا اتفق لم يحد عن الاتفاق، وأرجو العفو إن لم أستطع توفير نسخ لكل الأصدقاء!