قررت إدارة نادي نيس الفرنسي معاقبة الدولي الجزائري، يوسف عطال، بسبب منشور سابق له على حسابه في "أنستغرام"، يعلن فيه عن تعاطفه وتضامنه مع الشعب الفلسطيني، بعد العدوان الصهيوني على غزة، ورغم اعتذار نجم نادي بارادو السابق، إلا أن النادي الفرنسي قرر توقيفه إلى غاية النظر في تطور قضيته، التي باتت بين أيدي المحاكم الفرنسية، وبتوجيهات "رسمية"، بعد أن تدخل وزير الرياضة الفرنسية، أميلي أوديا كاستيرا. أخذت قضية عطال أبعادا خطيرة في فرنسا، ما يؤكد العنصرية المقيتة للفرنسيين وازدواجية المعايير في تعاملهم مع اللاعبين المسلمين، حيث نشر نيس، أمس، بيانا أعلن فيه عن توقيف لاعبه الجزائري، جاء فيه: "لدى عودته من تربص المنتخب الجزائري، اجتمع مسؤولو النادي مع عطال، وتحدثوا إليه بخصوص هذه القضية"، وأضاف: "يدرك نادي نيس أن اللاعب اعترف بخطئه، من خلال سحب مشاركة المنشور بسرعة، وتقديم اعتذاراته بشكل علني"، قبل أن يوضح: "ومع ذلك، ونظرًا لطبيعة المنشور المشترك وخطورته، اتخذ النادي إجراء تدريبيا فوريا ضد اللاعب، قبل العقوبات التي يمكن للسلطات الرياضية والقضائية اتخاذها مستقبلا"، وأردف: "وعلى هذا النحو، قرر النادي إيقاف يوسف عطال حتى إشعار آخر"، ويشير النادي الفرنسي إلى المتابعات القضائية ضد عطال، والتحقيق الذي أطلقه الاتحاد الفرنسي لكرة القدم. من جهة أخرى، فتحت محكمة مدينة نيس تحقيقا، يتهم عطال بالدعوة إلى الإرهاب، بعد إعلان تضامنه مع الشعب الفلسطيني، وقال مكتب المدعي العام في بيان له: "نعلن فتح تحقيق أولي في تهمة الدعوة إلى الإرهاب والتحريض العلني على الكراهية والعنف ضد دين معين"، وتم رفع هذه القضية من طرف التيار الصهيوني في فرنسا، والعديد من السياسيين، وتعد التهمة التي طالت عطال خطيرة، وقد تؤدي به إلى السجن، حسب القوانين الفرنسية، رغم اعتذاره العلني، وكشف موقفه المساند لفلسطين دون الدعوة إلى العنف، ولم يتوقف "تسييس" قضية نجم "الخضر" عند هذا الحد، بل تم "تدويلها" بعد دخول وزيرة الرياضة الفرنسية على الخط، حيث قالت أميلي أوديا كاستيرا في تغريدة على منصة "إكس"، إنها تتابع الملف باهتمام، وكتبت: "أنا سعيدة لأن مجلس الأخلاق الوطني التابع للاتحاد الفرنسي لكرة القدم، قرر التكفل والنظر في هذه القضية، تحسبا لاتخاذ إجراءات تأديبية"، مضيفة: "معاداة السامية أو العنصرية أو رسائل الكراهية، لن يكون لها مكانها في بطولتنا، ولا مكان لمؤلفيها في ملاعبنا أو في مدرجاتنا"، في دعوة صريحة من الوزيرة الفرنسية بطرد اللاعب الجزائري من فرنسا، في انتظار ما سيقوم به الاتحاد الجزائري لكرة القدم، بخصوص دعم لاعبه المهدد بتوقف مشواره الكروي حاليا، وهو الذي لا يزال يرتبط بنيس إلى غاية شهر جوان من العام المقبل.