طالب سكان حي محمد قاريدي المعروف ب"سانتياف" بالقبة، السلطات المعنية وعلى رأسها والي الجزائر العاصمة، بالتدخل العاجل؛ من أجل ترحيلهم إلى سكنات لائقة، وإخراجهم من المعاناة التي يعيشونها منذ عدة سنوات، في شقق هشة لا تتوفر فيها أدنى ظروف العيش الكريم رغم الوعود التي تلقوها من رؤساء المجلس الشعبي البلدي، الذين تعاقبوا على تسيير شؤون بلديتهم؛ حيث استغل هؤلاء فرصة زيارة وفد من منتخبين وممثلين عن جمعيات محلية، لحيهم، ليجددوا مطلبهم بالحصول على سكن. وقال السكان إن إقصاءهم من الترحيل في عمليات إعادة الإسكان التي قامت بها ولاية الجزائر منذ سنة 2014 والتي شهدت ترحيل آلاف العائلات إلى شقق جديدة، هو إجحاف في حقهم بالنظر إلى الوضعية المزرية التي يعيشونها في هذا الحي منذ الاستقلال. وذكر المشتكون أن الوضع يزداد سوءا من يوم إلى آخر؛ نتيجة ارتفاع عدد أفراد الأسر التي تعيش ظروفا صعبة في سكنات هشة وضيقة؛ الأمر الذي انعكس على وضعهم الصحي؛ إذ أصيبوا بأمراض مزمنة، خاصة الحساسية التي مست الأطفال وكبار السن، الذين ينتظرون تدخّل الجهات الوصية، لترحيلهم ضمن العمليات المبرمجة قريبا. وحسب بعض السكان، فإن أزمة السكن التي يعيشونها جعلتهم يستأجرون سكنات بأثمان باهظة عند الخواص؛ هروبا من الضيق، الذي تحوّل إلى هاجس حقيقي بالنسبة لهم، وهو ما يستدعي النظر في حالتهم التي طال أمدها، وترحيلهم في أقرب الأوقات، خاصة أن حيهم من أقدم الأحياء في القبة، وقد ارتفعت كثافته السكانية إلى حوالي 200 عائلة، حسب ما ذكر ممثلو جمعية الحي، الذين يسعون لرفع انشغالات سكانه إلى مختلف الجهات؛ سواء على مستوى الولاية، أو المنتخبين الذين هم على علم بأوضاعهم. وفي هذا الصدد، قام ممثلون عن عدة هيئات، السبت الماضي، منهم رئيس كتلة جبهة التحرير الوطني في المجلس الشعبي الولائي البشير بن سليخ، وأعضاء من المجلس الشعبي البلدي للقبة، ورئيس تنسيقية المجتمع المدني للقبة سيني عبد الرزاق وأعضاء في التنسيقية، وممثل المجلس الأعلى للشباب، وكذا ممثل جمعية القبة المتحدة زقاد عبد الحق، وأعضاء جمعية حي "السانتياف"، بزيارة الحي؛ في مبادرة هي الأولى من نوعها، استحسنها السكان، واعتبروها فرصة لنقل معاناتهم إلى المنتخبين المحليين وممثلي الجمعيات. كما تندرج هذه الزيارة، حسب ممثلي جمعية الحي، في إطار العمل الميداني، وإيصال انشغالات سكان الحي للمسؤولين؛ من أجل وضع حد لمعاناتهم، وتعجيل عملية الترحيل، بعد أن سمحت هذه الزيارة بمعاينة بعض المنازل التي توشك على الانهيار في أي لحظة، في حال عدم التكفل بها بصفة مستعجلة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، وانعدام أبسط شروط الحياة. يُذكر أن العديد من سكان البنايات الهشة والقصديرية وكذا سكان الضيق، ينتظرون عملية الترحيل المبرمجة في ذكرى عيد الثورة المصادف للفاتح نوفمبر، الذي يشهد كل سنة، إعادة إسكان عدد هام من العائلات، التي ظلت تنتظر حلم الحصول على شقة لائقة، وذلك في مختلف الصيغ السكنية.