قال مدير دار نشر "الوطن اليوم"، كمال قرور ل"المساء"، إن اختياره لشخصيات فكرية وأدبية ما تزال على قيد الحياة، كي تكون ضمن سلسلة "أعلام الجزائر"، تعود إلى رغبته الشديدة في تكريمها والتعريف بها، علما أنه جرت العادة أن نحتفي أكثر بأدبائنا ومفكرينا الذين رحلوا عن الدنيا، ونحاول أن نتبع خطاهم حينما كانوا من الأحياء، وكأنهم سيدفعون بنا إلى الطريق المستقيم. اعتبر قرور أن سلسلة "أعلام الجزائر"، هي احتفاء من دار "الوطن اليوم" بالعقل الجزائري والشخصية الثقافية الجزائرية، وهكذا تم انتقاء مجموعة من الأساتذة المحترمين، لا جدال في إمكانياتهم العلمية والفكرية، ليكونوا موضوع كتب خطها أساتذة آخرون، أغلبهم أصدقاء لهم، وهذا بدون تملق ولا تجني، بل بكل موضوعية. وتابع محدث "المساء"، أن كتب سلسلة "أعلام الجزائر" تتبع منهجية واحدة، وهي كتابة سيرة المعني وملخص عن أفكاره، وهو ما يلقى استحسان الكثيرين واستياء البعض الذين لم يفهموا إلى حد الساعة، كيف أن كاتبا يكتب عن مفكر أو أديب وهو ما يزال على قيد الحياة. وتحدث قرور عن حلمه في أن تكون هذه السلسلة مرجعا خاصا بالطلبة، خاصة أنها مكتوبة بأسلوب مبسط، ولم لا تكون أيضا بين أيدي تلاميذ طوري المتوسط والثانوية. ورغم أن هذه الكتب غير ناجحة تجاريا، وترفض المكتبات الجزائرية شراءها، حسب قرور، إلا أنها تدخل ضمن الخط الثقافي للدار الذي تدعمه بكل قوة وصبر. كما تواصل الدار سياسة بيع كتبها، خاصة الجيب منها، في الأكشاك الموزعة في الطريق السيار، والمشاركة في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر. ومن بين الكتب الصادرة حديثا من سلسلة "أعلام الجزائر"، نجد "مخلوف عامر الناقد الأدبي" بقلم بوداود عمير. "خليفة حماش مسيرة أرشيف" بقلم الصالح بن سالم". "عمار طالبي مفكرا ومحققا" لمسعود بوشخشوخة. "الحبيب سايح نزيف حرف وذاكرة الوطن" بقلم فضيلة بهيليل تأسف كمال قرور عن عدم شراء المؤسسات الجزائرية من هذه الكتب النوعية، في المقابل، تهتم دار "الوطن اليوم" أيضا، بنشر الكتب الموجهة للفتيان. وفي هذا السياق، أطلق قرور نداء لكل الكُتاب الجزائريين المهتمين بالكتابة للفئة العمرية من 12 إلى 16عاما للتواصل مع الدار، التي تهتم كثيرا بأن يكون للفتيان الجزائريين كتبهم مخطوطة بأقلام جزائرية. واعتبر المتحدث أن نشر الكتب الموجهة للفتيان مغامرة ثقافية أخرى للدار، قد لا تكون مربحة على المدى القصير، لكنها ضرورة فعلا، لينتقل في حديثه إلى الروايات الثلاث، التي أصدرتها الدار للكاتب الصحراوي حمدي، يحظيه والموسومة ب"محامي رقان" و"سيفار مدينة الشياطين الطيبة" و"حجر تمنطيط"، وقال إنها نصوص جميلة جدا ومكتوبة بحبكة مشوقة، تناول فيها كاتبها أمكنة جزائرية، لأنه سبق له وأن عاش في الجزائر، كما أهدى أعماله هذه إلى "الجزائر العظيمة"، وقد خط هذه الجملة في رواياته الثلاث، عرفانا منه لما تقدمه الجزائر للجمهورية العربية الصحراوية. وأضاف قرور أنه لم يشهد أن كاتبا جزائريا أهدى عمله للجزائر العظيمة، كما قلة من المؤلفين الجزائريين ممن يشتغلون على الأمكنة، في حين يحتفي حمدي بالمكان الجزائري وبتاريخه وأساطيره خاصة الصحراوي منه، وسيواصل سلسلته عن أماكن وثقافات أخرى، دائما تتعلق بالصحراء الجزائرية، مثل التوارق. في المقابل، أعاب كمال قرور ركض بعض الكُتاب خلف الجوائز وكتابة أعمال وفق روشيتة معينة، للظفر بها، مشيرا إلى أنه حتى ولو وصل هؤلاء الكتاب إلى مرادهم، فإنهم سيفشلون على مستوى إنجاز نص سردي جزائري.