تحدث كمال قرور، صاحب دار النشر "الوطن اليوم"، بحماس ل"المساء"، عن مشروعه الذي تجسّد أخيرا وعرف النور والمتمثّل في إصدار مجموعة من الكتب عن أعلام الفكر من أبناء وطننا في انتظار أن يتعمّم على أعلام الجزائر من أدباء وفنانين وغيرهم. كمال قرور أضاف ل"المساء" أن دار "الوطن اليوم" ركّزت هذه السنة على إصدار مجموعة أعلام الفكر رغم أنّه مشروع قديم إلاّ أنّه لم يعرف التجسيد إلاّ هذه السنة بعد التعاون مع أساتذة من الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية. وقال "بفعل تقاعس بعض الأساتذة وميلهم للكتابة عن أعلام غير جزائرية، لم أستطع تحقيق حلمي ولكن الأمر تغيّر حينما تحدّثت في هذا الموضوع مع الأستاذ فارح مسرحي من الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية الذي أصبح الوسيط بيننا وبين الأساتذة من الجمعية لتكون انطلاقة هذا المشروع". وتحدّث قرور عن استغرابه لتحقيق هذا الإنجاز في ظرف قصير جدا، حيث كان من المقرّر طبع خمسة كتب لتشارك في الصالون الدولي للكتاب فإذا بأحد عشر كتابا تصدرت مشاركة دار "الوطن اليوم" وهو ما أسعده كثيرا..أسعده نعم وأحزنه في الوقت نفسه، وهو يتصفّح صفحات هذه الكتب التي تمتلئ درر قائلا "كان يمكن للجزائر أن تكون أكثر ازدهارا وعلى أرضها ترعرع مفكّرون لكلّ منهم أفكار تصلح الأمم وتشحذ الهمم، لكننا لا نعرف منهم إلاّ النزر القليل، ولهذا فهذه الكتب موجّهة أولا لشبابنا وقد صنعت في شكل كتاب جيب حتى يقرأها الشباب ولا يمل منها". وأكّد بأنّه غير شوفيني، يهتم فقط بما هو جزائري لكن من الضروري التعريف بأعلامنا أوّلا ومن ثم التوجّه إلى تسليط الضوء على أعلام الفكر من العرب والغرب. في هذا السياق، ذكر المتحدّث أنّه طلب من الأساتذة المشاركين في كتابة مجموعة "أعلام الفكر" عدم تجاوز 1200صفحة، والتقيّد بكتابة السيرة الذاتية لعلم من أعلام الفكر ثم كتابة الدراسة النقدية للأستاذ الكاتب وبعدها وضع مختارات من كتب المعني حتى يتشوّق القارئ لقراءة كتبه. وانتقل كمال قرور في حديثه إلى "المساء" عن أهمية تسويق الكتاب فليس من الطبيعي نشر كتاب وعدم الاهتمام بتسويقه لذا تسعى دار النشر "الوطن اليوم" في تحقيق هذه العملية من خلال الأنترنت والتواصل مع المدارس والجامعات وحتى وضع الكتب في في "السوبيرات" طيلة الطريق السريع شرق غرب. عودة إلى أعلام الفكر حيث كلّ أستاذ اشتغل على مفكّر معيّن غالبا ما يكون متخصّصا فيه وسبق أن درسه، في انتظار تكملة الحلم وإكمال السلاسل اللاحقة والتي تعني ادباء الجزائر وفنانيها ومفكّرين آخرين، حيث ذكر أنّ هناك 70 أستاذا يعكفون حاليا على الكتابة عن أعلام الجزائر. وأضاف أنه يحلم بأن يصل العدد إلى مئة كتاب ولم لا إلى ألف، مشيرا إلى اشتغاله بطريقة مختلفة عن الكتاب الذين يكتبون عن الإعلام في القواميس والموسوعات التي يقصدها الباحثون وبعض الفضوليون، بل يهدف من خلال هذه الكتب إلى جذب الشباب وتعريفهم بأعلامهم. وكشف كمال قرور عن العناوين الصادرة في مجموعة أعلام الفكر وعددها 11 وهي "عبد الرحمن بوقاف" و"محمد أركون" و"مولود قاسم نايت بلقاسم" بقلم فارح مسرحي. "محمد حمودة بن ساعي" بقلم بن زينب شريف. "أبو عمران الشيخ" بقلم نعيمة ادريس. "نبهاني كربيع" بقلم اليزيد بوعروري. "سليم حيولة" بقلم محمد بن ابي شنب. "الزواوي بغورة" بقلم زبيدة مونية بن ميسي. "البخاري حمانة" بقلم بلعالية دومة ميلود. و"مصطفى الأشرف" بقلم موسى بن سماعين. وقدّم قرور ل"المساء" معلومات عن هذه الأسماء اللامعة التي رحل بعضها عن الدنيا وبقي بعضها يقدّم فكره للجزائر وللعالم، كما أنّ معظمها مجهولة عند العامة أو يُعرف عنها جانب ويُجهل جانب آخر. بالمقابل، قال إنّ دار "الوطن اليوم" تشارك في المعرض الدولي للكتاب أيضا بكتب أخرى مثل ثلاثية الكاتبة فضيلة فاروق، إضافة إلى كتاب رابع عبارة عن حوارات للكاتبة بقلم الصحفية نوارة لحرش. في هذا السياق، قال إنّه غيّر من استراتيجية الدار في هذه الطبعة من "سيلا"، حيث سيعكف كلّ عام على اختيار كاتب مرموق وإصدار أكثر من عمل له إضافة الى كتاب آخر يضم حوارات أجريت معه أو حوار مطول أو دراسة نقدية. وتعرض دار "الوطن اليوم" في "سيلا25" أيضا كتاب "دليل الشباب المسلم للعلم الحديث" لقسوم نضال المختص في الفلك، حيث تمت ترجمته من الانجليزية الى العربية. إضافة إلى كتب أخرى.