عمد مركز معالجة أمراض السرطان "بيار وماري كوري" بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، منذ أكثر من ستة أشهر إلى استحداث فضاء عشوائي لرمي نفاياته الاستشفائية على بعد أمتار فقط من التجمع السكاني المحاذي للمستشفى، والأكثر من ذلك وحسب السكان فإن الإدارة المذكورة تبقي لعدة أيام على هذه النفايات الخطيرة التي تجمعها في أكياس حمراء وهذا قبل نقلها إلى المصلحة المكلفة بتسيير النفايات الاستشفائية الواقعة بالمستشفى، وحسب مصدر من هذه الأخيرة في تصريح ل"المساء" فإن مسؤولية نقل النفايات الاستشفائية إلى مصلحته تقع على عاتق صاحب النفايات نفسه ويعني بذلك المركز المذكور مثله مثل باقي المصالح الاستشفائية، مضيفا بأنه لا يجب التأخر عن نقل مثل هذه النفايات لتسييرها في حينها. وحسب ممثل السكان السيد عزوز في تصريح ل"المساء"، فإن المفرغة التي تم استحداثها منذ أكثر من ستة أشهر على بعد أمتار من العمارة التي يقيم بها، تهدد حياة سكان الحي المقيمين بمحاذاة المستشفى الجامعي مصطفى باشا، وجميع القاطنين بحي حسيبة بن بوعلي ببلدية سيدي محمد، وفي ظل عدم تدخل إدارة المستشفى لحل المشكل بادر أكثر من 400 شخص بتوقيع شكوى ضد المركز تم توجيهها إلى مختلف المصالح المعنية، ينتقدون فيها فتح مفرغة عشوائية لرمي النفايات العادية في أكياس سوداء والنفايات الاستشفائية في أكياس حمراء تحمل بقايا المواد المستعملة في إجراء العمليات الجراحية والمواد الكيميائية المستعملة في التداوي بالإشعاع النووي الخاص بمرضى السرطان وغيرها من النفايات الخطيرة. ويضيف ممثل السكان، بأن مؤسسة تسيير النفايات الحضرية لولاية الجزائر "نات كوم" تقوم بنقل الأكياس السوداء، وفق ما يمليه مجال تخصصها، في حين أن الأكياس الحمراء تبقى في الهواء لعدة أيام دون أن يتم نقلها إلى المصلحة المتخصصة في تسيير النفايات الاستشفائية، وهو ما يطرح إمكانية تحلل المواد الكيميائية والسامة وانتشارها في الهواء، هذا بالإضافة إلى ما يتم تسجيله من انتشار للحشرات المضرة والخطيرة. وحسب مصدر من إدارة مستشفى مصطفى باشا في تصريح ل"المساء"، فإن إدراة بيار وماري كوري مستقلة إداريا عن هذا الأخير، وبالتالي فإن الأمر يلزمها، والأكثر من ذلك فإن هذه المصلحة المتخصصة في علاج أمراض السرطان تمتلك مصلحة خاصة لتسيير نفاياتها، ورغم ذلك تم وضع تحت تصرفها مؤسسة تسيير النفايات الاستشفائية الواقعة داخل حرم المستشفى، وهو ما يعني غياب أي مبرر للتصرف الخاص بتخصيص مفرغة في الهواء الطلق بالشكل الذي يطرحه السكان. من جانب آخر، صرح مصدر من المؤسسة المعنية بتسيير النفايات الاستشفائية ل"المساء"، بأن هذه الأخيرة تستقبل يوميا الأطنان من النفايات الاستشفائية لتسييرها وفق ما تحدده القوانين المؤطرة لهذا الجانب، ويقع على عاتق المصالح الاستشفائية نقل هذه النفايات ولا يفترض بأي حال من الأحوال التأخر عن نقلها لتسييرها على أساس أن المحطة الثانية لها بعد جمعها تكون موقع التسيير، والأكثر من ذلك فإن تسيير هذا النوع من النفايات يطبعه الحذر في العمل منها مراقبة محتوى الأكياس التي تحمل النفايات والتي يتم وضعها في أكياس حمراء وخضراء وصفراء، ولأن هذا النوع من النفايات مدرج عالميا ضمن قائمة النفايات الخطيرة على صحة المواطن فإنها تخضع إلى جملة من المراحل قبل قبولها للتسيير، منها التأكد من محتوى ما تحمله الأكياس.