يستهل سهرة اليوم، المنتخب الوطني، منافسة كأس أمم إفريقيا في نسختها 34، بمواجهة منتخب أنغولا، على ملعب السلام في مدينة بواكي، بداية من الساعة الثامنة ليلا بتوقيت كوت ديفوار، التاسعة بتوقيت الجزائر، حيث يقص "الخضر" شريط مباريات المجموعة الرابعة، بهدف الفوز لا غير، لضرب عدة عصافير بحجر واحد، منها تسجيل بداية جيدة وتحقيق التقدم على أحد منافسيه في التأهل إلى الدور المقبل، فضلا عن إطلاق رحلة رد الاعتبار للمنتخب الوطني، بعد خروجه من الدور الأول، في نسخة "كان" الكاميرون. استعدت كتيبة جمال بلماضي لكأس إفريقيا بكوت ديفوار في أحسن الظروف، مقارنة بما كان عليه الحال في نسخة "الكوفيد"، حيث خاض زملاء محرز تربصا إعداديا أوليا بمركز سيدي موسى، قبل التنقل إلى الطوغو لإجراء المعسكر التحضيري الرئيس، والذي دام لعشرة أيام، تخللته مباراتان وديتان أمام الطوغو (30) وبورندي (40)، واختتمت الرحلة الإعدادية بالإقامة والتحضير في شروط مثالية هنا بمدينة بواكي، سواء من حيث مقر الإقامة أو ملعب التدريب، وهو ما لا يترك أي مجال للتبرير بالنسبة لزملاء بن سبعيني، في حال الإخفاق للمرة الثانية على التوالي، خاصة أن بلماضي تحدث كثيرا إلى اللاعبين قبل مواجهة أنغولا، وحذرهم من سيناريو مباراة سيراليون في "كان" الكاميرون الأخيرة، أين تعادل آنذاك زملاء بن ناصر بنتيجة سلبية، ما سرّع عملية خروجهم من المسابقة في الدور الأول، ولا يقتصر هدف "الخضر" على رد الاعتبار فقط لأنفسهم، بل لإسعاد الأنصار والجزائريين مرة أخرى، بعد خيبتي "كان الكاميرون" ومونديال قطر. وقد حسم بلماضي خياراته الأساسية في مواجهة أنغولا، وحتى كأس إفريقيا الحالية، بعد أن عمل في سرية تامة، لضبط كل التفاصيل، ويتوقع أن يعتمد على كل من أنتوني ماندريا في حراسة المرمى، والرباعي يوسف عطال وعيسى ماندي ورامي بن سبعيني وريان آيت نوري في خط الدفاع، على أن يشكل نبيل بن طالب وإسماعيل بن ناصر وفارس شايبي خط الوسط، في حين سيقود كل من رياض محرز وإسلام سليماني خط الهجوم، إلى جانب يوسف بلايلي، الذي سيكون بنسبة كبيرة جدا أساسيا في هذه المباراة على حساب آدم وناس، بعد تحسن حالته البدنية بنسبة كبيرة، ولرغبة بلماضي في الاستثمار في تجربته الإفريقية الكبيرة مقارنة بآدم وناس، الذي قد يلعب دور "الجوكر"، وكان بلماضي ليشرك المتألق محمد الأمين عمورة في هذا المنصب، لولا العقوبة المسلطة عليه، نظرا لتراكم الإنذارات. سيركز بلماضي خلال مواجهة أنغولا، على إيجاد الحلول الهجومية، على اعتبار أن أشبال المدرب بيدرو كونشالفيش يعتمدون كثيرا على الصلابة الدفاعية، حيث لم يتلقوا سوى هدفا وحيدا خلال المباريات الخمس الأخيرة، مراهنا على تحسين عملية التنشيط الهجومي بعودة الغائب الكبير بن ناصر، الذي يتمنى الجزائريون نجاحه في إعادة التوازن المفقود منذ فترة لخط الوسط. يجدر الذكر، أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، عين الحكم السنغالي عيسى سي، لإدارة مباراة الجزائروأنغولا، في أول تجربة له في المسابقة القارية. أصداء "الخضر" أحسن حظا من كوت ديفوار أظهرت افتتاحية كأس إفريقيا، بين منتخبي كوت ديفوار وغينيا بيساو، أن المنتخب الجزائري أحسن حظا من نظيره الإيفواري، من منطلق أن منتخب البلد المنظم، خاض مواجهته على ملعب أيمبمبي بأبيدجان، والذي كان في حالة سيئة جدا، على عكس ما سيحصل عليه "الخضر" من تجربة في ملعب السام ببواكي، الذي يعد أحسن ملعب، خلال كأس أمم إفريقيا الحالية من حيث نوعية أرضيته. كابوس "جابوما" قصة من الماضي هذه المرة لن تتوقف أفضلية زملاء محرز هذه المرة، من ناحية التوفر على أرضية ذات مستوى عال، بل ستجعلهم ينسون كابوس ملعب جابوما، الذي لاحقهم خلال النسخة الماضية لكأس إفريقيا بكوت ديفوار، إلى درجة أن هذا الاسم بات جزء من تاريخ كرة القدم الجزائرية السلبي، إلى جانب بعض الأسماء الأخرى، على الحكم الغامبي باكاري غاساما والبنيني كوفي كودجيا. المنتخب الوطني سيلعب بالقميص الأبيض يدخل المنتخب الوطني مواجهته الافتتاحية في كأس إفريقيا 2023 أمام أنغولا، بقميصه التقليدي، أي باللون الأبيض، وهو اللون الذي يتفاءل به الكثير من الجزائريين، علما أنه سيلعب مباراته الثانية أمام بوركينافاسو بذات القميص، على أن يلعب باللون الأخضر في المواجهة الثالثة أمام موريتانيا. "الخضر" لم يتدربوا على ملعب السلام لم يتدرب المنتخب الوطني، ولا أي منتخب آخر في المجموعة الرابعة، على ملعب السلام ببواكي، ففي الوقت الذي كان ينتظر برمجة الحصة الأخيرة لزملاء محرز، قبل مواجهة أنغولا على ذات الملعب، تبعا للوائح "الكاف"، قرر المنظمون الإبقاء على البرنامج العادي، أي أن كل المنتخبات المعنية تتدرب على ملاعب التدريب الخاصة بها، على غرار الثانوية الكلاسيكية بالنسبة ل"الخضر". خسروا فيه لقاء واحدا من أصل خمس مباريات.. ملعب "السلام" فأل خير على "الخضر" في "الكان" يعود المنتخب الوطني للمشاركة في كأس إفريقيا واللعب على ملعب بواكي (ملعب السلام)، للمرة الثانية في تاريخه، بعد أن شارك في كأس إفريقيا عام 1984 بنفس المدينة، التي يعود إليها هذه المرة بنفس الطموحات، وربما أعلى من ذلك، من خلال تجاوز محطة الدور نصف النهائي، التي توقف عندها خلال نسخة 1984، خاصة أن كل المعطيات والمؤشرات إيجابية إلى أقصى درجة هذه المرة. كان المنتخب الوطني بجيله الذهبي، سنوات الثمانينات، قد أنهى مشاركته في كأس إفريقيا 1984 في المرتبة الثالثة، في وقت كانت تقتصر المنافسة آنذاك على ثمانية منتخبات، وأوقعت القرعة "محاربي الصحراء" في المجموعة الثانية، التي لعبت مبارياتها على ملعب بواكي الجديد آنذاك (قبل إعادة تهيئته من جديد مؤخرا)، إلى جانب منتخبات نيجريا وغانا ومالاوي، وفاز زملاء مناد بمباراتين في دور المجموعات، الأولى أمام مالاوي بثلاثية نظيفة، والثانية أمام غانا بهدفين نظيفين، في حين تعادلوا في المباراة الثالثة سلبيا أمام نيجيريا، ليتصدروا مجموعتهم، ويواجهوا الكاميرون في الدور نصف النهائي بذات الملعب، حيث أنهوا المباراة بالتعادل السلبي، قبل أن يخسروا بركلات الترجيح، لكن بلغة كرة القدم، لا تعتبر هذه هزيمة "إحصائيا"، ما يعني أن المنتخب الوطني لم يخسر في هذه المباريات الأربع المذكورة، وكانت خسارته الوحيدة أمام كوت ديفوار عام 1997، خلال تصفيات كأس إفريقيا 1998، وبنتيجة هدفين لهدف، بالتالي يمكن وصف ملعب بواكي بفأل خير على "محاربي الصحراء". سيسعى أشبال بلماضي خلال الدورة الحالية، لخوض تجربة أحسن من جيل الثمانينيات في كوت ديفوار، التي تحتضن بدورها كأس إفريقيا للمرة الثانية تنظيميا، خاصة أن كل الظروف مهيأة لتقديم دورة في المستوى، والوصول إلى تطلعات الجماهير الجزائرية، التي لا زالت تعيش على خيبتي كأس إفريقيا بالكاميرون، وعدم التأهل إلى مونديال قطر 2022. يجدر الذكر، أن المنتخب الوطني سيلعب كل مبارياته في الدور الأول بملعب السلام في بواكي، فبعد لقاء أنغولا، سيواجه زملاء محرز منتخب بوركينافاسو، يوم السبت 20 جانفي، على الثالثة زولا، ثم موريتانيا يوم الثلاثاء 23 جانفي على التاسعة ليلا. تخوفات من تعيين الحكم عيسى سي لإدارة لقاء الجزائروأنغولا أشعل خبر تعيين الحكم السنغالي، عيسى سي، لإدارة مواجهة الجزائروأنغولا، منصات التواصل الاجتماعي في الجزائر، وأثار الكثير من التعليقات والتخوفات لدى الجماهير الجزائرية، المتخوفة من تكرار سيناريو كواليس اللعبة القذرة، الممارسة ضد الجزائر داخل أسوار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. يعد السنغالي عيسى سي، البالغ من العمر 38 سنة، حديث العهد في التحكيم الإفريقي، حيث بدأ مشواره مع التحكيم منذ عام 2016، أي أنه لا يملك خبرة كبيرة، بدليل أنه لم يسبق له خوض كأس أمم إفريقيا سابقا، وتعد هذه التجربة الخطوة الأولى له في حظيرة الكبار، وهو الذي لم يرتق بعد إلى درجة حكام النخبة والصفوة في القارة السمراء، ما يثير الشكوك حول خطوة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، الذي تستغل بعض أطرافه المؤثرة كل فرصة لضرب الجزائر. عاش "الخضر" تجاربا تحكيمية قاسية، خلال العامين الماضيين، ولعل أشهرها، تجربة الحكم غاساما، في فاصلة مونديال 2022 أمام الكاميرون، ما دفع بلماضي في العديد من المرات، إلى مهاجمة الكاف والتحكيم الإفريقي، في وقت يعمل الرئيس الجديد ل«الفاف"، وليد صادي، في هدوء وسرية، لرد الاعتبار للجزائر داخل أروقة الهيئة القارية، المثيرة للجدل. الحكم السنغالي سبق له وأن أدار مباراة ل«الخضر" سبق للحكم السنغالي، عيسى سي، الذي اختارته "الكاف" لإدارة مباراة الجزائروأنغولا، أن أدار مباراة سابقة ل«الخضر"، وكان ذلك أمام منتخب النيجر في نيامي، خلال تصفيات مونديال 2022، والتي فاز بها زملاء سليماني آنذاك بنتيجة أربعة أهداف دون رد. لم يفوزوا عليه في ست مرات منذ 23 عاما منتخب أنغولا "كابوس" التعادلات للمنتخب الوطني يكشف تاريخ المواجهات بين المنتخب الوطني ونظيره الأنغولي، عن تقارب كبير في المستويات، رغم التفوق الطفيف رقميا بالنسبة ل«الخضر"، على اعتبار أن نتيجة التعادل سيطرت على أغلبية اللقاءات بين المنتخبين، فمن مجموع تسع مباريات جمعت بين "الخضر" و«الغزلان السوداء"، انتهت ستة لقاءات كاملة بنتيجة التعادل، في حين فازت الجزائر في مباراتين وخسرت مواجهة واحدة. وتزيد سمعة التشكيلة الأنغولية الحالية من الناحية الدفاعية، من متاعب زملاء محرز، في كسر قاعدة التقارب في النتائج بين المنتخبين، رغم الفارق الكبير من ناحية التاريخ والأسماء بينهما، وحتى الفوزين اللذين سجلهما المنتخب الأنغولي، لم يكونا صريحين بدرجة كبيرة وكانا بذات النتيجة (32)، الأول كان في تصفيات مونديال 1986، بملعب 5 جويلية عام 1985، والثاني كان عام 2001 بعنابة، في تصفيات كأس إفريقيا 2002، أي أن الجزائر لم تفز على أنغولا منذ 23 عاما، في حين أن الهزيمة الوحيدة ل«المحاربين" كانت عام 2005 بلواندا، بهدف دون رد في تصفيات مونديال 2006. أما بخصوص التعادلات الستة الأخرى، فسيطر التعادل السلبي على ثلاث مواجهات، في وقت انتهت مباراتان بنتيجة هدف لهدف، وواحدة بهدفين لمثلهما، ما يجعل من نتيجة التعادل العلامة الفارقة في تاريخ المواجهات بين الجزائروأنغولا، في وقت كان التعادل السلبي بينهما، خلال مواجهة الدور الأول لكأس إفريقيا 2010 بأنغولا، الأشهر على الإطلاق، حيث اتهم المنتخبان بالتراخي خلال المواجهة، من أجل التأهل معا إلى الدور الثاني، على اعتبار أن التعادل كان كفيلا بتحقيق ذلك على حساب منتخب مالي، الذي احتج على ما حدث في اللقاء، واتهم الجزائروأنغولا بالاتفاق على نتيجة التعادل السلبي، علما أنه احتل المركز الثاني مناصفة مع الجزائر، لكن "الخضر" تأهلوا إلى الدور الثاني، بأفضلية المواجهة المباشرة مع مالي.