جذب العرض المسرحي زودها الدبلوماسي الذي أقيم على ركح أحمد بن بوزيد بمدينة الجلفة, جمهورا عريضا من محبي أبو الفنون الذين تفاعلوا بشكل كبير مع هذا العمل الفني المتميز.ودارت أحداث هذه المسرحية -- التي تأتي كعمل ثالث من إنتاج المسرح الجهوي أحمد بن بوزيد موجه للكبار -- في مكانين مختلفين إذ يعيش فيها البطل أريستاخ حدثين متتاليين , يرى فيها الجمهور عربة تحمل ممثلين الحوذي و أريستاخ حيث تبدأ الرحلة في زمن المغيب ويخيم الظلام, ونظرا لشكل الحوذي المخيف والظلام الدامس يتسلل الخوف ل أريستاخ مما يجعله يبدأ بالمبالغة لتخويف الحوذي وتشجيع نفسه.وفي مشاهد متميزة, عكسها أداء الفنانين على الركح, بدأ الصراع وتصاعدت الأحداث بينهما, إلى أن وصلا لقمة الخوف وعلى الجانب الأخر رأى الجمهور الصراع يتجسد بين أريستاخ والكاتب في محاولة من الأول إخبار الكاتب بوفاة زوجته, لتتصاعد الأحداث مرة ثانية, ويخيم جو من التوتر حتى يصل الكاتب لاكتشاف خبر وفاة زوجته.وفي كلمة لمخرج المسرحية ومقتبسها, الفنان ونوقي خالد قال فيها أنه بين التردد والخوف وهو حبس النفس البشرية بين مشاعر الأمل والخوف الذي يعبث بعقول البشر كما يقول أفلاطون, يأتي دور الفن لمقاومة كل أشكال البؤس ومحاربة رواسب الماضي الفاسدة التي قد يرثها الإنسان فتحول حياته إلى جحيم . وبينما في الجهة المقابلة - يقول المخرج - يضيع فضاء فسيح للتمتع بجمالية الحياة واستثمار اللحظات الممكنة, لحياة أفضل, قمنا بإعادة تأثيث هذه المسرحية للكاتب الروسي تشيكوف في حلة مختلفة لتعيد ترتيب الحياة بما يناسب طبيعة الأشياء وتقديم البدائل الممكنة لحياة أكثر إيجابية . ويعالج هذا العمل المسرحي عقدة الخوف, الذي يربك الحياة ويفتح الأفق على خيارات أخرى كالمحبة والخير والجمال, والتي لا يجب أن تفسدها سلبية الخوف والتردد حسب ما لفت إليه المخرج .للإشارة, ساهم هذا العرض المسرحي في إعطاء نفس قوي للمشهد الثقافي بالولاية, حيث الاهتمام بفن المسرح و ما يقدم على الركح من أعمال مميزة , لها جمهور عريض بولاية الجلفة , التي لها تقاليد خاصة في هذا اللون الفني.