دعا أستاذ التاريخ، عبد المالك قديد، إلى ضرورة ترسيخ الروح الوطنية وتعزيزها لدى جيل اليوم، مشيرا إلى أن الوضع التي العالمي وما يصحبه من تهديدات للأمن القومي، يستدعي تكثيف جهود غرس تلك الثقافة لدى الشباب، وتوطيد العلاقة بالرموز الوطنية، لمجابهة أي محاولة للمساس بالوحدة الوطنية أو بأمنها، معتبرا أن العالم يشهد حاليا تحولات مخيفة على مختلف الاصعدة. أوضح استاذ التاريخ أن الوقت الحالي يستدعي تعزيز ثقافة الفرد حول ماهية الروح الوطنية، والغيرة على الوطن، والخوف عليه، وكيفية حمايته من كل ما قد يسيء إليه أو لوحدته أو لكل ما يمكن أن يهدد سلامته أو حريته واستقلاله. وأشار الأستاذ عبد الماك قديد، إلى أن ما يحدث اليوم في غزة، وصمود أهلها وصبرهم درس لابد أن يستفيد منه الشباب، كما أنه لا يمكن، حسبه، "الاستهانة بقوة ما يتمتع به هؤلاء من حبهم لوطنهم، وغيرتهم عليه، باعتبارهم أبناء تاريخ عريق، يشهد العالم على ثورته المجيدة، حملوا روح الوطنية في عروقهم". وأضاف الأستاذ أن "شباب غزة اليوم يعدون من أقوى رموز التضحية، وأطفال في مقتبل العمر يعرفون المعنى الكامل للحرية، ويدافعون بكل ما لديهم من أجل مقاومة العدو الصهيوني المحتل، ولذا فعلى شباب هذا الجيل متابعة القضية عن قرب للاقتداء بهؤلاء الأبطال". أوضح الاستاذ، أن تعزيز روح الوطنية لا يعني الاستعداد لمقاومة عدوان محتمل، وإنما يمكن من خلاله النهضة بالوطن، ودفعه نحو التقدم، والتطور، مشددا على أن تعزيز تلك الروح تكون من خلال تثقيف هذا الجيل، ومساعدته في التفرقة بين الصح والخطأ، ومعرفة الصديق من العدو، وتعليمه تاريخ وطنه، خصوصا وأنه الكثير من الشباب اليوم يهجرون المطالعة، لاسيما التاريخية، التي يرى فيها البعض تعقيدا يجعلهم يملون منها ولا يتلذذون بدراسة التاريخ الجزائري بكل محطاته. وأكد أن تثقيف الطفل أيضا أمر مهم، فلا يمكن القول أن الطفل لا يزال صغيرا على فهم التاريخ، بل يمكن ترسيخ لديه الكثير من المفاهيم منذ الصغر، الأمر الذي يحببه في ذلك، ويجعله شغوفا لمعرفة المزيد. وقال أستاذ التاريخ، أن "حب الوطن، هو الإحساس بالهوية الوطنية والانتماء والتضحية والوفاء له"، مردفا: "هذا المعنى لا يمكن التعبير عنه بكلمات فقط، فيمكن غرس قيمه في نفوس الشباب والأطفال، ويتم ذلك بربطهم بدينهم وتراثهم، وتربيتهم على التمسك بالتعاليم الإسلامية التي تدعو للحفاظ على الهوية الوطنية، والتضحية من أجل الحق والحرية، وعدم الخضوع للعدو الظالم". وقال الاستاذ والكاتب، "إن التحلي بالوطنية هو مجموعة من السلوكيات والأفعال لابد أن نقوم بها لإثبات الانتماء للوطن، وترسيخ ذلك من مسؤولية الأولياء وواجب على الآباء والمربين، من خلال زرع حب الوطن للأولاد، والحديث عن محاسن البلاد ومواقف ثواره المشرقة في مختلف محطات التاريخ"، خاتما كلامه: "فكلما تربى الطفل على حب وطنه كان مواطنا صالحا في المستقبل يشارك في تنميته وازدهاره".