يتوجّه الناخبون الأمريكيون اليوم إلى صناديق الاقتراع في المرحلة النهائية من الانتخابات الرئاسيات الأمريكية لعام 2024 والتي شكلت هذه المرة الاستثناء، في ظل منافسة محتدمة غلب عليها الترقب الشديد والغموض بخصوص المرشح الأوفر حظا للفوز إن كان الجمهوري والرئيس الأسبق دونالد ترامب أم الديمقراطية كامالا هاريس. ففي سباق متقارب للغاية الخطأ البسيط فيه يشكل عنصرا مهما في حسم نتيجة انتخاب "الثلاثاء الكبير"، تتجه أنظار ليس فقط الأمريكيين بل كل العالم اليوم إلى الولاياتالمتحدة لمتابعة واحدة من أهم الانتخابات الرئاسية التي ستحدّد الرئيس 47 للولايات المتحدةالأمريكية. وتشهد الرئاسية الأمريكية لعام 2024 مواجهة شخصيتين متعارضتين جذريا ويفصل بينهما ما يقرب من عقدين من الزمن، فمن ناحية، نائب الرئيس الديمقراطي الحالي، كامالا هاريس، صاحبة 60 عاما والتي حلّت محل الرئيس جو بايدن المسن شهر جويلية الماضي من الممكن أن تصبح أول امرأة تقود القوة الاقتصادية والعسكرية الرائدة في هذا العالم، ومن ناحية أخرى، الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، البالغ 78 عاما، الطامح للعودة إلى البيت الأبيض بعد أن تمكن من الإفلات من إجراءات عزله رغم إدانته في المحكمة. ففي الساعات الأخيرة الحاسمة لحملة انتخابية محمومة مليئة بالتحوّلات والمنعطفات التي لا يمكن تصوّرها، على غرار محاولتين لاغتيال ترامب، لا يزال المرشحان يقولان إنهما واثقان من فوزهما. ويستندان في ذلك إلى المنافسة المتقاربة بينهما إلى الحد الذي يجعل بضع عشرات الآلاف من الأصوات فقط قادرة على تحديد نتيجة الانتخابات. وكما هو معروف عن التقليد الانتخابي الأمريكي المعقّد فهو يعتمد على نظام الاقتراع العام غير المباشر، كلمة الحسم فيه تعود لكبار الناخبين في الولايات والفوز بها لأي مرشح يشكل مفتاح الدخول إلى البيت الأبيض.ومن هذا المنطلق قرّرا المرشحان التوجه أمس إلى ولاية بنسلفانيا التي تضم أكبر عدد من الناخبين لجمع أكبر عدد من أصوات الناخبين في نهاية يطبع عليها التوتر في حملة انتخابية شرسة.وسافرت كاملا هاريس نائب الرئيس والمدعي العام السابق ثم عضو مجلس الشيوخ من كاليفورنيا، المولود لأب جامايكي وأم هندية، بشكل خاص إلى سكرانتون، مسقط رأس جو بايدن، ثم إلى المدينتين الرئيسيتين في الولاية، بيتسبرغ وفيلادلفيا. من المفترض أن تحظى في هذه المرحلة الأخيرة بدعم عدد من المشاهير في الولاياتالمتحدة، بعد أن حصلت هاريس على دعم مجموعة من النجوم الآخرين مثل بروس سبرينغستين وجينيفر لوبيز أو نجم كرة السلة ليبرون جيمس.من جانبه، وبعد اجتماعه الأول في رالي بولاية نورث كارولينا، توجّه دونالد ترامب إلى ريدينغ وبيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا، قبل أن يختتم يومه الماراطوني في غراند رابيدز بولاية ميشيغان.وقد شدّد الجمهوري الشعبوي من لهجته مؤخرا، مستخدما مصطلحات مهينة لوصف منافسته، التي ردت عليه بتصويره على أنه "فاشي" يدفعه الانتقام وتعطشه إلى "سلطة لا حدود لها". وقد صوّت ما يقرب من 80 مليون أمريكي، بما في ذلك كامالا هاريس، مبكرا بالفعل، من بين 244 مليون ناخب، ومن المتوقع أن يصوّت ترامب اليوم بالقرب من مقر إقامته في فلوريدا.وتثير الانتخابات الأمريكية قدرا كبيرا من التشويق بشأن نتيجتها التي يمكن أن يتضح اتجاهها ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء وسط مخاوف من حدوث انزلاقات أمنية.