❊ مفتاح السلم والأمن الدوليين مرتبط بحلّ القضية الفلسطينية وفق الشرعية الدولية ❊ التحرّكات الدبلوماسية للجزائر بمجلس الأمن مرتبطة بثوابت الدولة ❊ خنيسة: للجزائر وسائل براغماتية لخلق زخم دبلوماسي ❊ كاهي: نشاط الجزائر المكثف استمرار لجهودها منذ القمة العربية ❊ بودهان: نثمّن جهود الرئيس تبون في قيادة الدبلوماسية الجزائرية أجمع محللون سياسيون على الدور الايجابي الذي تقوم به الدبلوماسية الجزائرية بعد أكثر من شهر من مباشرة مهامها على مستوى مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم، مشيرين إلى أن التحركات التي تقوم بها لحلحلة النزاعات وعلى رأسها القضية الفلسطينية، استنادا إلى تعليمات وجهود رئيس الجمهورية، أضفت ديناميكية غير مألوفة على مستوى هذا المحفل الأممي. قال الخبير في العلاقات الدولية باديس خنيسة، إن الدور المركزي والاستراتيجي للجزائر في الدفاع عن القضايا العادلة والملفات الأمنية والأزمات السياسية الذي يرتكز على مبادئها الراسخة، يعطي لها الشرعية التاريخية في إدارة هذه الأزمات، مضيفا أن للجزائر وسائل براغماتية لخلق زخم دبلوماسي داخل مجلس الأمن، ليكون أكثر اتساقا مع مبادئه التأسيسية والمساهمة في إصلاح مقارباته وأدواته السياسية قصد بناء عالم عادل أكثر استقرارا. وأشار في هذا الصدد، إلى أن الجزائر ستكون بدبلوماسيتها، تحت الرؤية الاستشرافية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، رقما مهما في المعادلة الدولية وحتى في مسار بناء النظام الدولي السياسي والاقتصادي الجديد. وأبرز في هذا الصدد، الدور الذي تقوم به الجزائر لصالح القضية الفلسطينية بجرأة ومصداقية، مع حثّ مجلس الأمن للخروج من سباته وسياسة النعامة التي اتخذها الغرب ومجلس الأمن كأسلوب لا يتقبله العقل ولا القانون الدولي ولا حتى أبسط حقوق الإنسان حول الحرب على غزة والإبادة الجماعية التي يعيشها الشعب الفلسطيني. كما أوضح خنيسة أن الجزائر وضعت أدوات واقتراحات لتوعية العالم والسعي جماعيا من أجل حلحلة الأزمات، ما جعلها محطة مهمة يتوافد عليها كبار المسؤولين للاستفادة من خبرة ونجاعة مقاربتها حول ملف السودان وليبيا مؤخرا. من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية والخبير في الشؤون الدولية، الدكتور مبروك كاهي، أن التحرّكات الدبلوماسية للجزائر في مجلس الأمن مرتبطة بثوابت الدولة في إرساء السلم والأمن الدوليين، وحلّ القضايا العالقة بالحوار والطرق السلمية ودعم القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية والصحراء الغربية آخر مستعمرة في القارة الافريقية. وأضاف أن هذا النشاط المكثف يعد استمرارا للجهود الجزائرية، منذ القمة العربية التي كانت شاملة وجامعة حول القضية الاساسية ألا وهي القضية الفلسطينية، ودعم الجهود الدولية التي تصب في هذا الاتجاه، مشيرا إلى أن الجزائر عملت من خلال موقعها كعضو غير دائم في مجلس الأمن على عقد جلسة لدراسة قرارات محكمة العدل الدولية، وفق المبادئ التي تسير المنظمة الأممية، مع التأكيد على أن مفتاح السلم والأمن الدوليين، مرتبط بحلّ القضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية. وأشار كاهي بخصوص الأزمة الليبية، إلى أن الجزائر لم تتخل عن ليبيا منذ البداية، رغم العراقيل والأدوار الوظيفية التي تقوم بها بعض الأطراف الساعية لإطالة الأزمة وزعزعة الأمن وعرقلة عودة الليبيين إلى النظام الدستوري وتنظيم الانتخابات. وأوضح أن مشاركة الجزائر في القمة الافريقية المنعقدة في الكونغو برازفيل حول ليبيا، بوفد رفيع المستوى قاده الوزير الأول، خير دليل على الأهمية البالغة التي يكتسيها الملف لدى الجزائر، خاصة مع زيارة وزير خارجيتها إلى طرابلس ولقاء المسؤولين الليبيين للتنسيق معهم. الأمر ذاته بالنسبة لزيارة رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إلى الجزائر، حيث أكد الخبير أنها تعكس حجم الثقة المتبادلة وإدراك كامل من المسؤولين في السودان لقوة الدبلوماسية الجزائرية وقدرتها على مساعدتهم في الخروج من الازمة، سواء من منبر الاتحاد الإفريقي أو العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي أو حتى الجامعة العربية التي ترأستها الجزائر من قبل. أما المحلل السياسي موسى بودهان، أشار إلى أن الجزائر لعبت دورا إيجابيا جدا على مستوى مجلس الأمن رغم مرور أقل من شهر من مباشرة مهامها على مستوى مجلس الأمن، حيث أضفت ديناميكية غير مألوفة. وأوضح في هذا الصدد، أن الجزائر دعت مجلس الأمن لعقد جلسات لوقف جرائم الكيان الصهيوني ووقف التهجير القسري للفلسطينيين، مضيفا أن الجزائر افتكت توافقا غير مسبوق وإجماع كل أعضاء مجلس الأمن الدائمين وغير الدائمين على ضرورة الكف عن التهجير وهو يعد سابقة في تاريخ المجلس، حيث كانت الولاياتالمتحدة تستخدم حق الفيتو، فضلا عن الدعوة إلى جلسة ثانية للمجلس لإيجاد آليات لتطبيق كل ما صدر من محكمة العدل الدولية من تدابير. وقال بودهان إن هذه القرارات تستحق كل التثمين لكونها تشكل سابقة قضائية، كونها تعد من ثمار جهود رئيس الجمهورية الذي يقود الدبلوماسية الجزائرية.