يعاني سكان مشتة واد القصب التابعة إداريا لإقليم بلدية الونزة الواقعة على بعد 81 كلم شمال عاصمة الولاية تبسة، جملة من النقائص، أثرت على حياتهم اليومية، وجعلتها صعبة لا تُحتمل، خاصة إذا تعلق الأمر بأبسط متطلبات العيش الكريم؛ كالماء الصالح للشرب، والغاز، والخدمات الصحية، والأهم المسالك الريفية التي جعلتهم في عزلة تامة؛ بعيدين عن كل شيء. سكان مشتة واد القصب أكدوا ل"المساء"، أن انعدام أبسط ضروريات الحياة جعل حياتهم صعبة؛ إذ تحوّل إلى معاناة حقيقية؛ فانعدام الماء الشروب أصبح يشكل هاجسا حقيقيا للسكان، يضاف إليه انعدام الإنارة الريفية، والمسالك، وانعدام الخدمات الصحية، والغاز.. وغيرها من متطلبات العيش الكريم؛ نقائص حولت حياتهم إلى حياة شقاء وبؤس يصعب عليهم تحمّلها. وبالنظر إلى قنوات توصيل الماء الصالح للشرب التي لا تبعد عن منطقتهم إلا ببعض الكيلومترات فقط، فإن سكان مشتة واد القصب يقضون معظم أوقاتهم في البحث عن قطرات من الماء؛ هذه المادة الحيوية الضرورية لحياة الإنسان والحيوان والنبات، وتحديدا محاصيلهم الزراعية. ولأن انعدامها في حياتهم يُعد بالنسبة لهم، كارثة حقيقية، فإن الحاجة إليها أجبرتهم على الاستعانة بمياه الصهاريج، التي تكلفهم مبالغ مالية طائلة، لا تقوى العديد من العائلات على تحمّل مصاريفها نظرا لضعف مداخيلهم. من جهة أخرى، يُعد مشكل انعدام الإنارة الريفية وقارورات غاز البوتان من الصعوبات التي تواجه سكان مشتة واد القصب؛ فكلما زادت حاجتهم إلى هذه المادة تجدهم في رحلة بحث دائم ومكثف عن قارورات غاز البوتان، خاصة في فصل الشتاء. وإن تمكنوا من الظفر بقارورة أو اثنين فبأسعار أقل ما نقول عنها مضاعفة، بل إن بعضهم لا يتمكنون من الحصول عليها إطلاقا بسبب تكاليفها الباهظة، خاصة العائلات المحتاجة، التي تفرض عليها هذه الوضعية الاستغناء عنها، وبالتالي البحث عن بديل، فيلجأون إلى استعمال وسائل التدفئة التقليدية، وأهمها الحطب الذي باتو يستعملونه في التدفئة والطهي، وما تبعه من معاناة؛ الأمر الذي يؤرق أكثر سكان المنطقة الذين سئموا من هذه الوضعية المزرية. أما عن الخدمات الصحية بهذه المشتتة ف"حدّث ولا حرج"؛ لأنها منعدمة تماما حسب السكان. والسبب انعدام مصحة تعمل على تقديم الخدمات الصحية اللازمة للمرضى بهذه المشتة، وهو ما عاد سلبا على السكان، الذين إذا أصيب أحدهم بمرض يضطر للتنقل إلى المناطق والمدن المجاورة لتلقي العلاج، حتى العلاج البسيط من حقن وغيرها، يكلفهم تكاليف، أو بالأحرى مصاريف التنقل؛ أعباء وثقل ومعاناة مقارنة بالطلبات المتزايدة، خاصة في الليل؛ حين يصبح أمر إيجاد وسيلة نقل لإسعاف مرضاهم من المستحيلات، فيظطرون في هذه الحال، للجوء إلى سيارات الفرود، التي يفرض أصحابها تسعيرتهم، وطبعا مكلفة جدا. النقل المدرسي أيضا له نصيب من المعاناة؛ فهو عائق كبير يواجه الآباء والتلاميذ المتمدرسين، خاصة عند تأخر مرور شاحنة النقل المدرسي عن موعدها، فيضطر الأطفال رغم صغر سنهم وبرودة الطقس، لقطع مسافة 10 كلم ذهابا وايابا يوميا راجلين، للالتحاق بمقاعد الدراسة بتكاليف وأعباء ثقيلة، وهاجس خوف وقلق أثناء الطريق؛ الأمر الذي جعل بعض الأولياء يفكرون جديا في توقيف أبنائهم، حسبهم، عن الدراسة، خاصة الفتيات. هي، إذن، معاناة يعانيها السكان؛ سببها انعدام أبسط متطلبات العيش الكريم. جعلت الكثيرين منهم يفكرون في هجر مساكنهم بهذه المنطقة، ومحاولة العثور على مكان بمنطقة أخرى. وقد أكد سكان مشتة واد لقصب أن مطالبهم سبق أن رُفعت إلى الجهات المعنية، وتلقوا وعودا بحلها في القريب العاجل، لكن الوعود كانت حبرا على ورق، ولم تجسَّد على أرض الواقع، ليبقى السكان غارقين في هذه المعاناة. وتبقى قطرة ماء الشرب وقارورة غاز البوتان وقاعة العلاج، أحلاما تراودهم. كما يبقى الحصول على متطلبات العيش الكريم وإنجاز مشاريع تنموية بالمنطقة، أمنيات صعبة المنال، كما يقول السكان. تبسة.. تكريم حفظة القرآن ببئر العاتر أشرف الدكتور الشيخ عبد الحليم قابة، نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الأسبوع المنصرم، على حفل تكريم 21 حافظا وحافظة لكتاب الله تعالى، تخرجوا في مختلف فروع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين المنتشرة عبر إقليم بلدية بئر العاتر بولاية تبسة. حفل التكريم نُظم بالتنسيق بين مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية تبسة، وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بنفس الولاية. حضره إلى جانب رئيس المكتب الولائي للجمعية ورئيس المكتب البلدي لبلدية بئر العاتر، إطارات وأعضاء الجمعية من كل بلديات الولاية، والعديد من الدكاترة والأساتذة، وشيوخ وأئمة وأولياء وأهالي التلاميذ المكرمين، إلى جانب ممثلي السلطات المحلية؛ منهم رئيس الدائرة، ونائب رئيس بلدية بئر العاتر، والأسرة الإعلامية. وألقى الدكتور الشيخ عبد الحليم قابة، كلمة على مسامع الحضور وأعضاء الجمعية للعمل الخيري، أثنى فيها على جهود العاملين على تحفيظ كتاب الله، راجيا من الحافظين أن يحفظوا حدوده كما حفظوا حروفه. وبيّن مناقب حافظ القرآن. وتحدّث عن الجمعية، ودورها الريادي، مقدما في ذات الوقت، نصائح ووصايا للحاضرين ولأهل الجمعية، لتأتي عملية تكريم المعنيين في أجواء احتفالية بهيجة.