استيقظ الإيرانيون، أمس، على خبر مفجع بإعلان وفاة رئيسهم، ابراهيم رئيسي، ووزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، رفقة مسؤولين آخرين في حادث تحطم المروحية التي كانت تقلهم أول أمس، في أجواء منطقة أذربيجان الشرقية شمال غرب إيران. بعد 18 ساعة حرجة من البحث، أكدت السلطات الإيرانية صباح أمس وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسن أمير عبد اللهيان ومسؤولين آخرين من بينهم محافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي وإمام جمعة محافظة تبريز محمد علي آل هاشم، عقب جهود مكثفة للبحث والإنقاذ إثر تحطم مروحية كانت تقلهم بسبب سوء الأحوال الجوية في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غرب البلاد. وتبدأ اليوم، مراسم تشييع الرئيس الراحل البالغ 63 عاما والوفد المرافق له في مدينة تبريز عاصمة محافظة أذربيجان الشرقية الواقعة الى شمال غرب إيران. وقالت تقارير إعلامية أن الرئيس الإيراني كان عائدا من أذربيجان الشرقية التي زارها صباح الأحد لافتتاح سد "قيز قلعة سي" والاجتماع مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف. وفور تأكيد خير الوفاة تم الإعلان الحداد لمدة خمسة أيام ومباشرة الإجراءات الطارئة المنصوص عليها في مثل هذه الحالات، ومع إصدار رئيس هيئة الأركان أوامر بفتح تحقيق في حادث تحطم الطائرة المروحية. وتولى النائب الأول للرئيس، محمد مخبر، مهام الرئاسة لمدة مؤقتة لا تتجاوز 50 يوما تجرى خلال انتخابات رئاسية يتولى بعدها الرئيس المنتخب الحكم لمدة اربع سنوات، كما تم تعيين مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون السياسية، علي باقري كني، وزيرا للخارجية الإيرانية خلفا لأمير عبد اللهيان. يذكر أن رئيسي كان تولى سدة الحكم في إيران قبل حوالي ثلاث سنوات، حيث تأرجحت فترة حكمه ما بين التشدّد والمصالحات، كما شهدت تطوّرات هامة على غرار استئناف العلاقة بين طهران والرياض بعد فترة من الجمود والمقاطعة، وواجه تحديات اقتصادية وسياسية داخليا وخارجيا في ظل سعيه لتنفيذ وعوده التي أعلنها خلال الانتخابات الرئاسية عام 2021 بأن يحقق الكثير في منصب انتخب ليتولاه من دون خبرة سابقة في السلطة التنفيذية. وتوالت، أمس، ردود الفعل ورسائل التعازي العربية والدولية بعد وفاة الرئيس الإيراني، حيث أعرب الرئيس الصيني، شي جين بينغ، عن عميق تعازيه نيابة عن الشعب الصيني، مشيرا إلى أن الرئيس ابراهيم رئيسي "منذ توليه منصبه، قدم مساهمات مهمة في الحفاظ على أمن واستقرار إيران وتعزيز التنمية والازدهار". كما تقدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف بتعازيهما للشعب الإيراني في وفاة رئيسي والوفد المرافق له في حادث تحطم الطائرة. وبينما عبر رئيس جمهورية أذربيجان، إلهام علييف، عن صدمته لوفاة الرئيس الايراني واصفا إياه بأن "شخص الرئيس رجل دولة خدم بلاده بإخلاص"، أثنى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على "الجهود الحثيثة التي قدمها الرئيس الراحل من أجل سلام واستقرار الشعب الإيراني والمنطقة". كما أعربت عدة بلدان عربية وغربية عن تضامنها الكامل مع الشعب الإيراني في هذا الظرف الصعب. وتقدّم أيضا كل من حلف الناتو والاتحاد الاوروبي والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية بتعازيهم للشعب الإيراني. من جانبه، أعرب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دينيس فرانسيس، عن صدمته وحزنه إزاء الحادثة المأساوية وتقدم بتعازيه الخالصة للحكومة والشعب الإيراني. وتقدمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بخالص تعازيها وعميق مواساتها إلى المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، وإلى الحكومة الإيرانية وشعبها معربة عن ثقتها بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية "ستكون قادرة على تجاوز تداعيات هذا الفقد الكبير"، فيما قالت لجان المقاومة في فلسطين بأن "فلسطين وشعبها ومقاومتها لن ينسوا ما قدمه الشهيدان المقاومان لهم". وأعلنت الحكومة اللبنانية من جانبها عقب الحادث الحداد الرسمي على وفاة إبراهيم رئيسي، معربة عن خالص تعازيها للشعب الإيراني.