ناشد رئيس بلدية رفح "جنوب قطاع غزة"، أحمد الصوفي، أمس الجزائر من أجل العمل والضغط أكثر من أجل وقف المذبحة الصهيونية، المستمرة فصولها الدامية منذ ثمانية أشهر في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة والتي أودت بحياة حتى الآن ما لا يقل عن 36 ألف شهيد وعشرات آلاف المفقودين والمصابين، ناهيك عن حجم الدمار والخراب الهائل الذي ألحقته آلة الدمار الصهيونية بالمباني والمنشآت المدنية. قال الصوفي في اتصال مع "المساء" إن قوات الاحتلال التي لا تزال تخادع وتراوغ في ظل صمت المجتمع الدولي، واصلت لليوم 20 اجتياحها البري لمدينة رفح من جهتها الشرقية، حيث تواصل قصف مربعات سكنية بأكملها وتوصل إغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر بما يمنع دخول المساعدات الطبية والغذائية والوقود. وحذّر من أن استمرار الحصار المطبق على رفح وإغلاق معبرها يهدّد حياة آلاف المواطنين من الذين ذاقت بهم السبل وأجبرهم جيش الاحتلال على النزوح القسري للمناطق الغربية من رفح وخان يونس من دون وفرة أدنى متطلبات العيش، كما حذّر من شحّ المياه في المناطق التي تدعي إسرائيل أنها آمنة وتجبر السكان على النزوح إليها. وأكد المسؤول الفلسطيني أن قوات الاحتلال وبالتزامن مع استمرار اجتياحها لرفح تواصل قصفها لمنازل المواطنين العزل، مشيرا إلى استشهاد 12 فلسطينيا ليلة السبت إلى الأحد جراء قصف الطيران الحربي ومدفعية الاحتلال لمناطق مختلفة في رفح. من جهتها أكدت تقارير إعلامية فلسطينية أن قوات الاحتلال صعّدت عدوانها على رفح، حيث قصفت طائراتها الحربية ومدفعيتها عدة مناطق شرق وغرب ووسط المدينة، بما أدى إلى تسجيل عشرات الشهداء والمصابين وتدمير كبير في منازل المواطنين وممتلكاتهم في تحد واضح لأوامر محكمة العدل الدولية. ووفقا لهذه المصادر فلم يتمكن أي مريض أو جريح من مغادرة قطاع غزة منذ إعادة احتلال الجانب الفلسطيني من معبر رفح قبل 20 يوما ويقدر عددهم بنحو 20 ألف مريض وجريح بحاجة ماسة إلى السفر. وكانت محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأممالمتحدة، قد أمرت الجمعة الأخير، الكيان الصهيوني، القوة القائمة بالاحتلال، بوقف فوري لعملياته العسكرية في محافظة رفح وضرورة المحافظة على فتح معبر رفح لتمكين دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة. كما طالبت العدل الدولية، بموجب تدابير مؤقتة، أن يقوم الكيان الصهيوني ووفقا لالتزاماته بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها باتخاذ "الإجراءات الملموسة لضمان وصول أي لجنة تحقيق أو تقصي حقائق من الأممالمتحدة للتحقيق في اتهامات الإبادة الجماعية الموجّهة للاحتلال دون أي عائق". شبح المجاعة يهدّد من جديد سكان غزة حذّر رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، أمس، من الأزمة الإنسانية تتعمّق داخل قطاع غزة، مع استمرار احتلال معبر رفح وإغلاقه أمام دخول شاحنات المساعدات وإعاقة دخولها من معبر كرم أبو سالم، حيث تطبق إسرائيل بذلك حصارها على قطاع غزة بالكامل. وقال معروف في بيان صحافي إن شبح المجاعة يعود ليهدد من جديد سكان محافظتي غزة والشمال، بينما تتفاقم أزمة الأمن الغذائي بمحافظات الوسط والجنوب، خاصة مع نزوح عشرات آلاف المواطنين من مدينة رفح جراء عملية الاجتياح التي يقوم بها جيش الاحتلال. وأكد في هذا السياق، ضعف جهود الإغاثة وبقائها دون الحد الأدنى المطلوب أمام الكارثة الإنسانية التي تعصف بسكان القطاع الذي وصلته سوى 100 شاحنة عبر الرصيف البحري منذ بداية عمله، فيما دخل لمحافظتي غزة والشمال الأسبوع الماضي من نقطة غرب بيت لاهيا 213 شاحنة منها 109 محملة بالطحين للمخابز والمواطنين و6 شاحنات أدوية فقط. وفي ظل الكارثة الإنسانية التي تزداد مأساوية، طالب المسؤول الفلسطيني بانسحاب قوات الاحتلال من معبر رفح، مجددا التأكيد بأن المعابر البرية هي الأكثر جدوى وفاعلية لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة والحد من أزمة الأمن الغذائي ومنع المجاعة التي تتهدد كافة مناطق القطاع. وهو ما جعله يشدّد على ضرورة أن يتداعى المجتمع الدولي عاجلا وقبل فوات الأوان لإنقاذ من يموتون جوعا وأفضل وسيلة لذلك هو عمل المعابر البرية بصورة تسمح بإدخال كاف ومنتظم لشاحنات المساعدات والإغاثة التي تصطف على الجانب المصري من معبر رفح ويرفض الاحتلال إدخالها حتى اللحظة، ضاربا بعرض الحائط قرارات مجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية ومن دون الاكتراث بالواقع الإنساني الكارثي للمواطنين في القطاع. بما يعادل 4 قنابل نووية.. 77 ألف طن من المتفجرات ألقاها الاحتلال على غزة أكد المستشار الأول بالمندوبية الدائمة لدولة فلسطين بالقاهرة، رزق الزعانين، أمس، أن قوات الاحتلال الصهيوني ألقت أكثر من 77 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة، أي ما يعادل 4 قنابل نووية خلال عدوانها الوحشي المستمر على القطاع منذ قرابة 8 أشهر. قال الزعانين في كلمته خلال الاجتماع 59 للاتحادات العربية النوعية المتخصّصة التابعة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، أن قوات الاحتلال الصهيوني ارتكبت أيضا أكثر من 3200 مجزرة جماعية وقتلت أكثر من 35 ألف شهيد من بينهم أكثر من 15 ألف طفل وأكثر من 10 آلاف امرأة فضلا عن أكثر من 10 آلاف مفقود. وأضاف أن قوات الاحتلال تمارس الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني بهدف التهجير وقد دمرت كل مراكز الرعاية الأولية من بينها الإسعاف والمدارس ومحطات المياه والكهرباء والبني التحتية، مشيرا إلى أن التدمير طال المساجد حيث تم تدمير أكثر من 800 مسجد. كما أشار الزعانين إلى أن قوات الاحتلال دمّرت أيضا المقرات الحكومية ومراكز الإيواء وخزانات المياه والبني التحتية كما قامت باعتقال أكثر من 5000 فلسطيني في قطاع غزة لا يعلم عنهم أي شيء حتى الآن. ونبّه المسؤول الفلسطيني إلى أن التدمير في قطاع غزة خلف حوالي 38 مليون طن ركام كلها ممزوجة بالبارود والمواد الفسفورية وتحتاج لحوالي 14 عاما لإزالتها، مؤكدا أن هناك نحو 8000 ألف طن متفجرات لم تنفجر بعد وفقا المنظمات الدولية وذلك في وقت بلغت فيه خسائر قطاع حوالي 70 مليار دولار. وقال الزعانين إن "هذا العدوان المستمر على أبناء شعبنا في قطاع غزة ترافقه حرب إبادة تمارس ضد شعبنا في الضفة الغربية من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، حيث أقام الاحتلال نحو 800 حاجز في محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني، كما قام باعتقال أكثر من 9000 ألف فلسطيني". كما أكد أن قوات الاحتلال تقوم بتسريع الخطوات نحو تهويد المسجد الأقصى المبارك عن طريق التكثيف من اقتحامه من قبل أعداد كبيرة من المستوطنين وقادة الاستيطان ومسؤولي الاحتلال إضافة إلى العمل على فرض تقسيمه زمانيا ومكانيا والقيام بتسريع وتيرة تهويد أحياء مدينة القدس والسيطرة بالقوة على منازل الفلسطينيين وتصاعد أوامر هدم منازل المقدسيين وتكثيف الاستيطان.