يحضر الديوان الوطني للإحصائيات حاليا للشروع في إجراء عملية إحصاء السكان خلال السادسي الأول من السنة الجارية 2008·من المنتظر أن يباشر الديوان الوطني للإحصائيات في الأشهر الاولى لهذه السنة، أي قبل شهر جوان المقبل الدراسة الجديدة لتعداد السكان التي يجددها في كل مدة زمنية حددت بعشر سنوات، وذلك بعد الدراسة الأخيرة التي قام بها في سنة 1998· وأكد السيد الطاهر عبد اللاوي المكلف بالاتصال بالديوان الوطني للإحصائيات في حديث ل "المساء" أن عملية التعداد العام للسكان تتطلب عدة إجراءات ومجهودات كبيرة لإنجازها من أجل التمكن من إحصاء كل السكان بمختلف فئاتهم العمرية ومناطق تواجدهم وهي العملية التي يستغرق التحضير لها قبل انطلاقها مدة زمنية تصل الى 12 شهرا، حيث بدأت عملية التحضير للقيام بالتعداد العام لسكان الجزائر ل 2008 خلال السنة الماضية 2007، غير أن العملية في حد ذاتها تستغرق مدة لاتتجاوز عشرة أيام يضيف محدثنا، وذلك بتوفير إمكانيات مادية كبيرة وبشرية تصل الى حوالي 25 ألف موظف مكلف بعملية التعداد حتى يتسنى تغطية كامل مناطق الوطن، لا سيما أن العملية تعتمد على العمل الجواري بحيث يقوم المشرفون عليها بزيارة كل المنازل من أجل معرفة العدد الحقيقي لأفرادها وبالتالي تحديد عدد السكان في كل بلدية، ومنه في كل دائرة وولاية للوصول الى معرفة نسبة النمو الديمغرافي على المستوى الوطني في 48 ولاية· ورغم أن عملية التعداد في الميدان لا تستغرق مدة طويلة، حيث لا تتجاوز عشرة أيام بفضل الإمكانيات التي تسخر لها والتحضير لها منذ سنة كاملة· إلا أن الإعلان عن نتائجها يستغرق مدة طويلة، تصل في أغلب الأحيان الى ما يقارب الثلاثة أشهر لنشر النتائج الأولية فقط، على أن تمدد هذه المهلة أكثر للإعلان عن النتائج النهائية· وتأخذ عملية إجراء التعداد العام للسكان بعين الاعتبار كل المتغيرات التي تم تسجيلها في تلك المدة لاسيما ما تعلق بنسبة الولادات والوفيات، وتغيير الإقامات الى عناوين أخرى وبلديات اخرى، بالإضافة الى مراعاة الخريطة الجغرافية والتقسيم الإداري إذا طرأت عليه بعض التغييرات· وللتذكير فإن الديوان الوطني للإحصائيات الذي له عدة فروع عبر الوطن هو عبارة عن هيئة عمومية، مهمته إنجاز دراسات إحصائية لمختلف الوزارات والمؤسسات التابعة للدولة حول عدة مواضيع ومجالات مختلفة لاستغلالها في بحوث، دراسات تقييمية وتحليلية للوضع انطلاقا من الواقع، بإجراء تحقيقات ودراسات ميدانية والاعتماد على أرقام رسمية خاصة ما تعلق بالعمل، الاستهلاك، وواقع وآفاق الصناعة، التجارة، أسعار الإنتاج الصناعي المحلي، وكذا مؤشرات الإنتاج الصناعي، وأيضا المؤشرات والقيم المتعلقة بإستيراد السلع، بالإضافة إلى القيام بعمليات إحصائية حول البطالة، التشغيل، السكن وغيرها من المواضيع في كل سداسي وأحيانا سنة، الى جانب إحصاء مجالات أخرى حسب الحاجة بعد تلقي طلبات من جهة معينة وذلك بتكليف فريق مختص في الإحصاء ينزل الى الميدان ويقوم بتحقيقات لجمع المعلومات من مختلف الجهات المعنية، الى جانب القيام بعملية مقارنة بين الارقام المحصل عليها خلال فترة الاحصاء وتلك التي سجلتها الفترة التي سبقتها بغية الوصول الى إجراء مقارنة بين المرحلتين، علاوة على جمع معطيات من أصحاب الاختصاص في الميدان الذي يجري بشأنه الإحصاء لمعرفة أسباب الظاهرة، نقاط ضعفها وقوتها، وكذا دواعي ارتفاعها او انخفاضها بالاعتماد على معلومات واقعية، خاصة في المجال الاجتماعي والاقتصادي· ويساهم الديوان الوطني للإحصائيات في اعداد تقارير سنوية لتنفيذ المخطط الوطني والمشاريع المتعلقة بمخططات وبرامج وطنية لاشغال الإحصائيات، حيث يتكفل بمهمة إحصاء الأعمال التقنية المنسقة التي تكون قيد الإنجاز، وكذا استغلال وتحليل التحقيقات وعمليات التعداد السكاني، بالإضافة الى وضع سجلات وقواعد معلومات لضمان التسيير، ونشر وترقية المعلومات الاحصائية عن طريق مجموعة من المنشورات، منها "الدليل الاحصائي للجزائر" الجزائر في بعض الأرقام" وغيرها من المنشورات المؤقتة كالمجلات، الكشوف، وغيرها· وتتولى الفروع الأربعة للديوان الوطني للإحصائيات بكل من الجزائر، قسنطينة، وهران وورقلة مهمة القيام بتنفيذ برنامج عمل الديوان على المستوى الجهوي خاصة ما تعلق بالتحقيقات والدراسات الاحصائية، توزيع منشورات الديوان على المستوى المحلي، وأيضا المساهمة في انجاز منشورات الديوان حول المناطق التي تتواجد بها بالإضافة الى مساعدة الإدارات المحلية في انجاز أعمال إحصائية في إطار برنامج مرخص به من طرف المديرية العامة وفقا لما تنص عليه المادة رقم 6 من المرسوم رقم 95-159 المؤرخ في 3 جوان 1995·