❊ قرار فرنسا لا ينسجم مع ما صاغته من إجراءات أمميا لوضع حد للنزاع ❊ الحكومة الفرنسية تريد إعادة سيناريو الكيان الصهيوني في المنطقة ❊ خطوة باريس لن تؤهلها للتمدد في القارة الإفريقية مجددا قلل المتحدث السابق في بعثة مينورسو بالصحراء الغربية عبد الحميد صيام، من تأثير الخطوة الفرنسية التي أعلنها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في خطابه للعاهل المغربي، والتي تخص الاعتراف بما يسمى ب«مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء الغربية" كحل وحيد لتسوية القضية المصنّفة ضمن قضايا تصفية الاستعمار على مستوى الأممالمتحدة، مشيرا إلى أن باريس قد وقعت في تناقضات موقفها إزاء هذه المسألة، مما يعكس سعيها لإيجاد منفذ جديد للتغلغل في القارة الإفريقية التي فقدت فيها نفوذها. أكد المتحدث السابق في بعثة مينورسو بالصحراء الغربية في اتصال مع "المساء" من نيويورك، أن الاعتراف الفرنسي بما يسمى بمخطط منح الحكم الذاتي لسكان الصحراء الغربية، يعكس الأزمة الفرنسية العميقة التي تعيشها الدولة الكولونيالية التي تم طردها من القارة الإفريقية بقوة السلاح، بعد أن حاولت خلال العقود الماضية، أن تبقي على وجودها وتأثيرها عبر التعاون الاقتصادي والعسكري والثقافي. وأوضح صيام، أن العديد من الدول الإفريقية ضاقت ذرعا من التدخلات الفرنسية في شؤونها، حيث بدأت هذه الدول الواحدة بعد الأخرى تكنس الوجود الفرنسي، بداية من مالي ثم تشاد وبوركينا فاسو والنيجر وصولا إلى موريتانيا التي قد تكون الدولة القادمة التي تنهي الوجود الفرنسي المشؤوم. وأشار المتحدث السابق في بعثة (مينورسو) إلى أن فرنسا بناء على هذه المعطيات تريد أن تتسلل إلى القارة الإفريقية عبر البوابة المغربية، معيدة بذلك سيناريو الكيان الصهيوني الذي تبادل الاعتراف بمغربية الصحراء مقابل التطبيع مع الكيان، غير أنه أكد –صيام- بأن هذا الاعتراف لم يغير في الواقع القانوني شيئا، كون إسرائيل كيان معزول وأي خطوة يتخذها تثير الشكوك أصلا، رغم أن التطبيع تعمق وتجذر وتشعب. وأضاف محدثنا أن فرنسا كانت تتدخل مع الولاياتالمتحدة، حاملة القلم في مسألة الصحراء الغربية بمجلس الأمن، من خلال صياغة قرارات المجلس المتعلقة بالصحراء الغربية وعملت على إلغاء مرجعية القرارات التي تعود لعام 1991، عندما تم توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار، وحصرت الرجوع إلى قرارات ما بعد عام 2007، وهو تاريخ طرح المبادرة المغربية المتعلقة بالحكم الذاتي، في الوقت الذي قدمت فيه جبهة البوليساريو مبادرة حول التدرج في الحل من حكم ذاتي مؤقت، إلى استفتاء حول تقرير المصير، يتم الإشارة إليها دون الترحيب بها كما هو الحال في المبادرة المغربية. ويرى صيام، أن جميع قرارات مجلس الأمن منذ ذلك التاريخ إلى اليوم، والتي صيغت بموافقة ومساهمة "أمروفرنسية"، تدعو إلى "حل سياسي متفق عليه عبر المفاوضات يضمن حق تقرير المصير للسكان في الصحراء الغربية"، ليتساءل في هذا الصدد "كيف ينسجم قرار فرنسا مع ما صاغته بيدها للخروج من المأزق التاريخي للنزاع في الصحراء الغربية؟، مضيفا أن هذه الخطوة، ورغم علم باريس بأنها لا تنسجم لا مع قرارات مجلس الأمن الدولي، ولا مع الرأي القانوني لمحكمة العدل الدولية ولا مع طبيعة النزاع، لن تؤهلها للتمدد في القارة الإفريقية مجددا، بل ستضيّق عليها الخناق أكثر وتدفع دولا إفريقية أخرى إلى إعادة النظر في الدولة العجوز التي تحلم بعودة الإمبراطورية التي أفل زمنها منذ وقت بعيد.