لم يستبعد الأستاذ والخبير الدولي في الشؤون الجيوسياسية يحيى زوبير أمس الاربعاء امكانية الرجوع الى الوضع الراهن في ملف الصحراء الغربية مع قدوم ادارة بادين الجديدة، معتبرا أن الولاياتالمتحدة لن تذهب الى حد فتح قنصلية بالأراضي الصحراوية المحتلة. وفي حديث خص به الجريدة الالكترونية "لا باتري نيوز"، أكد هذا الخبير يقول "الرجوع الى الوضع الراهن السائد قبل قرار ترامب أمر غير مستبعد" مع قدوم جو بايدن الى البيت الابيض مضيفا أن القادة الامريكيون " يبحثون عن الحفاظ على نوع من الحياد تجاه هذه القضية". كما يرى المتحدث أن قرار ترامب بفتح قنصليتين للولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي بالأراضي الصحراوية المحتلة ستتم مراجعته من طرف الادارة الأمريكية الجديدة التي تدرك جيدا بأن الاعتراف بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية ليست ضرورية لتطبيع العلاقات بين المغرب والكيان الصهيوني. إقرأ أيضا: الصحراء الغربية ليست ضمن النطاق الإقليمي لاتفاقية الشراكة بين المملكة المتحدة والمغرب و توقع المتدخل يقول "لا اعتقد أن الولاياتالمتحدة ستفتح قنصلية في الصحراء الغربية واشك أيضا أن يفعل الكيان الصهيوني ذلك". كما اوضح أن المغرب الذي اشترط تطبيع علاقته مع الكيان الصهيوني مقابل اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء الغربية يسعى حاليا الى الضغط على واشنطن حتى لا يلغى قرار ترامب ويهدد بالانسحاب من هذا التطبيع في هذه الحالة". وحسب السيد يحيى زوبير "حتى وان انحازت واشنطن دائما للجانب المغربي (...) فانها تجد نفسها تعيد الحسابات التي يجب فيها الأخذ في الحسبان تاثير الجزائر و موقف الدول الافريقية ". اضافة الى ذلك، فان " الاعتراف بسيادة المغرب على الاقليم الصحراوي المحتل قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها، خصوصا على القارة الافريقية" مؤكدا أن رئاسة بايدن ستعمل على اعطاء صورة للولايات المتحدة على أنها بلد يحترم الشرعية الدولية وستدرك بأن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر و أن التسوية لا مفر منها". من جهة اخرى، اوضح يحيى زوبير أنه بالرغم من قرار ترامب فان "الاتجاه نحو تقرير المصير اليوم يبدو قد انتصر على مستوى الكونغرس الامريكي" و هذا طبقا للوائح الأممية حول تنظيم استفتاء حول تقرير مصير الشعب الصحراوي. و خلص الخبير الى القول بأن في حالة "ما ساندت الحكومة الأمريكية الموقف المغربي فانها ستحاول الحفاظ على سياسة الحياد لأن واشنطن ملزمة بأخذ في الحسبان موقف الجزائر التي تتمتع بأهمية استراتيجية سيما و ان العلاقات (بين البلدين) جيدة". يذكر أن مهمة بعثة مينورسو التي استحدثت سنة 1991 تتمثل في تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية.