دعا عميد جامع الجزائر الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، أمس، المواطنين للمشاركة بقوة في الانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها اليوم، قائلا في خطبة صلاة الجمعة التي قرأها "أدوا واجبكم الوطني، وشاركوا جماعيا في اختيار ولي الأمر، الذين تثقون في صلاحه". وأضاف القاسمي في هذا الصدد "ليكن وقوفكم صفا واحدا، اليد في اليد، في مواجهة التحديات، والعمل لإحباط المخطّطات الّتي يسعى لتحقيق أهدافها من يتربصون ببلادنا الدوائر، ويستهدفون سلمها الاجتماعي بتهديد أمنها القومي في أبعاده السياسية، الفكرية، الاقتصادية والثقافية، مستخدمين في ذلك مختلف الأدوات، الصلبة والناعمة والذكية، في حرب هجينة هدفها الشعب والسلطة والإقليم". ودعا القاسمي المواطنين لأن يؤدوا واجبهم الانتخابي على وعي وبصيرة والمشاركة جماعيا في اختيار ولي الأمر، مع جعل في طليعة أهدافهم حماية الوطن وتقوية اللحمة وتعزيز التضامن والتعاون في المجتمع والحفاظ على المكتسبات وتعبيد الطريق لمواصلة المسار والعمل لتثبيت دعائم الاستقلال، وبناء مستقبل الجزائر، في ظل قيمها ومقوماتها وانتمائها الحضاري الأصيل. وإذ أشاد بنعمة الأمن والاستقرار التي تنعم بها البلاد بعد محن، شداد عميد جامع الجزائر على الحفاظ على وحدة الوطن وعهد الشهداء وصون أمانة الاستقلال، مضيفا "وما أمانة الاستقلال سوى الجزائر، بوحدة شعبها ووحدة أرضها، بآلامها وآمالها، بثوابتها ومقومات شخصيتها، بماضيها المجيد، وحاضرها المتطلع إلى التجديد".كما أشار إلى أنه "من مظاهر النظام في شريعة الإسلام أنه جعل في كل جماعة من الأمة قائدا يرعاها، يعمل لخيرها ويسهر على مصالحها والولاية على الأمة أعظم المناصب في رعاية الحقوق والواجبات، بالأمانة والعدل".وأوضح القاسمي أن الأمة مدعوة إلى أن تجدد العزم على أن تبني عزتها ومجدها بثباتها وصبرها، وأن تتوهّج في نفوس أبنائها المعاني الكريمة للتماسك والتّضامن، "حتى نسعى من حاضرنا إلى غد مشرق قريب". وقال إن "شعبنا يتطلّع إلى عهد جديد، تكون فيه المحاسبة الدقيقة لكل مفرط، وردع كل باغ مفسد، كما يتطلّع إلى الإنصاف العادل لكل مظلوم أو محروم أو مهضوم و "أن تمتد الأيدي المصلحة الحكيمة، الرحيمة القويمة، إلى جرائم المعتدين، وأشواك الجاهلين، فتضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه خيانة الأمانة، والإضرار بمصالح الأمة والتفريط في حقوق الوطن". تعزيزا لديناميكية التغيير عن طريق التصويت مشاركة قوية للجالية ردا على المؤامرات المحاكة ضد الجزائر أبان أفراد الجالية عن درجة كبيرة من الوعي بأهمية الفعل الانتخابي كمبدأ للمواطنة، وعبروا من خلال مشاركتهم الواسعة في الانتخابات عن إدراكهم بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في الأخذ بزمام المبادرة لتحديد معالم مستقبل البلاد في ظل التحديات الراهنة، مؤكدين أن المشاركة القوية ردا صارخا على المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر. وعقب أداء واجبه الانتخابي بمركز الاقتراع على مستوى سفارة الجزائر بالقاهرة بمصر أكد مدير إدارة الخليج العربي واليمن بجامعة الدول العربية، مالك مرسلي، أن الانتخاب هو حق وواجب وأن أي قرار يتعلق بالاستمرارية أو التغيير ينبغي أن يكون من خلال الصندوق، مشيرا إلى أن هذا الأمر وعاه الجزائريون جيدا وأدركته الشعوب العربية التي عانت خلال العشرية الماضية من نتائج ما أطلق عليه اسم "الربيع العربي". وأضاف أن الانتخاب هو أيضا أداة ديمقراطية مهمة للتعبير عن رأي المواطن لاسيما في ظل الظرف الحالي المعقد للغاية في المنطقة، مبرزا حجم التحديات الكبيرة التي تواجهها الجزائر إقليميا ودوليا. من جانبه، اعتبر مدير إدارة البعثات والمراكز في الخارج بجامعة الدول العربية الوزير المفوض عبد المالك دبابش رسال أن الجزائر قطعت شوطا كبيرا في مجال البناء الديمقراطي ينبغي المحافظة عليه وتعزيزه، وذلك من خلال الانخراط الكامل والمسؤول للمواطنين داخل وخارج الوطن بالمشاركة في العمل السياسي لتحديد مصيرهم بيدهم. وفي سياق ذي صلة قال الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية، السفير محند صالح لعجوزي، إن الانتخاب هو واجب وطني وعمل حضاري، وأن المشاركة القوية في الانتخابات الرئاسية تعكس اهتمام المواطن ببلاده ورغبته في اتخاذ القرار بشأن تسيير شؤونها، معتبرا أن كل صوت معبر عنه في عملية الاقتراع لديه وزنه في تحديد مستقبل البلاد. كما أعرب مجاهدون، مقيمون حاليا بألمانيا، عن قناعتهم الراسخة بأن التصويت هو خطوة ستفوت الفرصة على أعداء الجزائر لتنفيذ مخططاتهم الدنيئة تجاهها، مطالبين الجيل الجديد بحفظ أمانة الشهداء والسير على درب من قدموا النفس والنفيس لاسترجاع السيادة الوطنية والحفاظ على الوطن من كل ما من شأنه ضرب استقراره والمساس بأمنه. حيث أكدوا أنه من أهم الأدوات الكفيلة بتحقيق هذا الهدف أداء الواجب الانتخابي من أجل قطع الطريق أمام كل من تسول له نفسه التعدي على الجزائر. وثمن المجاهدون خلال أدائهم لواجبهم الانتخابي التطورات التي تعرفها الجزائر على شتى الأصعدة، والتي تستدعي - مثلما أكدوا- العمل على الحفاظ على المكتسبات المحققة. كما أكد الناخبون الجزائريون من أبناء الجالية الوطنية المقيمة بألمانيا وتحديدا بالدائرة الانتخابية لفرانكفورت أن إدلاءهم بأصواتهم في إطار الانتخابات الرئاسية يعد واجبا وطنيا وأحسن تعبير عن صلة لا تنفصم مع الوطن الأم. مشددين على أن الاهتمام بالشباب يعد السبيل الوحيد للمضي قدما في هذا المسار وضمان مستقبل مزدهر لبلدنا في ظل كل التحديات التي يعرفها العالم والتي تعني الجزائر بشكل مباشر. من جهتهم، ذكروا الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم بفرنسا وتحديدا بمنطقة كريتاي ايل دو فرانس بباريس بعلاقتهم الوثيقة بوطنهم بشكل عميق من خلال تمسكهم الكبير به ومشاركتهم في مختلف الاستحقاقات الوطنية على غرار الانتخابات الرئاسية، مشيرين إلى أنهم لاحظوا للمرة الأولى تغييرا حقيقيا في الجزائر يتحقق تدريجيا، الهدف منه تحسين معيشة المواطنين، الأمر الذي يستدعي تعزيز هذه الديناميكية من خلال التصويت. وبدورها تتطلع الجالية الوطنية المقيمة بإسبانيا التي انخرطت بقوة في المسار الديمقراطي من خلال مشاركتها الفعالة في الرئاسيات، لتعزيز دورها في بناء الجزائر والمساهمة بصوتها في صنع القرار. وأكد ناشطون جمعويون بمدينة أليكانت أن الجالية الوطنية بإسبانيا تعلق آمالا كبيرة على هذا الاستحقاق وتتطلع من خلال أداء واجبها الانتخابي لتكون قوة فاعلة في مسار بناء البلاد، كما أضافت الجالية أنها تأمل من خلال أدائها لواجبها المدني في أن تعزز مكانتها في صنع القرار ويكون صوتها مسموعا لدى الرئيس المنتخب الذي تأمل أن يلبي تطلعاتها وطموحاتها. وبدورها أكدت فعاليات من المجتمع المدني الجزائري بتونس أن المشاركة القوية في الانتخابات "رسالة قوية" بأن الجالية الوطنية في الخارج جزء من الشعب الجزائري وهي بالمرصاد لكل أعداء البلاد اللذين يتربصون بأمنها واستقرارها. مبرزة أن الجالية تدرك جيدا التحديات التي تواجه البلاد وكل ما يحاك ضدها. وأشاد المراقبون المكلفون من طرف المترشحين على مستوى مراكز التصويت بالخارج ب"السير الحسن" للعملية الانتخابية منذ انطلاقها والتي عرفت إقبالا متزايدا من طرف الناخبين من أفراد الجالية الوطنية. ع.ح / واج