خرجت البطلة الأولمبية في رياضة الملاكمة، إيمان خليف، عن صمتها، لترد على الحملة الشنعاء التي تعرضت لها، طيلة ألعاب باريس الأولمبية، التي جرت ما بين 26 جويلية و11 أوت الماضي. وجهت إيمان خليف، المتوجة بذهبية أولمبية لوزن أقل من 66 كلغ، أصابع الاتهام إلى رجل الأعمال الأمريكي، ومالك شركة "إكس" (تويتر سابقا)، إيلون ماسك، وقالت البطلة الجزائرية: "إيلون ماسك، كان من الأوائل الذين قاموا بشن تلك الحملة ضدي، ونشر فيديو، وبسببه انتشر على وقاع التواصل الاجتماعي"، وواصلت إيمان خليف، في حوار خصت به قناة "كنال +" الفرنسية: "كان أول من قام بتلك الضجة وحملة الكراهية والعنصرية، التي واجهتها منذ بداية الأولمبياد، وأقول له (تقصد إيلون ماسك)..لا تكرهني، ماذا فعلت لك؟، لا تعرفني ولا أعرفك، ولا أعلم لماذا قمت بهذا". كما اعترفت الملاكمة الجزائرية، بأن تلك الحملة أثرت فيها وفي عائلتها، وواصلت وهي تذرف الدموع: "هذه الأمور أضرت بي كثيرا، وأضرت بعائلتي، وأمي المسكينة في تلك المرحلة وكل مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عني...كانت في كل يوم تزور المستشفى"، وختمت إيمان خليف: "لا أعلم لماذا أصبح العالم حقيرا لهذه الدرجة ! سأترك أمري لله، كوني إمرأة عربية مسلمة.. لقد تجاوزت هذه المرحلة، وسأكون أقوى في المستقبل". بالإضافة إلى صور التفوق الرياضي، التي صنعتها الجزائرية إيمان خليف على الحلبة، رسمت الملاكمة صاحبة 25 عاما، صورة مؤثرة جدا صورة خالدة في أولمبياد باريس 2024 وتاريخ الأولمبياد على الإطلاق، بعد أن ذرفت الدموع عقب نهاية المنازلة وإعلان فوزها، في صورة تعبيرية عن الضغط الكبير الذي عاشته والظلم الذي تعرضت له. وفي ظل حملة الإساءة التي طالتها، لم يبق الجزائريون مكتوفي الأيدي أمام الحملة العالمية التي تعرضت لها خليف، بل إنهم تقدموا للدفاع عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ودعمها بأقوى العبارات، الأمر الذي عاد بالإيجاب والتتويج بالذهب، لتكون الضربة القاضية على "ضعاف النفوس"، وعليه اعتبرها القائمون على شؤون الرياضة في العالم، وعلى رأسها رئيس "سيو" توماس باخ، أعظم ميدالية في تاريخ الأولمبياد. فقبل أولمبياد باريس 2024، حققت الجزائر سبع ميداليات ذهبية من أصل 19 ميدالية في مجموع المشاركات في الأولمبياد منذ سنة 1964، لكن ميدالية الملاكمة إيمان خليف كانت الأجمل والأروع والأكثر إثارة في التاريخ، بسبب كل الذي أحاط بها من جدل في أوساط السياسيين والرياضيين والمشاهير، الذين شككوا في أنوثتها وقادوا ضدها حملات تشويه وترهيب في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، لم تزد الجزائرية إلا إصرارا وعزيمة، وهزمت الإيطالية والمجرية والتايلاندية وبطلة العالم الصينية في النهائي، وهزمت أكاذيب دونالد ترامب، وإيلون ماسك، ورئيسة وزراء إيطاليا وممثل روسيا في مجلس الأمن، ومشاهير الفن والثقافة والرياضة الذين تكالبوا على امرأة بقفازين من حديد.