يتعرض قطاع غزّة لإبادة صهيونية واسعة النطاق للبيئة الطبيعية، حيث أسفر عن تدمير البنى المدنية والتحتية لاسيما منها مصادر المياه والصرف الصحي، الأمر الذي يجعل فترة التعافي البيئي معقّدة وطويلة الأمد في القطاع الساحلي. كشفت وكالة الأممالمتحدة للإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بأن قطاع غزّة يواجه تراكم 330 ألف طن من النفايات في المناطق المأهولة بالسكان. وهو ما يثير تساؤل خبراء البيئة عن كيفية إزالة النفايات الصلبة والحطام والركام، ومعالجة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والأضرار الخطيرة خلال إعادة إعمار القطاع الساحلي. ويأتي الكشف عن هذا الواقع في أول يوم عالمي ل "تنظيف البيئة" الذي يهدف إلى خلق بيئة نظيفة للحد من النفايات الضارة، خاصة القمامة البحرية بما في ذلك البلاستيك والورق والخشب والمعادن وغيرها من المواد المصنّعة على جميع شواطئ العالم وفي جميع أعماق المحيطات. وأكد مركز الميزان لحقوق الإنسان الفلسطيني، في تقرير بعنوان "إبادة البيئة" خلال حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على غزّة منذ السابع أكتوبر الماضي، على أن إزالة الركام ستكون مهمة ضخمة ومعقّدة ويجب أن تبدأ في أقرب وقت ممكن لتمكين أنواع أخرى من التعافي وإعادة الإعمار الذي يشكل مخاطر على صحة الإنسان والبيئة، ناجمة عن الغبار والتلوث بالذخائر غير المتفجرة ومادة الأسبستوس والنفايات الصناعية والطبية وغيرها من المواد الخطرة.وأشار التقرير إلى سعي الجهات المعنية في غزّة إلى زيادة ضخ مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى بحر القطاع في أوقات متعددة، متوقعا تلوث مياهه بنسبة أكثر من 85 بالمئة. وهو ما ينعكس على البيئة البحرية والصيادين والمنقذين البحريين والراغبين في السباحة والنازحين الذين يجدون في شاطئ البحر ملاذهم الوحيد من الحر الشديد داخل الخيام جراء تعرضهم للنزوح القسري. ولفت المصدر إلى التدمير الممنهج للبنية المدنية بنسبة 80 بالمئة، وللبنية التحتية للقطاعات المختلفة بنسبة 90 بالمئة خاصة منها البنية التحتية للمياه بنسبة 70بالمئة. وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة، إنغر أندرسن، إن سكان غزّة لا يتعاملون مع معاناة لا توصف من العدوان المستمر فحسب، بل أن الضرر البيئي كبير ومتزايد في القطاع. وفي تقييم أولي أشار برنامج الأممالمتحدة، إلى أن الاحتلال يفسد التقدم في أنظمة إدارة البيئة في غزّة، بما في ذلك تطوير تحلية المياه ومرافق معالجة مياه الصرف الصحي والنمو السريع في الطاقة الشمسية والاستثمارات في استعادة الأراضي الرطبة الساحلية في وادي غزّة. كما أشار إلى تعطيل أنظمة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية بالكامل بما أدى إلى تلويث الشواطئ والمياه الساحلية والتربة والمياه العذبة، بمجموعة من مسببات الأمراض والجزيئات الغذائية والبلاستيك الدقيق والمواد الكيميائية الخطرة التي تهدد صحة السكان والحياة البحرية والأراضي الصالحة للزراعة. وبمناسبة الاحتفال بأول يوم عالمي ل«تنظيف البيئة" اجتمعت العديد من دول العالم في مدينة ترومسو النرويجية، أمس، حول موضوع "مدن القطب الشمالي والنفايات البحرية" والحاجة إلى حماية النظم البيئية الضعيفة والنائية من التلوث. وأعلنت الأممالمتحدة، عن الاحتفال سنويا ب« تنظيف البيئة" بداية من العام الحالي، لمكافحة سوء إدارة النفايات والتلوث وتشجيع المشاركة العالمية في الأنشطة التطوعية لتنظيف البيئة. وفي سياق المآسي التي خلّفها العدوان الصهيوني المستمر على غزّة، صرح المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان، بأن إظلام قطاع غزّة المتعمّد وقطع الكهرباء عن أكثر من مليوني فلسطيني منذ عام تقريبا له تداعيات إنسانية كارثية وطويلة الأمد تطال جميع جوانب الحياة للسكان، وتخضعهم لظروف معيشية مدمرة وتحقيق الإبادة الجماعية لكل الفلسطينيين. وأوضح في بيان له، أن قطع الكهرباء عن مساحة جغرافية بحجم 365 كيلو متر مربع يسكنها 2.3 مليون إنسان لما يقرب من عام يسعى إلى تدمير الفلسطينيين في غزّة. من جهتها دعت المديرية التنفيذية لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف" إلى وقف إطلاق النار "فورا" لحماية الأطفال في غزّة من العدوان الصهيوني وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.