تعتبر الوقاية أولى صمامات الأمان، التي يمكن اللجوء إليها لحماية الجسم من الأمراض والهجمات الفيروسية، وكذا السرطانات التي تهدده، وفق ما أشار إليه البروفيسور خير الدين شتي، مختص في جراحة الكلى والمسالك البولية والتناسلية وزراعة الكلى بالمستشفى الجامعي في عنابة، في تصريح ل"المساء"، مؤكدا أن رفع درجة الوعي لدى الأفراد، من خلال الحملات التحسيسية والتنبيه إلى دور الوقاية أساسي، لأنه يساهم في رفع حظوظ العلاج وسلامة الشخص، وعدم الضرر بالاقتصاد الوطني، بالنظر إلى فاتورة الدواء المرتفعة. أكد البروفيسور شتي، أن حماية الأشخاص من السرطان ترتكز على عاملين، الأول يتمثل في رفع درجة الوعي التي تساهم مباشرة في رفع مستوى بحث الأشخاص عن حظوظ التشخيص، ومنه العلاج المبكر، وهو ما يسمى الوعي الصحي. أما العامل الثاني، فيتمثل في الدور الذي يقوم به الطبيب، وهو إيصال المعلومة الصحيحة والمبسطة للمريض، لتبديد الخوف القبلي، أي أن يعطيه المعلومات المهمة والنافعة حول الداء الذي به، أو أي نوع من السرطان، موضحا أن الخوف موجود عند الكل، لكنه ليس مبرر للتوقف أو عدم التحرك لتغير الوضع والخلاص منه، مؤكدا أن كل حظوظ العلاج متوفرة اليوم، كما يعد التشخيص فرصة النجاة من هذا المرض. أكد المختص أن كلمة السر الوحيدة والفعالة لإبعاد أي مرض عموما، أو التكفل به أو الحماية منه؛ هي الوقاية، على مستوى عام، لكن على مستوى مرض السرطان، لابد أن تأخذ الوقاية حجما أكبر، لأنه مرض خطير، وعن سبلها قال: "الوقاية الأولى تتمثل في إيقاف كل الأسباب المؤدية للمرض، والتصدي لها، فالتدخين مثلا، وراء الكثير من أنواع السرطان، على غرار سرطان الرئة المثانة، الفم وغيره، ولو قمنا بحملة كبيرة للحد من التدخين، واستطعنا أن نمس أكبر شريحة في المجتمع، فإننا سنعمل من خلالها على الحد من الإصابة بالسرطانات التي تقضي على الكثير من الأعضاء، ومنها المثانة، التي تعد من اختصاصي". وأضاف البروفيسور: "أما الوقاية الثانية والثانوية، فتتمثل في التشخيص المبكر، واللجوء إليه يعتبر وقاية ثانوية، لأنه أحيانا لا تكون هناك أمور متعلقة بالسن، مثال سرطان البروستات، فمن بين الأسباب المؤدية إليه؛ التقدم في العمر، فهذا السرطان ليس له علاقة بالأكل أو أمور أخرى، لكن الحل الأنسب هو التشخيص المبكر، فعند القيام به يمكن تشخيص الداء مبكرا، وعلاجه قبل أن يستفحل، وبهذا نحصل على مكسب كبير، من ناحية شفاء الشخص وتمتعه بالعافية، ومن الناحية الاقتصادية والتكلفة، ننقص الأعباء على الدولة". أوضح البروفيسور، أن أنواعا من السرطانات تأخذ وقتا طويلا لتظهر، ويمكن علاجها وإيقافها في بداية الطريق أو منتصفه، مثل سرطان الرحم الذي يمتد لسنوات طوال حتى يكتشف. وحيال إصابة الشباب أيضا بالسرطان، على خلاف سنوات مضت، أوضح البروفيسور شتي، أن الدراسات الوبائية على مستوى المنظمة العالمية للصحة، أظهرت أن هناك إصابات في العمر المتقدم، أي الشباب، وأخرى لدى الأشخاص المسنين، يقول: "أصبحنا نرى جميع السرطانات في عمر شبابي، وللأسف، هذا الشباب فعال في المجتمع، فهو يعمل وينجب ويقوم بأدواره الاجتماعية، لذا لابد من دق ناقوس الخطر، وأن تكون المجهودات أكبر في الحث على الحماية والوقاية".