عادت ظاهرة "تاغروين" إلى الساحة المحلية بتندوف، بعد اختفاء دام سنوات، وهي عادة توارثها سكان تندوف منذ القدم، واختصت بها العجائز والأمهات لإبعاد القحط والجفاف والأمراض والعلل والفتن في الوسط الاجتماعي، وتقوم النساء بتوزيع التمر والحلوى على الأطفال كل صباح، بغرض الصدقة، ليذهب البأس، وعادة ما تردد الأمهات عبارة مألوفة "تاغروين يا التركة، تعالوا تعالوا يا لمعايل"، فيجتمع الأطفال من كل مكان، لأخذ نصيبهم من الحلوى والتمر. وحسب بعض العارفين بشأن التراث الشعبي، فإن الغرض من "تاغروين"، هو الصدقة والتصدق بما كان بحوزة الأمهات، من تمر وحلوى وغيرها للأطفال. وعادة ما تقف المرأة أمام الخيمة في الصباح الباكر، وفي يدها طبق من التمر، تنادي بلهجة شعبية " تاغروين يا التركة"، فيهرع إليها الأطفال، يأخذون الصدقة وينصرفون فارحين بما أعطتهم المرأة المتصدقة، وينادي سكان المنطقة بضرورة العودة إلى التصدق وإقامة "المعاريف"، وهي جمع معروف، وهو تظاهرة شعبية تذبح فيها الشياه ويطعم فيها عابر السبيل ويوزع بعض لحمها على الفقراء والمساكين، ويعتقد أغلب السكان أن أسباب انتشار الأمراض والجرائم والقتل، يعود إلى غياب مثل تلك الظواهر الاجتماعية من الضمير الجمعي للمجتمع وعزوف الناس عن التصدق.