يواجه مستعملو القطار بالعاصمة، معاناة حقيقية، نتيجة تعديل توقيت انطلاق القطارات، وتغيير محطات وتوقف بعضها، على خط الجزائر – العفرون – الجزائر (محطة الجزائر )، منذ بداية أكتوبر الجاري، حيث تأزم الوضع بالنسبة لزبائن الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، عبر العديد من خطوط الضواحي، خاصة وأن هذا التعديل تزامن مع الدخول الاجتماعي، وعودة الطلبة والتلاميذ إلى مقاعد الدراسة والعمال إلى مناصبهم، فيما أرجعت شركة "أس أن تي أف"، التذبذب في رحلاتها إلى أشغال تجديد السكة، وأعمال التخريب التي تتعرض لعا خطوطها باستمرار، مؤكدة، أن المسافرين عبر القطار سيلمسون التحسن في تنقلاتهم بعد تسليم المشاريع الجاري إنجازها. وقد عبر العديد من مستعملي قطار الضواحي بالعاصمة، ل"المساء"، عن معاناتهم اليومية مع رحلات القطار، التي تسجل تأخرا عبر العديد من الخطوط، حيث واجه زبائن الشركة، خاصة العمال منهم، متاعب كثيرة طيلة الفترة الصيفية، بسبب تقليص عدد الرحلات، غير أن معاناتهم لا تزال مستمرة، بل تعمّقت أكثر مع الدخول الاجتماعي، سواء في العاصمة أو الولايات المجاورة عبر خطوط النقل بالسكك الحديدية، التي يفضلها أغلبهم لقطع المسافة في ظرف وجيز، عوضا عن الحافلات. ووصف هؤلاء وضعية النقل، عبر قطار "العفرون-الجزائر" بالكارثي، نتيجة أشغال تجري على مستوى السكة بين بوفاريك وبئر توتة، وإلغاء عدد من الرحلات، خاصة تلك التي تنطلق مبكرا، والتي يعتمد عليها كثيرون للوصول إلى مقرات عملهم في الوقت المناسب، مشيرين إلى أن التأخر الذي كانت تعرفه رحلات قطارات ضاحية الجزائر العاصمة، تأزّم أكثر بعد أن تم تقليص عدد الرحلات، في خط "العفرون –الجزائر". وما زاد من معاناة زبائن شركة "أس أن تي أف"، على مستوى هذا الخط، هو الإبقاء على خط واحد للسكة، رغم العدد الكبير من المواطنين، الذين يتنقلون من ولاية البليدة إلى العاصمة أو العكس، حيث تحولت مسافة ساعة إلى ساعة ونصف، وأحيانا أكثر من ذلك بمحطات القطار، فضلا عن الازدحام الذي ينتج بالمحطات، خاصة على مستوى بعض المناطق، التي تعرف نقصا في وسائل النقل العمومي، حيث يجد هؤلاء صعوبة كبيرة في التنقل إلى خارج العاصمة، بعدما تم تعديل توقيت انطلاق القطارات الذي تزامن مع الدخول الاجتماعي. وذكر المشتكون، أن الرحلات المبرمجة التي أعلنت عنها الشركة، لا وجود لها في الواقع، حيث يتفاجؤون في كل مرة، بتأخر القطار، ما يجعلهم يقضون أوقاتا طويلة ومرهقة بالمحطات، مشيرين، إلى أن هذه الوضعية أدت إلى وجود ضغط كبير بحافلات النقل العمومي، التي لا تستوعب العدد الكبير من المسافرين، خاصة في أوقات الذروة، ما يستدعي تدخل الجهات الوصية، وعلى رأسها مسؤولي الشركة، من أجل تسريع وتيرة الأشغال، التي انطلقت أيضا على مستوى محطة حسين داي، وانعكست بصفة مباشرة على سير قطار العفرون. كما أن المواقيت التي تم وضعها، لا تخدم الزبائن، الذين تصل فترة انتظارهم بين رحلة وأخرى ساعتين كاملتين، بينما تكون الخدمة شبه منعدمة يوم السبت، ونفس المعاناة يعيشها مستعملو قطار الثنية الجزائر، الذي يشهد اكتظاظا كبيرا مع تسجيل تأخيرات متكررة، رغم أن الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، أعلمت زبائنها مؤخرا، أنه تم تعديل توقيت انطلاق القطارات، وأنها تسعى دائما للإصغاء لطلبات المسافرين والاستجابة لها، من أجل تقديم خدمة أفضل. ويأمل هؤلاء، أن تأخذ المؤسسة شكاويهم بعين الاعتبار، لتحسين خدمات النقل عبر القطار، الذي يفضلونه للوصول إلى وجهتهم في أقرب وقت، كما يطالبون بإعادة النظر في برنامج الأشغال التي يفترض أن تكون في العطلة، حتى لا يحدث تذبذب. تعديل المواقيت ورحلة إضافية بين الجزائر و زرالدة ومن جهتها، أرجعت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، أسباب تأخر القطارات عن مواعيدها، إلى أشغال تجديد السكة، على مستوى الخط الرابط بين محطة آغا ومحطة حسين داي، على مسافة 2٫5 كلم، في إطار مخطط الشركة، الرامي إلى تحسين ظروف السفر، ورفع سرعة القطارات، مشيرة إلى أن هذه الأشغال، استدعت تعديلا في مواقيت القطارات، وسببت إزعاجا لدى المسافرين، كون المسارين الأول والثاني بين محطتي آغا وحسين داي، يخضعان حاليا لأشغال التجديد، ويتم الاعتماد على المسار الثالث والوحيد، بالنسبة لمختلف الرحلات التي تضمنها 110 قطارات، إضافة إلى قطارات البضائع، مما خلف اضطرابا في توقيت القطارات، التي تسير وفق برنامج خاص يناسب الوضعية الجديدة. وطمأنت الشركة زبائنها، بعودة المياه إلى مجاريها عند انتهاء الأشغال، التي تعد ضرورية، فيما لم تنف التأخيرات التي كانت ولا تزال تميز النقل عبر القطار، والناتجة عن عملية التخريب الخاصة بتجهيزات تحويل السكة، التي يقوم بها بعض الأشخاص، الذين أحيل عدد منهم على العدالة، وآخرون في مرحلة التحقيقات الأمنية، فضلا عن سير بعض الأشخاص فوق السكة وقطع السكة عشوائيا، ما يضطر السائق إلى تخفيض السرعة وبالتالي تأخر القطار، وسرقة الكوابل التي تعطل أجهزة الإشارات المرورية للقطار، وظاهرة الرشق بالحجارة التي لا تزال تخلف خسائر معتبرة، غير أن الشركة تسعى لاقتناء عتاد جديد قريبا، لتحسين نوعية الخدمة المقدمة للزبائن. وعلى صعيد آخر، وتلبية لطلبات المسافرين، وفي إطار استراتيجيتها في تحسين الخدمة العمومية، عدّلت الشركة، برنامج سير رحلات القطارات على خط الجزائر – زرالدة- الجزائر، وأضافت رحلة صباحية في كلا الاتجاهين بداية من هذا الأسبوع، كما عدّلت مواقيت ومسار سير رحلات القطارات على خطي "زرالدة-الثنية" – "زرالدة - والعفرون"- "الثنية- العفرون"، وأكدت في بيان لها، سعيها الدائم للإصغاء لطلبات المسافرين والاستجابة لها، من أجل تقديم خدمة نقل أفضل .