طالب عدد من فلاحي ولاية قسنطينة، بتخصيص حصة من مياه سد بني هارون لسقي محاصيلهم الزراعية، في ظل شح المياه بعاصمة الشرق، مشيرين إلى أن فلاحي 5 ولايات مجاورة يستعملون هذه المياه في السقي؛ لتفادي خطر الجفاف. وحسب فلاحي ولاية قسنطينة، فإن السماح لهم باستغلال مياه سد بني هارون في سقي مساحاتهم الفلاحية، سيمكن من رفع هذه المساحات المسقية إلى 40 أو حتى 50 ٪ بدلا من 1 ٪. وهي المساحة المسقية في الوقت الحالي. وقالوا إن الجفاف يهدد مصير 4 إلى 5 آلاف عائلة تعتمد على الفلاحة، بتوقيف نشاطهم في غياب الماء. وأكد رئيس الجمعية المهنية للسقايين بولاية قسنطينة، عبد الكريم لبصير، أن سد بني هارون التابع لولاية ميلة، يموّن حوالي 67 ٪ من احتياجات قسنطينة من المياه الصالحة للشرب، خاصة بالمدينة الجديدة علي منجلي، وبذلك فإن تخصيص حصة أخرى لسقي الأراضي الفلاحية، سيكون صعبا في ظل هذه المعطيات. وقال إن الإسراع في إنجاز سد بني حميدان بطاقة 100 مليون متر مكعب، سيساهم في تخفيف الضغط عن الفلاحين، خاصة بالجهة الشمالية للولاية. وحسب السيد لبصير، فإن 80 ٪ من الفلاحين لديهم مساحات صغيرة تتراوح بين 5 و20 هكتارا؛ حيث دعا الفلاحين إلى استعمال التقنيات الذكية وأجهزة قياس الماء داخل المحصول، مضيفا أن الفلاح في هذه المساحات الصغيرة مطالَب باستعمال الغشاء العازل (جيومنبران) داخل المساحات الزراعية؛ من أجل استغلال مياه الأمطار، وعدم تركها تذهب هباء. وتقترح الجمعية المهنية للسقايين الاستغلال الحسن للحواجز المائية، وإيجاد حل لظاهرة الطمي التي ظهرت عبر كل الحواجز المائية، والمقدرة ب20 حاجزا، منها القديمة والجديدة، ومعظمها تتواجد في وضع كارثي؛ بسبب ارتفاع نسبة الطمي. وفعالياتها باتت ناقصة في ظل ارتفاع تكلفة الجرف التي تنزع الطمي من الحاجز؛ حيث أصبح الحل الأمثل، حسب المتحدث، هو الإسراع في إنجاز حواجز جديدة خاصة، مشيرا إلى وجود أحواض صرف على مستوى الولاية، تسمح بإنجاز 17 حاجزا جديدا. كما تطالب الجمعية بإعادة تأهيل المياه من محطات التصفية، على غرار محطات حامة بوزيان وعلي منجلي، والإسراع بإنجاز محطتي التصفية بزيغود يوسف وحتى الخروب، وعدم الاعتماد، فقط، على التصفية الثنائية، بل الذهاب إلى تصفية ثالثة؛ حتى تكون المياه صالحة للسقي بنسبة 100٪، مطالبين بالإسراع بتطبيق قرارات وزارة الري والموارد المائية، إعادة تأهيل هذه المحطات، مع تطبيق غرامات مالية صارمة على الملوّثين بالتنسيق مع شرطة المياه، ووضع حفر داخل الوديان؛ حتى تصفَّى المياه بشكل أولي، وتحوَّل، بعد ذلك، إلى محطات التصفية. وقال رئيس الهيئة المذكورة إن من الحلول المقترحة لتحسين نوعية وكمية الإنتاج الفلاحي، المشاريعَ الخاصة بتربية المائيات، التي ستعمل، حسبه، على ترقية شعبة الفلاحة، وحث الفلاحين على التوجه إلى المديريات الفرعية للفلاحة؛ من أجل الاستفسار عن كيفية الاستفادة من هذا الدعم. وطلب من الفلاحين عدم الاعتماد، فقط، على الحبوب في الزارعة، بل، كذلك، إدماج أشجار الزيتون المقاومة للجفاف؛ حتى تتم الاستفادة من إنتاجين فلاحيين في قطعة الأرض الواحدة.