عبر سكان مدينة تبسة، عن استيائهم من الأوضاع المزرية، التي آلت إليها مدينتهم، التي باتت تعرف تدهورا بيئيا أقل ما نقول عنه أنه "فظيع"، تبرزه مظاهر النفايات المنتشرة في العديد من الأماكن، خاصة تلك التي تشهد حركة، وتواجدا مكثفا للمواطنين، كالجهة الموازية للسوق المركزي للخضر والفواكه، والأماكن المحاذية لسور تبسة القديمة، التي تمت تهيئتها كأماكن لجلوس المواطنين وراحتهم. كما مست مظاهر انتشار النفايات أيضا، شبكات الطرقات الحضرية والمساحات الخضراء وأماكن الترفيه، ويتفق غالبية هؤلاء، على أن أكثر ما يسيء إلى مدينتهم، منظر القمامة المنتشر في كل مكان، الأمر الذي أثر على المنظر العام للمدينة، وجعل أسراب البعوض لا تغادر أجواءها الإقليمية حتى أيام البرد. يعد المواطن، طرفا أساسيا في تكون ردوم وأكوام النفايات في كل مكان، عن طريق رمي الفضلات بطريقة عشوائية، لكن عدم رفعها في وقتها من قبل الجهات المعنية، يساهم في تكاثرها، بالتالي تحول منظر المدينة إلى وضع مزري وكارثي. وفي جولة قامت بها "المساء" بين المواطنين، لسبر آراءهم حول الموضوع، أكد أغلب من تحدثنا معهم، أن مسؤولية تطهير المدينة من الأوساخ والردوم، تقع على عاتق المواطن والبلدية، وهنا يأتي دور الحملات التحسيسية الغائبة تماما، لتحسيس المواطن بعدم رمي الأوساخ والقمامة في أي مكان، وهم يأملون بأن تنظم حملات مكثفة لنظافة المدينة ورفع القمامة، وهي عمليات كانت تنظمها السلطات المحلية كل أسبوع، لتكون المدينة جميلة، تليق باسم عاصمة الولاية وبوابة الشرق الجزائري، بالتالي ستعود إلى سابق عهدها. من جهته، حث والي تبسة سعيد خليل، المنتخبين والقطاعات ذات الصلة، على وجوب العمل في هذا الإطار، لإعادة جمال وجه مدينة تبسة ومداخلها، وتكثيف حملات التشجير ومضاعفة المساحات الخضراء، والتعجيل في تعبيد الطرق وتبليط الأرصفة وصيانة الإنارة العمومية، وغيرها من العمليات. كما أمر مسؤولي وحدة "الجزائرية للمياه"، بالعمل على توفير مياه الشرب لكل الأحياء وتحسين التوزيع. ودعا ديوان التطهير، إلى تكثيف نشاطه ومضاعفة مجهوده، بما يسمح بتطهير وتنظيف البالوعات، قصد التخفيف من حجم الخسائر في حال سوء الأحوال الجوية، خاصة أن تبسة مهددة بالفيضانات. كما دعا بالمقابل، مديرية الري إلى صيانة الوديان ومتابعة مشروع حماية المدينة من الفيضانات والسيول القادمة من عدة جهات بالطرق والمسالك. وأشار غالبية السكان في تصريحاتهم، إلى أن حالة الطرق الحضرية بكافة الأحياء، أصبحت في حالة مزرية ومهترئة وكارثية، يصعب السير عبرها، خاصة التي طالتها الحفر التي صارت مشهدا يتكرر في كل مرة. من جهة أخرى، يلاحظ زوار مدينة تبسة، التي يقطنها أكثر من 400 ألف نسمة، وباتت تستقطب الزوار من داخل وخارج الوطن، غياب الإشارات المرورية المنظمة لحركة السير، أما محطات النقل وأماكن التوقف، فحدث ولا حرج، حيث توصف بالكارثية، لذلك فقد أصبح التعجيل بإتمام وتعبيد الطرقات وإعادة الاعتبار لمحطات توقف الحافلات، ووضع إشارات المرور أصبح ضرورة حتمية، لأنه سيساهم حتما في تحسين وضعية بعض الطرق، ويقلص حجم الاختناق المروري، ويساهم في تنظيم حركة المرور حتى في ساعات الذروة. كما أن إعادة التفكير في إخراج السكة الحديدية من المناطق العمرانية بتبسة، من شأنه أن يساهم في تحسين الوضع، وقد يفك الخناق عن الجهتين السفلية والعلوية لعاصمة الولاية، ويربط بينهما بعدة مسالك وطرق، بدلا من 3 أو 4 شوارع رئيسة فقط، علما أن مشروعا كهذا، سبق وأن طرحته المجالس المنتخبة المتعاقبة على هذه البلدية، لكن صرف النظر عنه. ويوجه مواطنو عاصمة الولاية، رسالة إلى الجهات المعنية ووالي الولاية، خصوصا للنظر في وضعية انتشار القمامة بالمدينة خاصة بالأحياء، مطالبين بإيجاد حلول عاجلة ونهائية لها لأن المتجول بمدينة تبسة، تعكر صفوه مناظر انتشار القمامة والردوم وكثرتها بالعديد من الأحياء، خاصة الكبرى منها، مما جعلها غير قادرة على استقطاب زائريها، بالرغم من إرثها العظيم وأسوارها الرومانية والبيزنطية، إلا أن إهمال المواطن والتأخر في رفع الفضلات والقمامة يسيء لها بشكل كبير.