وقّع الكاتب الصحفي منصور قدور بن عطية، كتابيه الموسومين ب«مملكة التجسّس" و«البوصلة..اتّجاهات الدبلوماسية الجزائرية في عهد الرئيس تبون" الصادرين عن دار النشر" الوعي" في إطار المعرض الدولي للكتاب بالجزائر. بالمناسبة، قال بن عطية ل"المساء" إنّه بعد أن أصدر ثلاثة كتب موجّهة للجامعة وهي "الصحفي المحترف، الإعلام والقانون" عام 2016 و«مدوّنة الإعلام في الجزائر" عام 2018 و"الإعلام العمومي" عام 2022، انتقل بعدها إلى موضوع السياسة والعلاقات الدولية بحكم أنّه صحفي بوكالة الأنباء الجزائرية، ليصدر له كتاب "مملكة التجسّس" العام الماضي حول فضيحة بيغاسوس التي فجّرتها 17 وسيلة إعلام حول عملية تجسس طالت حوالي 50 ألف رقم هاتف من طرف 11 دولة، من بينها المغرب الذي من المحتمل أنّه تجسّس على حوالي 10 ألاف رقم، من بينها أرقام هواتف جزائريين وفرنسيين، مقدّما أمثلة بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والوزير الأوّل البلجيكي والوزير الأوّل الاسباني و14 وزيرا في الحكومة الفرنسية آنذاك. وأضاف المتحدّث أنّه من خلال هذا الكتاب، حاول دراسة حدثين منفصلين، الأوّل الكشف عن الفضيحة في جويلية 2021 والثاني تحديد قائمة مؤكّدة للتجسس وهذا في جانفي 2022، حيث كنا نتحدث عن رقم 50 ألف محتمل ليصل التحقيق إلى 1400 رقم مؤكد. كما حاول الأستاذ التعريف بهذه البرمجية وخطورتها وكذا بردود الأفعال حول هذه الفضيحة ومن ثم تطرق في الفصل الأخير لما يقوم به المغرب تجاه الجزائر فيما يتعلّق بالتشويش والدعاية السوداء والوقيعة وملاحقة مناصري القضية الصحراوية وغيرها من القضايا، لتكون الخاتمة تقديم تفاصيل حول الأجهزة المسؤولة عن التجسس في المغرب والمسؤولين عن الأجهزة المخابراتية لنفس البلد. أما الإصدار الثاني للأستاذ والذي نشر عن دار "الوعي" أيضا بعنوان "البوصلة..اتّجاهات الدبلوماسية الجزائرية في عهد الرئيس تبون"، فقد استغرقت كتابته مدة طويلة وصدر هذا العام بالتوافق مع تنظيم الانتخابات الرئاسية، يضيف بن عطية، وتابع أنّه تطرّق في كتابه هذا إلى الاتجاهات الدبلوماسية في عهد الرئيس عبد المجيد تبون عامي 2021 و2022، أي مباشرة بعد جائحة كورونا وبالتالي بعد الانكماش الدبلوماسي والعلاقات الدولية، وكذا عودة تموقع الجزائر في هاتين السنتين. وذكر بن عطية تناوله في فصل مهم من الكتاب، دور الرئيس تبون في العمل الدبلوماسي، من خلال القمة العربية عام 2022، كما كتب عن 22 حالة مثل الأزمة الليبية، العلاقات مع تونس والنيجر وموريتانيا والأزمة مع المغرب ومع اسبانيا، وكذا العلاقات الجزائرية الفرنسية، والعلاقات مع الكبار الثلاثة وهم الصين وروسيا والولايات المتحدةالأمريكية. وتابع الباحث أنّ هذا الكتاب ضخم لأنّ العمل الدبلوماسي ضخم، وقد زوّده بوثائق مثل الوثيقة الخاصة باللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية الفرنسية التي تضم 13صفحة، وقد نشرها الكاتب لمساعدة الباحثين والطلبة في فهم ومعرفة خبايا العلاقات الدولية، مشيرا إلى رغبته في الوصول إلى كلّ من طلبة العلوم السياسية والعلاقات الدولية وأساتذة المواد التي ينشر حولها والباحثين والمهتمين في هذا المجال، قد يكون من بينهم رجال الإعلام ممن يودون التعرّف على هذه المواضيع الصعبة لغير المتخصّصين، خاصة وأنّ العلاقات الدولية والعمل الدبلوماسي متغيّران متحرّكان تتحكم فيهما النظرية البرغماتية المؤسّسة على المصالحة ومعادلة الأمن.