تعيش بعض الأسر التي شهدت تركيب جهاز إنذار وكاشف أحادي أكسيد الكربون، حالة من الهلع عند انطلاق جهاز إنذار هذا الكاشف، ليسارع البعض إلى محاولة إطفاء الجهاز، أو قطع تيار البيت، في حين أنَّ التصرف الصحيح محاولةُ فتح جميع مصادر التهوية من نوافذ وأبواب؛ لتجديد هواء الغرفة. كل هذه النصائح حرص محمد جدي عون صيانة وترصيص على عرضها، مؤكدا أن الكثير من الأشخاص يتصرفون بشكل خاطئ تجاه هذه الأجهزة، التي لا بد أن تكون أجهزة وقاية من حوادث مميتة، يروح ضحاياها العشرات، بل المئات خلال كل موسم برد. أوضح عون الصيانة أن بالنسبة للجهاز الذي تقوم شركة سونلغاز بتركيبه، الكثيرون يجهلون دوره، ولا يعرفون كيفية التصرف لتشغيله بفعالية أكبر، مشيرا إلى أن العديد من العائلات التي أقبلت على خدماته، تتوجه إليه بأسئلة مختلفة، شهد خلالها تصرفات "غير جيدة" عند التعامل مع جهاز الإنذار. ونبّه إلى أنّ الكثيرين بعد انطلاق الجهاز لأول مرة ولعدم تعوّدهم عليه، يُقبلون على سلوكات مختلفة؛ كإزالة البطاريات تماما، أو في الليل؛ خوفا من إصدارها صوتا عاليا، أو إزالة الجهاز تماما من الجدار ووضعه على النافذة بعيدا عن المدفأة، وغيرها من التصرفات التي تبطل تماما عمله، مؤكدا أن دوره يتمثل في الكشف عن أحادي أكسيد الكربون؛ أي يكشف الغازات المحترقة داخل البيت. وأشار خبير الترصيص إلى أنه لا بد من توضيح أن الجهاز هو كاشف الغازات المحترقة المنبعثة من المدفأة، وليس كاشفا عن تسرب غاز المدينة، ولا بد أن يركَّب برواق المنزل؛ أي أنه، تقريبا، يتوسط البيت، وبالقرب من المدفأة. وأضاف أنّ إصدار الجهاز الإنذارَ، دليلٌ على وجود تسرب في الغازات المحترقة؛ سواء من سخان الماء أو المدفأة، وهذا التسرب يكون في أحد أجزاء المدفأة؛ بسبب عطل معيّن، وبالتالي الغاز المحترق يبقى محجوزا، ثم يتسرب داخل البيت. وعند انطلاق الجهاز ما على الشخص إلا محاولة تهوية الغرفة والبيت إلى حين وقوف جهاز الإنذار. ثم توقيف المدفأة أو مصدر تسرب الغاز إن كانت سخان الماء أو غيره، ومحاولة صيانة العطب قبل إعادة تشغيل الجهاز، بالاستعانة بمختص. ونوّه محمد جدي بأن رقم 25 الذي يظهر على الشاشة الصغيرة، ليس نسبة غاز أكسيد الكربون، والتي لا تقاس بالنسبة المئوية، بل كميته في الهواء التي تعادل 25 وحدة في المليون، وهي كمية عالية؛ لأن كمية غاز أكسيد الكربون العادية في الهواء الطبيعي، هي 0.2 وحدة في المليون. وتلك النسبة هي النسبة الخطيرة التي تتسبب في الاختناق بهذا الغاز الخطير. وفي الأخير شدد المتحدث على أهمية مراقبة مستمرة لمزوّد الطاقة لتلك الأجهزة مهما كانت نوعيتها، خاصة تلك التي تعمل ببطاريات؛ فمراقبة صلاحية البطارية ضرورية لمعرفة إذا كان الجهاز شغالا، وتغييرها في كل مرة، واختيار النوعية الجيدة منها؛ لضمان عملها بطريقة صحيحة.