جددت المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، حملتها التحسيسية التوعوية بشأن مخاطر أجهزة التدفئة، والاختناقات التي تتكرر سيناريوهاتها المؤلمة مع كل موسم شتاء بسبب غاز ثاني أكسيد الكربون؛ حيث عرضت المنظمة مجموعة من النصائح الوقائية، التي من شأنها تقليل هذه الحوادث المنزلية الكارثية، التي قد تأخذ عائلة بأكملها في ظرف دقائق قليلة. صبت النصائح المقدَّمة في إطار الوقاية من التسمم بالغاز؛ كإجراءات أولية على الفرد، الذي يستعمل مثل هكذا أجهزة تقليدية للتدفئة، للتحلي بالوعي الكافي، وتبنّي كل تصرف من شأنه أن يقي من تسربات الغاز، ويحمي العائلة من أي تهديد باستنشاق ثاني أكسيد الكربون، ويدخله في مرحلة اللاوعي، ثم التسمم، والوفاة. ويقول مصطفى زبدي رئيس المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك: "أول إجراء على الشخص تبنّيه هو فحص سخان الغاز، ووحدة تسخين المياه، والتحقق من عدم وجود أي عطب يسبب تسرب الغاز؛ إذ من الضروري قبل تشغيلها كل بداية موسم، فحصها؛ بالاستعانة بمختص في الترصيص، على الأقل، مرة كل سنتين؛ للتأكد من عملها بشكل سليم وبدون مخاطر". وأضاف زبدي أن مراقبة لون الاحتراق أو الشعلة، كما يسميه البعض، أمر مهم لمعرفة مدى احتراق ثاني أكسيد الكربون؛ فإذا كان لونه برتقاليا فهذا دليل على وجود غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء؛ فمن الأحسن أن تكون الشعلة زرقاء؛ مما يدل على عدم وجود تسرب خطير للغاز في الهواء، مشددا على أن الحرص على وجود منافذ تهوية أمر بالغ الأهمية؛ فمن الخطأ تشغيل المدفأة في البيت وإغلاق كل الأبواب والنوافذ بنية تدفئة البيت جيدا؛ فبهذه الطريقة يحتبس الغاز السام في البيت، ولا يتم تجديد الهواء النقي، ولا تسرب للغاز خارج البيت؛ مما يهدد أفراد المنزل بالاختناق؛ وعليه فالتهوية الجيدة ضرورية للوقاية من ذلك؛ بترك فتحات صغيرة في الغرفة التي يوجد بها السخان أو المدفأة؛ من أجل تجديد هوائها. كما دعا مصطفى زبدي إلى تعميم جهاز إنذار يستشعر تسرب غاز ثنائي أكسيد الكاربون؛ للوقاية من أي احتمال تسمم، مقترحا أن يتم اقتطاع ثمن الجهاز من فاتورة الغاز والكهرباء؛ حتى تتمكن كل العائلات الجزائرية من اقتنائه خلال فصل الشتاء. وقال زبدي إن مصالح المنظمة تتلقى مع بداية كل موسم، الشكاوى يوميا؛ بسبب أجهزة التدفئة المغشوشة غير المطابقة لمعايير السلامة، وبذلك تودي بحياة مئات الأرواح سنويا؛ نتيجة تسممات ثاني أحادي أكسيد الكربون المنبعثة من هذه الأجهزة، داعيا إلى تعميم استعمال أجهزة إنذار تكشف عن تسربات أحادي أكسيد الكربون في المنازل والمؤسسات؛ للتقليل من تلك الكوارث، ومطالبا باقتطاع ثمن هذا الجهاز من خلال فاتورة الكهرباء والغاز. وقال: "بالرغم من إلزامية اقتناء هذه الأجهزة مع السخانات منذ نوفمبر من السنة الماضية، إلا أن هذه الإلزامية تنطبق على مقتني أجهزة التدفئة حديثا، لكن هذا لا ينطبق على من لديهم سخانات قديمة تم شراؤها قبل هذا التاريخ".