للوقاية من التسممات بأحادي أكسيد الكربون فريدة حدادي جددت المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، حملتها التوعوية المعتادة، ككل سنة، للتحسيس ضد خطورة تسربات غاز أحادي أكسيد الكربون من المدفأة، والاستعمال الخاطئ، أو بالأحرى غير الواعي، لهذه الأجهزة، التي تشغلها العائلات، مع أول موجة برد، دون مراعاة قواعد الأمن والسلامة، تؤدي في الكثير من الأحيان إلى حوادث منزلية، يروح ضحاياها عائلات كاملة، بسبب الاختناق بهذا الغاز، الذي يطلق عليه اسم "القاتل الصامت"، وغالبا ما تحدث تلك الاختناقات ليلا، عند الخلود للنوم. أشارت المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، من خلال بيان لها، نشرته استعدادا لحملة وطنية واسعة، عددا من النصائح والإرشادات، التي تهدف إلى الحد من عدد الوفيات، بسبب الاختناق بالغاز، حيث اعتبرتها من الحوادث التي يمكن تفاديها، بالتحلي بالقليل من الفطنة والحذر لا أكثر، مشيرة إلى أن أول أكسيد الكربون غاز لا يمكن الشعور به، ولا رؤيته، يتسبب في نوع من "التخدير" قبل الاختناق، ما يجعل الفرد لا يشعر بما يحدث، لاسيما إذا كان نائما، إذ يحدث في مرحلة أولى، خمول وتخدير، وعدم السيطرة على الحركة، ثم فشل الجسم وغثيان ودوخة، وبعدها اختناق بالغاز إلى حد الموت. ووفق البيان، فإن أحادي أكسيد الكاربون غاز يمكن أن يتسرب من جميع الأجهزة التي تعمل بالكربون، الخشب، البترول، المازوت، أو الغاز، ما يجعل الخطر يترصد بالجميع، وهذا ما يستدعي مراقبة جميع تلك الأجهزة قبل كل موسم برد، للتأكد من سلامتها، وأن ليس بها عطب. وقد تم التأكيد على ضرورة صيانة الجهاز وتنظيفه قبل الموسم، لاسيما أن الأجهزة القديمة تستهلك غازا أكثر، وتتطلب عناية أدق، مقارنة بالأجهزة الجديدة، لذا يعد من الضروري الحرص على استشارة مختص لصيانة تلك الأجهزة القديمة، والحرص على اقتناء النوعية الجديدة في حالة الرغبة في اقتناء جهاز جديد، مثل اختيار سخان مياه مجهز بمخرج للغاز المحترق. في هذا الصدد، أوضح كمال يويو، رئيس فرع العاصمة لدى المنظمة، أن هيأته تنظم باستمرار حملات ضد مخاطر غاز أحادي أكسيد الكاربون، تبدأ مع بداية أول انخفاض محسوس في درجة الحرارة، لتتواصل طيلة الشتاء، مشيرا إلى أن تعزيز الحملة بنصائح وتفاصيل، من شأنها التقليل من الحوادث والوفيات، ولابد أن تكون بالاستعانة بمختلف وسائل مواقع التواصل الاجتماعي، الإعلام، ومضات إشهارية عبر الإعلام السمعي البصري، وكذا حملات في الهواء الطلق، للاقتراب من أكبر عدد ممكن من المواطنين، مشددا على أن اختناق عائلات كاملة بالغاز خسارة محزنة، خاصة وأنه يمكن تفاديها بالقليل من الوعي والحذر. وأشار يويو، إلى أنه رغم كل تلك الحملات ومحاولات التوعية والتحسيس والنداءات، إلا أن حوادث منزلية لا تزال تسجل، يروح ضحاياها عائلات كاملة بأطفالها. دعا كمال يويو، إلى احترام نصائح المختصين، وضرورة تركيب أنبوب طرح الغازات المحترقة، في سخان الماء، على يد خبير في الترصيص وأعمال الصيانة، مع تفقد التوصيلات أثناء التركيب، والتأكد من لون الشعلة الذي يجب أن يكون أزرقا، ويعد دليلا على الاحتراق التام للغاز، مع ضرورة تركيب جهاز كاشف الغاز المعتمد، الذي يتوفر على معايير السلامة والأمن.