تعرف حرفه استخلاص الزيوت العطرية والطبية في الجزائر، إقبالا كبيرا عليها من طرف الراغبين في ممارسة هذا النوع من الأنشطة الحرفية، الأمر الذي ترتب عليه ظهور بعض الدخلاء على هذا السوق، من خلال استهداف المادة الأولية، ممثلة في الأعشاب الضرورية لاستخلاص الزيوت الطبية والعطرية، ودفع بممتهني هذا النشاط إلى مناشدة الجهات الوصية، التدخل لضبط السوق، خاصة وأن هذا النوع من الأنشطة الحرفية أصبح يلقى إقبالا كبيرا عليه من النساء، لممارسته واقتناء منتجاته، ويحظى بطلب كبير في السوق المحلية والأجنبية. طرح الحرفي حميد شيخي، مهندس دولة في العلوم الزراعية، وصاحب مؤسسة اقتصادية في استخلاص الزيوت العطرية والطبية واستخلاص الزيوت الأساسية والنباتية، على هامش مشاركته في اليوم العالمي للمقاولاتية، مشكلة اقتحام هذا المجال، دخلاء سعوا إلى الرفع من سعر المادة الأولية، الممثل في مختلف أنواع الأعشاب التي يكثر عليها الطلب لاستخلاص زيوتها، على غرار إكليل الجبل والنعناع وبذور التين الشوكي، والتي تستخدم زيوتها في مجالات متعددة، مشيرا إلى أن حرفة استخلاص الزيوت الطبية والعطرية زاد في السنوات الأخيرة الطلب عليها كثيرا، لاسيما من طرف النساء، بالموازاة مع ارتفاع طلب تعلمها من قبل شباب ونساء، بهدف إنشاء مؤسسات مصغرة. انطلاقا من كل هذا، قال المتحدث: "لابد من ضبط هذا السوق، من خلال توحيد التعريف الخاص بهذه الحرفة، التي تحمل تسميات مختلفة"، مشيرا إلى أن وزارة السياحة تطلق عليها تسمية "حرفي في تكرير الزيوت"، وفي وزارة التجارة تأتي تحت تسمية "عصر وتصفية الزيوت"، وفي وزارة الفلاحة تحمل تسمية "مستثمر في مجال التوابل"، رغم أن النشاط الحرفي واحد، داعيا في هذا السياق، إلى سن قوانين تحمي ممارسي هذا النشاط من جشع بعض التجار، من الذين يرفعون أسعار المواد الأولية بطريقة عشوائية. أشار الحرفي حميد، الحائز مؤخرا على وسام التشجيع في الإبداع الحرفي، من وزارة السياحة، في اليوم الوطني للحرفي، بأنه يسعى من خلال خبرته الطويلة في مجال استخلاص الزيوت العطرية والطبية، إلى نقل تجربته إلى كل الراغبين في ولوج هذا النشاط الحرفي المربح، وسعى إلى عقد اتفاقيات مع الجامعات لتكوين الطلبة الجامعيين الراغبين في إنشاء مؤسسات خلاقة للثروة، وكذا إبرام اتفاقيات مع مراكز التكوين المهنية لتكوين الطلبة المتربصين، وأوضح أن التكوين يعكس سياسة الدولة الرامية إلى دفع الشباب إلى ولوج عالم المقاولاتية، والذي أصبح شرطا ضروريا للحصول على تمويل من مختلف أجهزة الدولة. ختم مهندس الدولة الحرفي حميد حديثه بالقول، إنه كان محظوظا لاختباره من أجل المشاركة وتمثيل الجزائر في الأيام القليلة القادمة، في معرض الصناعات التقليدية، المزمع تنظيمه في دولة موريتانيا، وهي فرصة من أجل التعريف بالمنتجات الحرفية الجزائرية، وإبراز تراث مدينة البليدة في مجال التقطير واستخلاص الزيوت العطرية الموجهة للعلاج والعناية بجمال المرأة.