توقفت السفينة الاستكشافية الفرنسية تارا التي تجوب محيطات العالم في مهمة علمية تدوم ثلاث سنوات بميناء الجزائر، أول أمس، وإلى غاية اليوم. وتحمل تارا على متنها فرقة علمية دولية ومتعددة التخصصات بمشاركة مختصين في علم المحيطات والبيولوجيا وعلم الوراثة والفيزياء من مختلف المخابر ذات سمعة عالمية وتم استقبال طاقم السفينة بميناء الجزائر من طرف أعضاء من وزارة التهيئة العمرانية والبيئة والسياحة. حيث عقد الطرفان جلسات عمل خلال إقامة تارا بالجزائر. وصرح مدير السفينة بالمناصفة السيد إيريك كارسنتي خلال لقاء صحفي لدى وصول سفينة تارا إلى الجزائر العاصمة أن الجزائر من الناحية العلمية تعد أحد النماذج من العينات التي سنزورها وتدرسها فرقته، مضيفا أن فريقه يولي اهتماما بالجزائر التي ستمر بها السفينة حيث ستقوم بمقارنة بين التنوع البيولوجي لهذه المنطقة مع المناطق الأخرى على غرار إسبانيا، فرنسا، مضيق جبل طارق والمحيط الأطلسي، معتبرا بأن الجزائر تعد منطقة انتقال بين المتوسط والمحيط الأطلسي. وبعد توقفها بالجزائر العاصمة ستتجه السفينة التي كانت من قبل بطنجة بالمغرب إلى برشلونة، نيس وتونس ثم إلى نابلس ومالطا فيما يتعلق بمنطقة المتوسط. وأشار السيد كارسنتي إلى أن هذه الرحلة الاستطلاعية العلمية التي تدوم ثلاث سنوات عبر بحار ومحيطات العالم تجري تحت رعاية برنامج الأممالمتحدة من اجل البيئة، مضيفا أنها تسعى إلى تقديم أجوبة للأسئلة التي يطرحها المناخ وتعميق المعارف الخاصة بالتنوع البيولوجي البحري. وأضاف المتحدث أن هذه المنظومة البيئية المعقدة يهددها ارتفاع درجة حرارة المناخ والتلوث، موضحا أن الرحلة الاستكشافية ستسمح بتقديم اقتراحات عاجلة لحماية الكرة الأرضية. ويرى السيد كارسنتي أن نتائج الرحلة يمكن أن تفضي إلى حلول كفيلة بمساعدة رجال السياسة والشعوب على الوعي بشمولية الكرة الأرضية من خلال تحسين تصرفاتهم وبالتالي حماية الأرض. وتجدر الإشارة إلى أن السفينة تارا بدأت رحلتها يوم 5 سبتمبر 2009 انطلاقا من لوريان بفرنسا لتستغرق ثلاث سنوات.