❊ إقامة فضاءات "إفريقية" للدفاع عن مصالح القارة بمبدأ الندّية والشراكات المتكافئة ❊ الجزائر تساهم في صياغة مواقف "إفريقيا الجديدة" بما يتوافق والرهانات الدولية ❊ دور بارز للجزائر في الوقاية من الإرهاب ومكافحته في القارة ❊ دعم مبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية بعيدا عن التدخّلات الأجنبية ❊ تموين القارة بالكهرباء وإقامة مشاريع سكك حديدية تربط الدول الإفريقية ❊ الجزائر تواصل نضالها على جميع الجبهات من أجل نجاح إفريقيا تولي الجزائر أهمية كبيرة للعمق الإفريقي باعتبارها دولة فاعلة في القارة السمراء، حيث دعمت ورافقت حركات التحرّر لعقود من الزمن، ما جعلها تحظى بلقب "قبلة الثوار"، كما واكبت مراحل التشييد لعدة دول إفريقية من خلال دعم الشراكات الاقتصادية، فضلا عن نضالاتها على المستوى القاري من أجل إعلاء صوت إفريقيا في ظل تكالب عديد القوى الأجنبية التي تسعى للاستحواذ على ثرواتها، ما جعل بلادنا ترافع من أجل إقامة فضاءات "إفريقية" للدفاع عن مصالح القارة وفق الندية والشراكات المتكافئة مع الهيئات الدولية الأخرى. برز التواجد الجيو استراتيجي للجزائر في القارة الإفريقية جليا منذ انتخاب رئيس الجمهورية، الذي لم يترك كرسي الجزائر شاغرا خلال قمة الاتحاد الإفريقي، خاصة مع توليه الرئاسة الدورية لمنتدى رؤساء دول وحكومات الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء، فضلا عن كونه حظي باستقبال استثنائي لدى وصوله إلى أديس أبابا. فبعد غياب طويل بسبب إرهاصات النظام البائد، نجحت الجزائر في العودة إلى الواجهة الإفريقية من خلال مشاركاتها النوعية في الاجتماعات القارية، مع المساهمة في صياغة المواقف الإفريقية بما يواكب الرهانات الدولية على المستويين السياسي والاقتصادي. وركزت الجزائر خلال توليها الرئاسة الدورية لمنتدى رؤساء دول وحكومات الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء على الخطة الاستراتيجية للسنوات 2025-2028، بما يمكن من تعزيز آليات التقييم والتعاون القاري، موازاة مع التزامها بتعزيز الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب، من خلال تكريس مبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية بعيدا عن التدخّلات الأجنبية. ويكفي أن مجلس الأمن الدولي قد أقر مؤخرا بدور الجزائر كمدافع عن مصالح الاتحاد الإفريقي ومساهم رئيسي في مكافحة الإرهاب وحرصها على مواصلة دعم التنمية والسلم في إفريقيا، من خلال التعاون الوثيق مع دول القارة، تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية، الذي يسعى لأن يكون للجزائر دورا بارزا في تحقيق التكامل والاستقرار في القارة السمراء، من منطلق أن امتدادها الإفريقي ووزنها كقوة إقليمية يحتم عليها العمل دون هوادة ضمن هذا المسعى والمساهمة في تمكين إفريقيا من بسط سيادتها الكاملة على أراضيها وثرواتها واستقلالية قرارها السيادي. وقد اعترف مجلس الأمن مؤخرا بدور الجزائر في الوقاية من الإرهاب ومكافحته في إفريقيا، خاصة وأن الرئيس تبون هو الناطق باسم إفريقيا في مجال مكافحة هذه الظاهرة العابرة للحدود وله صلاحية متابعة هذا الملف على المستوى القاري، من خلال التزامه بتعزيز التعاون المثمر والوثيق مع الدول الإفريقية للاستجابة لأولويات القارة في مجالات السلم والأمن والتنمية. وموازاة مع ذلك تسعى الجزائر للظفر بحصتها في فضائها الإفريقي، لاسيما من خلال مراجعة بعض النقائص وإطلاق عديد مشاريع التكامل الإفريقي الهامة، عبر عدد من المشاريع المشتركة مع الدول الإفريقية مثل أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي سينقل الغاز النيجيري إلى أوروبا مرورا بالجزائر والنيجر. كما تتطلع الجزائر إلى تموين إفريقيا بالكهرباء وإقامة مشاريع سكك حديدية تربط الدول الإفريقية التي ليس لديها سواحل بالحوض المتوسط، علاوة على تدارك التأخّر المسجّل في خطوط النقل بالدول الإفريقية، على غرار الخط البحري نحو السنغال والذي لم تقدم الجزائر على فتحه إلا بعد ستين سنة من استقلالها. فقد أكد رئيس الجمهورية، أول أمس، خلال ترؤسه القمة 34 لرؤساء دول وحكومات الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء بأديس أبابا، أن التحديات التي تواجه القارة تفرض العمل بروح من التضامن والمسؤولية لتجاوز الصعوبات المالية التي تحد من قدرة الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء، على تحقيق الأهداف السامية التي أسّست من أجلها، معلنا في هذا السياق عن تقديم مساهمة مالية طوعية بقيمة مليون دولار أمريكي لدعم عملية التقييم وتنفيذ التوصيات المنبثقة عنها عن القمّة. وقد سبق للجزائر تخصيص مليار دولار أمريكي لفائدة الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية موجّهة لتمويل مشاريع تنموية في الدول الإفريقية سنة 2023، قناعة منها بارتباط الأمن والاستقرار في إفريقيا بالتنمية.