أعلنت إيران أمس أنها ستبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية قريبا بجدول زمني لتفتيش منشأتها النووية الثانية التي تم الكشف عنها الأسبوع الماضي وأثارت ضجة كبيرة على المستوى الدولي. وقال علي اكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن المحطة النووية الجديدة في طور الإنجاز وفقا لمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأضاف أن إيران اتخذت كافة الخطوات الاحترازية لتأمين سلامة منشآتها النووية. كما أكد المسؤول الإيراني أن بلاده أبلغت الوكالة الدولية بأن المنشأة الجديدة ستنتج اليورانيوم المخصب بدرجة 5 بالمئة وذلك وفقا لبرنامجها النووي الذي جددت التأكيد بأنه سلمي ولا يخفي وراءه أية أغراضا عسكرية. ولم يخف صالحي استياءه من الانتقادات التي تعرضت لها طهران جرّاء كشفها عن امتلاكها لمحطة نووية ثانية متهما القوى الكبرى بسعيها إلى تسييس ملف بلاده النووي. وتأتي هذه التطورات قبل يومين فقط من الاجتماع المقرر عقده غد الخميس بين مجموعة الخمسة زائد واحد التي تضم الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانياوإيران لبحث مقترحات هذه الأخيرة التي عرضتها بشأن تسوية ملفها النووي. وهو ما جعل متتبعين للملف النووي الإيراني يعتبرون أن طهران تعمدت الكشف عن هذه المنشأة النووية من جهة وإجرائها لمناورات عسكرية لتؤكد قدرتها على الرد على أي هجوم قد تتعرض له من جهة ثانية من أجل رفع قدراتها التفاوضية خلال اجتماع جنيف. وفي هذا السياق اعتبر حسن قشقاوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اجتماع جنيف فرصة مناسبة لأن تكون المحادثات مع الدول الست الكبرى "بناءة" إذا ما توفرت لدى المجموعة النوايا الحسنة. وبنا المسؤول الإيراني اعتقاده من منطلق أن بعض قادة الدول الكبرى في "مجموعة 5+1" أشاروا إلى وجود محاور مشتركة بين عرضهم والمقترحات الإيرانية مما يمكن الجانبين من التفاوض حولها.