نُظمت ندوة في إطار الدورة السابعة من المهرجان الثقافي الوطني للإنتاج المسرحي النسائي، أوّل أمس الإثنين، حول موضوع "التأليف الموسيقيّ والغناء في العرض المسرحي... كي تروي الألحان حكاية" ، في قاعة "توفيق ميميش" بالمسرح الجهوي عنابة. وجمعت الندوة شخصيات بارزة في مجال الموسيقى في الجزائر. ومن بينهم صافي بوتلة الملحن الشهير عالميًا، والفنانة سميرة براهمية. سلّطت جلسة "قهوة العصر" الضوء على سؤال أساسي هو: "كيف يمكن تطوير العلاقة بين الموسيقى والمسرح في الجزائر؟" ؛ فبينما يراها البعض مجرد مرافقة، يرى آخرون فيها قوّة درامية لا غنى عنها، قادرة على تحويل المشهد المسرحي، وتعزيز مشاعر الجمهور. وتكمن المسألة إذاً في دمج الموسيقى كأداة سردية حقيقية، من خلال إنشاء مؤلفات جزائرية أصلية، تتناغم مع الهوية الثقافية للبلاد. وشارك صافي بوتلة المعروف بتأليفه للموسيقى في السينما، برأيه حول استخدام الموسيقى في الإنتاجات المسرحية؛ قال: "لديَّ تجربة جيدة مع موسيقى الأفلام؛ فقد قمت بكثير من الأعمال في الجزائر وخارجها. لكن في المسرح كانت لي تجربة واحدة، فقط، مع المسرح الجهوي لقسنطينة في الثمانينيات، في مسرحية "الرفض".. لا أعلم، حقا، كيف تعمل الموسيقى في المسرح، لكن مما لاحظته، أنها غالبا ما تُستخدم كخلفية صوتية بسيطة". وأوضح بوتلة أنّه يجب أن تلعب الموسيقى دوراً درامياً كاملاً، تماماً كما في السينما؛ حيث ترافق وتُعزّز العواطف. وأضاف: "يجب أن تكون الموسيقى مثل شخصية تساعد في الدراما. للأسف، لم يتصل بي أحد لتأليف موسيقى للمسرح، لكنني مهتم جدا بهذا المجال. هناك قيود أكاديمية تمنع استكشاف الموسيقى في المسرح رغم وجود العديد من الإمكانيات التي يمكن أن تغني وتنوّع الإنتاجات ".ومن جهتها، دعت سميرة براهمية إلى مشاركة أكبر للموسيقيين في عالم المسرح بالجزائر. وقالت: "لدينا العديد من المواهب في الجزائر، الذين يرغبون في التعبير، والمساهمة في المسرح. يجب فتح الأبواب أمام الموسيقيين، والتفكير في دمج الموسيقى كعنصر سردي حقيقي ". وأكدت الفنانة، أيضا، على أهمية التراث الموسيقي الجزائري كمصدر إلهام للإبداعات الجديدة؛ قالت: "نحن في ديناميكية تشجّع الشباب؛ فلماذا لا نعيد زيارة رصيدنا الجزائري، ونجعل منه مصدرا للروائع المسرحية؟..من الضروري، أيضا، تكوين الشباب في هذا المجال، لتأخذ الموسيقى المسرحية مكانتها الحقيقية ".