التزمت الفنانة القديرة بهية راشدي كعادتها، بالظهور على الشاشة الرمضانية مقترحة الجديد، حيث تطلّ كلّ سهرة عبر قناة "زهرة تي في" من خلال برنامج "وقيّت مع بهيّة وباهو" من 30 حلقة. وهو برنامج يتناول مواضيع اجتماعية مختلفة؛ منها الغربة، والمرض، والدراسة، وغيرها. ويرافق الفنانة في بعض الحلقات الفنان شفيق باهو؛ حيث بدا الانسجام والتواصل في الحديث والأفكار. تسجّل الفنانة يهية راشدي حضورها على الشاشة بعد غياب دام سنة تقريبا، لتطّل بالحجاب، وبالزي الأمازيغي المطرّز على الحرير وهي في أجمل صورة، لا تبدو عليها أبدا علامات التعب أو المرض، بل كانت في تمام إشراقتها البهية كالعادة. وقالت إنّ لباسها اسمه لباس الصحة، الذي جاءها هدية من دار سنجاب التي دعمتها صاحبتها في المرض. حديث عن تجربة المرض خُصّص العدد الأوّل من الحصة للحديث عن مرضها. وقالت راشدي إنّ "الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلاّ المرضى"، لا تساوي كلّ النعم الدنيوية أمامها؛ فلا أموال، ولا قصور، ولا غيرها تضاهي الصحة والعافية. فالصحة، كما قالت، قوّة، مؤكّدة أنّ الصحة نعمة، خاصة عندما يكبر الإنسان. كما تحدّثت عن الموت والأجل في هدوء وحكمة. ونصحت المشاهدين بالحفاظ على الصحة بالأكل الصحي. والأهم أن يتجاوز الإنسان أمورا كثيرة لا تستحق العناء والقلق، وأن لا يتأثر بأيٍّ كان، وأن لا يعطي أهمية لشخص ما لا يستحق كلّ ذلك الاهتمام حتى لو جرحه أو أكل حقه. وأضافت أنّ "الشخص الذي يكرهك يظلّ يطاردك حتى وأنت مريض، ولا يهنأ إلاّ عندما يراك تحت التراب ليتنفّس الصعداء!". السيدة بهية قالت إنّها أثناء مرضها رأت البعض يقول: "كيف تعود للفن؟! هي مريضة! لا بدّ أن تترك مكانها لغيرها. ثم هي كبرت في السن". وسمّتها "وقاحة"، و«نفوس مريضة"، وردّت: "لا يهمّني هؤلاء الناس، أرأف لحالهم. ماذا ينتظرهم؟ قد يرضيك الله ويعافيك، وقد يميتك وينعم عليك بالجنة. ما يهمني الناس المرضى التي جربت المستشفى، والمرض، والألم والانهيار، لكن عندهم أمل في الله بالشفاء، لم يستسلموا للمرض مثلي أنا. الحمد لله منهم صغار مبتسمون؛ فما السر الذي وضعه الله فيهم؟! وبالتالي لا ينفع إلاّ الدعاء والتسبيح. كما نصحت الناس بالإسراع إلى الطبيب عند المرض، وعدم التهاون". ومما قالت راشدي إنّها كانت تعلم أنها ستمرض، مؤكدة أن كان لها طاقة بركانية إبداعية، وكانت تدق الأبواب لتغلَق في وجهها، لتعاني جراء ذلك الضغط، ورعشة في مرضها. وأضافت: "فقلت مرض خطير. ذهبت للطبيب، كان شابا في مقتبل العمر، أكّد أنّ هناك ورما كبيرا. فقلت الكبير هو الله"، فبكى باهو عندما تذكّر أمّه التي ماتت بهذا المرض الخبيث. وواصلت السيدة بهية قولها: "قال لي الطبيب: "كما في التلفزيون أنت في الواقع". والحمد لله الذي أعطاني الوقت لمراجعة نفسي، ومع الآخرين. وأصدقاء زاروني، بعضهم امتطى الطائرة لأجلي. وجاءوني إلى فرنسا، منهم سليمة سواكري التي دعمتني، وكذا جعفر قاسم، وغيرهما". الرضا والأمل إكسير الحياة الحلقة الموالية كانت عن الرضا بالقضاء والقدر. وبالمناسبة، عبّرت الفنانة عن رضاها خاصة عندما تقف أمام المرضى من الأطفال. وتذمّرت، أيضا، من بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وما فيها من تعليقات سلبية، ذكرت منها: "بقالها الماء يحما"! قائلة إنّ الفن كان مصدر دخلها، وهو رسالة نبيلة ونظيفة. كما كان موضوع الحصة موعظة في تقوية الإيمان، وكذا التشبث بالأمل والحلم. وهنا ذكرت السيدة راشدي حالة سيدة تعرفها ظلت تحلم 50 سنة، بأن ترث ثروة، ولم تمل. وحلمها تحقق، وورثت خالها، وأصبحت مليونيرة. مواضيع أخرى تم فتحها في حلقات أخرى؛ منها، مثلا، الأسرة، وحب الخير، والصداقة، والتعاون، والتسامح، والجار، وغيرها من المواضيع. للإشارة، سبق للسيدة بهية راشدي أن نشطت حصصا منوّعة في المواسم الفارطة؛ من ذلك "عرضة ماما بهية" في رمضان 2024 مع استضافة في كل عدد، شخصية معروفة من اختصاصات شتى. وتفتح مع ضيوفها من أجيال مختلفة، حديثا عن التقاليد والعادات الرمضانية لمنطقة ذلك الضيف. وأمور أخرى ذات صلة. كما سبق للفنانة بهية راشدي خوض مجال التنشيط، فبرزت إمكانياتها فيه بفضل حضورها القوي أمام الكاميرا، ولغتها الراقية، وثقافتها الخصبة. ومن أبرز البرامج التي عُرفت بها، برنامج "جزائريات".