باشرت اللجنة الولائية للمساحات الخضراء بولاية قسنطينة، في إطار برنامجها المسطر هذه السنة وضمن التعليمات الأخيرة التي قدّمها الوالي، إجراءاتها من أجل تصنيف حديقة "سوسة" الواقعة أسفل جسر باب القنطرة، ضمن مصافّ الحدائق العمومية؛ حتى تستفيد من الامتيازات، خاصة في مجال العناية والحراسة. وحظيت حديقة "سوسة"، خلال الأسبوع الجاري، بزيارة من أعضاء اللجنة الولائية للمساحات الخضراء بعدما عانت خلال سنوات خلت، من الإهمال، وكانت ممنوعة عن العائلات القسنطينية، بسبب حالتها المتدهورة من جهة، وانهيار السلام المؤدية إليها من جهة أخرى. يضاف إليها عامل آخر، هو انتشار بعض المنحرفين، الذين اتخذوا من هذا المكان ملجأ لهم لتناول مختلف أنواع المخدرات والمسكرات، بعيدا أعين رجال الأمن. ولم تُرض الوضعية السابقة لحديقة "سوسة"، المواطنَ القسنطيني، الذي كان يطالب مرارا وتكرارا، برد الاعتبار لهذه الحديقة، وجعلها مكانا آهلا بالزوار؛ من خلال وضع مخطط استعجالي لتهيئة الحديقة، وبعض المرافق التي تشجع الناس على قصد هذا المَعلم البيئي والسياحي، على شكل ما عرفته بعض الحدائق الأخرى؛ على غرار حديقة زواغي سليمان بالقرب من المطار الدولي، وحديقة "باردو" أسفل سيدي راشد. وتحركت السلطات المحلية بولاية قسنطينة للاستجابة لانشغالات المواطنين، حيث نفضت الغبار عن حديقة "سوسة" التي يعود تاريخ إنشائها إلى بداية الثمانينيات، بمناسبة إبرام توأمة بين عاصمة الشرق قسنطينة وعروس المتوسط مدينة "سوسة" التونسية. وشهدت الحديقة أجمل أيامها. واحتضنت أول بث مباشر للتلفزيون الجزائري عندما أنتج الحصة المغاربية التي بثت برنامجها بعدد من الدول المغاربية، وشاهدها ملايين المتفرجين من سكان المغرب العربي. وخُصّت حديقة "سوسة" التي تتربع على حوالي 4 آلاف متر مربع فوق وادي الرمال وأسفل جسر باب القنطرة من جهة الشمال الشرقي، والتي تقبع وكأنها على طبق بين أحد أهم معلَمين سياحيين بقسنطينة، هما جسر باب القنطرة وجسر سيدي مسيد، بزيارة رسمية لوالي الولاية في نهاية شهر ديسمبر من سنة 2023؛ حيث أمر وقتها الوالي عبد الخالق صيودة، بتنظيفها، وزبر الأشجار، ورسم المسارات قبل أن يتم افتتاحها بشكلها الجديد في العشرين من شهر جانفي 2024، بمناسبة إحياء ذكرى استشهاد البطل ديدوش مراد. وتحرص ولاية قسنطينة من خلال السياسة الجديدة المنتهجة، على استرجاع القيمة الجمالية لمدينة الجسور المعلقة، من خلال رد الاعتبار للحدائق العمومية، وتمكين المواطنين والعائلات من استغلال هذه الفضاءات الخضراء بالشكل اللائق، خاصة بعدما أكد المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي، أن سنة 2025 ستكون سنة خضراء، من خلال تكثيف عمليات العناية بالبيئة والمحيط. للإشارة، تحصي ولاية قسنطينة 20 حديقة عمومية، تم وضعها ضمن قائمة اسمية خلال هذه السنة، من أجل التكفل بها في ظل التعليمات التي قدمها الوالي؛ بالعناية بالحدائق العمومية بطريقة منتظمة بعيدا عن الحملات الموسمية، مع التركيز على تكثيف عمليات الغرس والتشجير، والنظافة والحراسة، حيث تم إنشاء لجنة لمتابعة العمليات المنجزة، يترأسها مدير البيئة.