حقّق المخرج الجزائري عبد النور زحزاح، إنجازًا كبيرًا في مجال السينما بفوزه بجائزة "أسبوع النقّاد" في المهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون في واغادوغو، المعروف باسم فيسباكو، أوّل أمس الجمعة، في العاصمة البوركينابية واغادوغو، عن فيلمه المتميّز "فرانس فانون". يتناول فيلم "فرانس فانون" حياة المفكّر والطبيب النفسي المارتينيكي الشهير، الذي يُعتبر من أهم الشخصيات التي أسهمت في صياغة الفكر الثوري في القرن العشرين، يشتهر فرانس فانون بكتاباته التي تُحلّل تأثير الاستعمار على الإنسان، وتحثّ على التحرّر والعنف الثوري في مواجهة القهر، في هذا الفيلم يحاول عبد النور زحزاح، إبراز رؤية فانون الفلسفية والفكرية، بالإضافة إلى تقديم صورة سينمائية تنقل معاناة الشعوب التي عانت من الاستعمار. يتجسّد عمل زحزاح، في فيلمه هذا على شكل مزيج من الفلسفة والتاريخ والسياسة، ما يتيح للمشاهدين فرصة للتأمّل في الصراع الثقافي والاجتماعي الذي كان ولا يزال يؤثّر على الكثير من الأمم في مختلف أنحاء العالم. ويُعدّ فوز عبد النور زحزاح، بجائزة "أسبوع النقّاد" في مهرجان فيسباكو إنجازًا لافتًا في مسيرته الفنّية، ويعزّز موقعه في الساحة السينمائية العالمية، ويفتح الأفق أمام فيلمه ليصل إلى جمهور أوسع، ويعكس تزايد الاهتمام بالسينما العربية والإفريقية التي تتناول قضايا الإنسان وحقوقه بشكل عميق. واعتبر مهتمون بالشأن السينمائي الجزائري، أنّ هذا النجاح يعدّ بمثابة حافز للمخرجين العرب والإفريقيين الشبان للاستمرار في تقديم أفلام تلامس هموم المجتمع وتدفع إلى التفكير في القضايا الإنسانية الكبرى، ذلك أنّ "فرانس فانون" لا يُعدّ مجرد فيلم، بل هو شهادة على قدرة السينما على التعبير عن واقعٍ معقّد وتقديمه بشكل فنّي يعكس إبداعًا وفكرًا مبدعًا، وهو ما يجعل زحزاح واحدًا من أبرز المخرجين في جيله.