كشفت مصادر مسؤولة من ولاية الجزائر أن والي الولاية طالب المنتخبين والمسؤولين المحليين بضرورة إعادة فتح ملف السيد نوراني الوالي السابق لولاية الجزائر والخاص بإعادة تهيئة التجمعات السكانية الكبيرة المنتشرة بإقليم ولاية الجزائر على غرار ديار الشمس، ديار المحصول، ديار الكاف، "أش.آل.أم" بالحراش، باب الوادي... وغيرها من الأحياء الشعبية التي يعود تاريخ إنشائها إلى العهد الاستعماري والتي لم تطلها عمليات الإسكان منذ سنوات، مما أدى إلى إحداث انفجار سكاني هائل بها، ولّد فيما بعد أزمات متعددة لدى السكان ومنها أزمة السكن التي فجرت أحداث الشغب بحي المدنية. وقد أعادت احتجاجات سكان ديار الشمس بالمدنية، إحياء مشروع عبد المالك نوراني الوالي الأسبق لولاية الجزائر قبل نحو ست سنوات عندما اقترح برنامجا يخفف من الاكتظاظ السكاني ومن أزمة السكن على العائلات التي تقطن التجمعات السكانية القديمة والتي تعود في معظمها إلى العهد الاستعماري، حيث تم تخصيص ميزانية معتبرة لهذا المشروع الهام الذي كان سيخفف من معاناة السكان. ويقضي مشروع نوراني المخصص للتجمعات السكنية بترحيل نصف سكان العمارات المعنية المكتظة على ان يتم إعادة توسعة السكنات التي غالبا ما تتكون من غرفة واحدة مع حمامات مشتركة وتحويلها إلى سكنات من ثلاث أو أربع غرف تسلم لعائلة واحدة، فيما تستفيد عائلتان من سكنات جديدة، غير أنه سرعان ما تم طي هذا الملف مع توقيف جميع الإجراءات والأشغال المتعلقة به. وتم البدء في تطبيق هذا البرنامج الطموح بحي ديار الكاف ببلدية وادي قريش بباب الوادي، حيث وافقت العائلات على التخلي عن سكناتها أو بالأحرى بيعها للسلطات مقابل سكنات جديدة بأماكن متفرقة من العاصمة- علما أن السكنات تم شراؤها بالدينار الرمزي من قبل المواطنين- قبل ان يباشر المقاولون الأشغال الخاصة بالتهيئة والتوسعة والتي تمت بوتيرة متسارعة، ونجحت العملية إلى حد بعيد لولا اصطدام المسؤولين برفض عدد من العائلات الخروج من سكناتها معبرين عن تمسكهم بأحيائهم ورافضين التحول إلى بلديات ووجهات أخرى من العاصمة، الأمر الذي أوقف الأشغال وأعاق استمرارها. وأمام بروز أولى بوادر الفشل النسبي للمشروع ابتداء من حي ديار الكاف، باعتباره نموذجا أوليا، ترددت السلطات في مواصلة المشروع خاصة مع اصطدامها بأطماع السكان اللامتناهية والتي رهنت الملف بأكمله قبل أن يتم إيقافه خاصة مع رحيل نوراني من على رأس الولاية. وبحسب ما يدور في كواليس الولاية فإنه من المحتمل أن يعاد إحياء المشروع لتفادي انزلاقات أخرى خاصة أمام استحالة ترحيل السكان دفعة واحدة وتوفير سكنات جديدة لهم وهم الذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف منهم أزيد من تسعة آلاف طالب سكن بحي ديار الشمس فقط، مما سيضطر مسؤولي الولاية إلى التفكير في تخفيف الضغط على هذه التجمعات كخطوة أولى وكتعبير منها عن حسن نيتها ورغبتها الحقيقية في إنهاء هذه المشكلة ، ليتم بعدها الشروع في ترحيلهم كل حسب احتياجاته. للإشارة عاشت منطقة "الياسمين" بالمدنية بالعاصمة، على وقع الاحتجاجات التي شنتها 1500 عائلة تقيم بحي ديار الشمس، والتي أخذت أبعادا خطيرة بعد لجوء المحتجين إلى أعمال تخريبية واعتداءات ضد مصالح الأمن التي تدخلت لتفريق المتظاهرين الذين قطعوا الطريق الرابط بين بئر مراد رايس والعناصر. وعبر المحتجون عن غضبهم تجاه تماطل السلطات المحلية في تسوية وضعيتهم السكنية المتأزّمة والمستمرة منذ العهد الاستعماري على الرغم من محاولاتهم المتكررة لفت أنظار السلطات إلى أوضاعهم لإيجاد حلول لأزمتهم والتي باءت بالفشل في ظل تزايد عدد أفراد العائلات المتضررة وضيق المساكن.