يتوقع أن تسترجع ولاية الجزائر قبل نهاية العام الجاري مالا يقل عن 40 وعاء عقاريا هاما، وذلك بعد سلسلة عمليات الترحيل التي مست مواقع الشاليهات والبيوت القصديرية والتجمعات السكانية القديمة، على غرار ديار الشمس وديار الكاف، وهي المواقع التي تتواجد بداخل النسيج العمراني للعاصمة، وسيتم فتح »مسابقة أفكار« موجهة للمهندسين والمختصين في التعمير لاقتراح أهم المشاريع الممكن استغلالها بالمواقع المسترجعة، فيما استبعدت مصادرنا أن تستغل المواقع لبناء السكنات نظرا لتشبع العاصمة بها. وستتنفس العاصمة بعد عشريات طويلة من الاختناق الذي تسببت فيه البناءات والتجمعات الفوضوية التي انتشرت بشكل طفيلي وسريع بكل جهات الولاية والتي تقرر أخيرا القضاء عليها بشكل نهائي يسمح بتطهير ولاية الجزائر، وإعطائها الوجه اللائق بها، كعاصمة حاضرة من حواضر وسط عواصم العالم وحوض المتوسط، بعد أن أضحت الجزائر»البيضاء« من العواصم التي زادها الاكتظاظ السكاني وفوضى العمران تدهورا. وبحسب مصادر مسؤولة من ولاية الجزائر فإنه سيتم فتح مسابقة أفكار موجهة للمهندسين والمختصين في مجال التعمير لاقتراح وعرض اقتراحاتهم وتصوراتهم عن مستقبل هذه المواقع، وعرض أهم المشاريع الممكن إنجازها بالأوعية العقارية المسترجعة من مساحات خضراء، وحدائق تسلية، ومجمعات تجارية ومواقف سيارات إلى غيرها من المشاريع التي بإمكانها تغيير وجه المنطقة وإضفاء لمسة فنية وجمالية تعيد للعاصمة اعتبارها. وتشير مصادرنا إلى استبعاد تحويل هذه الأوعية العقارية الهامة لإنجاز سكنات بمختلف الصيغ نظرا لتشبع العاصمة بالمشاريع السكنية واختنتاقها بها، بحيث تقرر أن تكون المواقع المسترجعة بمثابة المتنفس الحقيقي للعاصمة باستثناء مواقع معدودة على غرار موقع كوريفة للشاليهات بالحراش، والذي تشير مصادرنا إلى إمكانية الاستفادة منه لإنجاز سكنات بصيغة التساهمي بعد ترحيل قاطنيه من سكان الشاليهات، علما أن الحراش تفتقر إلى مواقع لاحتواء مشاريعها السكنية. ومن المتوقع أن يتم استرجاع ما لا يقل عن 40 موقعا ووعاء عقاريا، منها 25 موقعا للشاليهات فقط، فيما تتوزع المواقع المتبقية على البناءات القصديرية المسترجعة بكل من حيدرة، وسطاوالي، وبراقي، وسيدي امحمد، وبن عكنون، بالإضافة إلى المواقع الخاصة بالأحياء السكانية على غرار ديار الشمس ديار البركة وديار الكاف، وهي المواقع التي لم يتقرر بشأنها أي شيء، بحيث تتضارب الأنباء بخصوص الإبقاء على نفس السكنات التي تعود إلى العهد الاستعماري وتحويلها إلى سكنات جامعية أو مكاتب إدارية، وبين هدمها والاستفادة من الموقع في مشاريع أخرى. أما بخصوص موقع دودو مختار بحيدرة فقد تقرر تحويله إلى متنزه طبيعي، حيث شرع مؤخرا في غرس الأشجار استعدادا لتحويله إلى حديقة عمومية، علما أن المكان كان بالفعل حديقة ساحرة خلال العهد الاستعماري، حيث كشفت أشغال التهيئة التي شرع فيها عقب تهديم البيوت القصديرية للسكان المرحلين عن وجود سلالم وآثار نافورات ماء قديمة تدل على أن المكان كان عبارة عن حديقة كانت الوحيدة آنذاك وستكون كذلك مستقبلا بالبلدية. للعلم فقد تسلمت سلطات الولاية الحصص السكنية الخاصة بالبناءات الفوضوية والقصديرية الواقعة في قلب العاصمة وداخل النسيج العمراني في انتظار استلام الشطر الأول من برنامج 35 ألف وحدة سكنية الموجه للقضاء على البيوت القصديرية المحيطة بالعاصمة، وذلك ابتداء من نهاية السنة الجارية، حيث من المنتظر استلام نحو 4000 وحدة سكنية ستوجه للقضاء أكبر التجمعات القصديرية على غرار حي الرملي ببلدية جسر قسنطينة وموقع الحفرة بالسمار واللذان يضمان لوحدهما مالا يقل عن 7000 عائلة.