قبل موعد القاهرة المنتظر من طرف كل الجزائريين، يعيش مناصرو "الخضر" على وقع الحدث، خاصة وأن المقابلة التي ستجمع المنتخب المصري بنظيره الجزائري مصيرية ومحددة لمن سينال تأشيرة التأهل إلى جنوب إفريقيا، ولأن كل جزائري يتمنى عودة بلاده إلى كأس العالم، فإن ذلك جعل الكل يعيش في قلق وترقب، مما انعكس على البعض الذين أصبحوا يرون، الجزائر في كأس العالم، ولعل سد مصر جعل البعض الآخر يرى هذا اللقاء حتى في منامه وبطبيعة الحال، فالجزائر دائما هي التي تفوز. قصص غريبة لهؤلاء المحبين للجزائر وللمنتحب الوطني الذي جعلهم يحلمون وأعاد لهم الأمل بعد سنوات كان فيه أداء "الخضر" دون المستوى، مما أفقد الثقة فيه، غير أن رفقاء زياني بعثوا الأمل من جديد من خلال التألق الكبير حتى الآن في اللقاءات الماضية، والفوز بجل المباريات مع الأداء المميز في كل مقابلة، هذا ما جعل الجزائريين أينما كانوا ينتظرون لقاء مصر وينسون كل شيء، خاصة بعد كل الضجة الكبيرة التي يعرفها الموعد منذ عدة أيام وحتى بعد لقاء الذهاب بين الفريقين، الذي كان فيه الفوز للجزائر.
أحلام بالفوز! لا يخلو حديث مناصري "الخضر" هذه الأيام عن مقابلة القاهرة، والموعد أصبح يشغل الكبير والصغير في كل مكان، في المدارس، في المكاتب، في المصانع، في قاعات الحلاقة وفي كل الأحياء والمدن الجزائرية، فالمباراة بأهميتها أصبحت حديث العام والخاص، ومن بين هؤلاء من رآها حتى في منامه ورأى نتيجتها أيضا، مثل حال (عبد الوهاب. س) 33 سنة موظف، والذي يروي علينا الحلم الذي رآه : " لقد حلمت مرتين على التوالي بالمقابلة، الأولى رأيت نفسي وكأنني في مصر ذهبت لأتابع مباراة الفريق الوطني، لكن ما أتذكره أننا تلقينا وابلا من الحجارة داخل الملعب وكان من الصعب علينا الخروج منه، أما الثاني فرأيت فيه أن فريقنا الوطني فاز على نظيره المصري بهدف مقابل صفر، أظن أننا سننهزم بهذه النتيجة، فكما يقال الحلم يفسر دائما بالعكس، لكن هل سنتأهل للمونديال؟"، ولا يقتصر الاهتمام بالفريق الوطني على الذكور فقط، لأن هذه الحمى انتقلت حتى إلى الجنس اللطيف، مثل السيدة (ج. ن) صحفية، والتي أكدت لنا أنها رأت نفسها في المنام وهي في ملعب القاهرة، "وقد تعادل المنتخب الوطني بهدف مقابل هدف واختلط الحابل بالنابل بعد ذلك، واضطر الحكم لتوقيف اللقاء، أظن أننا سنفوز في القاهرة"... (منعم. خ) من جهته، ونظرا لمشاركته في مختلف الاحتفالات التي أقيمت بعد فوز المنتخب الجزائري في اللقاءات الماضية، يؤكد أنه رأى نفسه في المنام يحتفل على ضفاف النيل. مضيفا " أن الفريق الوطني أحرز التأهل بعد هدف سجله زياني إثر ضربة جزاء، عقب الاعتداء من الخلف على صايفي في منطقة العمليات". رغبة الجزائريين في رؤية المنتخب الوطني متأهلا وفائزا على الفريق المصري، بعثت فيهم حماسا كبيرا إلى درجة أن النقاش لا يخلو من الحديث عن اللقاء وعما يجب فعله في القاهرة وما سيقدمه الفريق الجزائري وكم ستكون نتيجة اللقاء، خاصة وأن هناك حسابات كثيرة فيما يخص فارق الأهداف.
أجل رحلة العمل إلى الصين بسبب اللقاء هذا الحماس الفياض الذي يسود أوساط مناصري "الخضر" قبل لقاء مصر، يقول (سفيان. ش) 23سنة، لن ينطفئ إلا بعد فوز المنتخب الجزائري في مصر: " نريد فوزا في القاهرة حتى نثبت أن نتائجنا ليست حظا فقط، أنا في ترقب كبير وأستعد من أجل متابعة اللقاء فلن أضيعه مهما كان، أتخيل سيناريو اللقاء ولا يمكنني تقبل الهزيمة أو الإقصاء، فأنا أرى أننا منذ الآن في جنوب إفريقيا". ويبدو أن العديد من الجزائريين ونظرا للنتائج الإيجابية ل"الخضر"، أصبحوا لا يتقبلون منذ الآن سوى فوز المنتخب الجزائري على نظيره المصري، والتأهل إلى كأس العالم، هذا ما جعل العديد منهم يعيشون في قلق رهيب، وكما يؤكدون لن يهدؤوا إلا بعد نهاية اللقاء، فالبعض أوقف أشغاله وسفريات عمله، حتى العودة من مصر، كحال (بوزيد. ن) أحد رجال الأعمال، الذي حجز من الآن للسفر إلى القاهرة : " من المفترض أن أكون في الصين يوم 10نوفمبر القادم من أجل إبرام صفقة، لكن اعتذرت وأجلت الموعد إلى ما بعد نهاية لقاء مصر - الجزائر الذي سأشاهده في القاهرة ولا يمكنني تضييعه بأي حال من الأحوال، لهذا فعوض أن أحجز باتجاه الصين حجزت باتجاه القاهرة يوم 12 نوفمبر القادم". ويبدو أن البعض من هؤلاء وضعوا هذا التاريخ كمناسبة لا يجب تفويتها مهما كلفهم ذلك من ثمن، حتى وإن كان ذلك على حساب المصالح الشخصية، فلقاء مصر - الجزائر يحدث حالة طوارئ في الجزائر لن تعرف نهاية إلا بعد انقضاء التسعين دقيقة، التي ستجمع الفريقين، ولن يهدأ حال البعض الآخر في الأحياء من خلال النقاشات الحادة بين المناصرين حول نتيجة المقابلة ومصير المنتخب الوطني، حيث بدأت بعض المدن تتزين منذ الآن بالرايات الوطنية، والاستعداد للاحتفال بتأهل المنتخب الوطني إلى المونديال.