أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى، أمس، أن استعمال الأسمدة الفلاحية ساهم في مضاعفة انتاج الحبوب أربع مرات مقارنة مع السنة الفارطة، مضيفا أن استغلال هذه الأسمدة في المجالات الفلاحية الأخرى يبقى دون المستوى (11 كلغ في الهكتار) مقارنة مع دول الجوار. وأوضح الوزير الذي افتتح أشغال ملتقى ما بين المحترفين في مجال حماية النباتات والأسمدة بنزل "الهيلتون" تحت شعار "حماية النباتات واستعمال الأسمدة الفعالة محاور فلاحة عصرية" أنه رغم القفزة النوعية المسجلة في مجال ارتفاع انتاج الحبوب ب61 بالمائة خلال سنة 2009، إلا أن الحاجة الى توسيع استخدام الأسمدة الفلاحية يبقى مطلوبا أكثر لتغطية العجز المسجل حاليا والمقدر ب11 بالمائة في الهكتار. وأردف الوزير بن عيسى قائلا إن هذه النسبة لا تتماشى مع شساعة الأراضي الفلاحية التي تتطلب أكثر من هذه النسبة، وذلك مقارنة مع نسبة التسميد في المغرب 45 كلغ في الهكتار، وتونس 108 كلغ في الهكتار. وقال السيد بن عيسى أن حرصه على حضور هذا الملتقى جاء بهدف الاستماع للمهنيين والفاعلين في مجال الفلاحة لا سيما في ظل الحديث عن مسألة الأمن الغذائي، وتوفير الحماية النباتية اللازمة بما يحقق المردودية للفلاحين. ودعا وزير الفلاحة والتنمية الريفية في السياق، كافة الفاعلين والمتعاملين الفلاحين والمستثمرين لأن يكونوا في المستوى المطلوب للمشاركة في تجسيد التنمية المستدامة، لا سيما في المنتوجات الفلاحية ذات الاستهلاك الواسع كالخضر والفواكه، والحبوب... كما ألح الوزير على حتمية الشراكة المغاربية والأوربية في هذا المجال للاستفادة من التجارب الجديدة لاسيما فيما يتعلق بتقنيات استعمال الأسمدة والمبيدات الحشرية والنباتية، الأمر الذي يساهم -كما قال- في تحقيق الوفرة والرفع من قيمة الصادرات نحو الخارج. ودعا الوزير بن عيسى الى ضرورة ضبط النشاط بين الحرفيين وذلك تحسبا للبرنامج الخماسي القادم الخاص بالتجديد الفلاحي والريفي، كما جدد عزم وزارته على مساعدة الفلاحين في توفير الأسمدة الفعّالة والسّليمة في معالجة النباتات والأراضي الفلاحية. ومن جهتهم؛ أشار المشاركون في هذا الملتقى الذي يدوم يومين الى تشديد الرقابة على المبيدات الكيماوية والأسمدة المستوردة لمعرفة مدى سلامتها ومطابقتها للبيئة مع حتمية استظهار وثيقة بلد المنشأ، باعتبار أن المبيدات غير السليمة تتسبب في إتلاف مساحات كبيرة من المحاصيل الزراعية. كما دعا الخبراء الى توحيد كل الجهود لتحقيق نسبة 50 بالمائة من درجة التسميد التي حددتها منظمة الزراعة والتغذية "فاو" كقيمة مثالية بالنسبة للأراضي، مما يسمح بزيادة المردودية وتحقيق الوفرة. وسيعكف الخبراء والمختصون المحليون والأجانب في المجال الفلاحي على تحليل المشاكل التي تعرقل تطوير الإنتاج الفلاحي، مع بحث الحلول الناجعة للحد من مشاكل القطاع. وقد تناولت الورشات التقنية المنظمة على هامش الصالون هذه الرهانات مع استعراض التجربة الاسبانية في مجال استعمال الأسمدة وحماية النباتات، لاسيما الفلاحية منها.