تطرقت اللجنة المختلطة الجزائرية الفنزويلية أمس إلى فرص التعاون والشراكة في عدة ميادين حساسة تخص المحروقات، الاقتصاد، الصحة، النقل الجوي وغيرها، حسبما أكده وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل. وصرح الوزير على هامش الاجتماع المغلق للجنة الذي جرت أشغاله بإقامة الدولة "جنان الميثاق" بالعاصمة سمح بالتوصل إلى إبرام العديد من اتفاقيات الشراكة لا سيما في مجال المحروقات، مضيفا أنه سيتم وضع أربعة فرق عمل بالتنسيق مع المسؤولين الفنزويليين الذين سيشرفون على توقيع هذه الاتفاقيات. كما أوضح وزير الطاقة والمناجم أنه تم الاتفاق على تكوين فريق عمل مشترك رفيع المستوى بين الطرفين في مختلف الميادين التي ستحظى بالتركيز والاهتمام على غرار الاستثمار وتطوير قطاعات الطاقة، الخدمات الصحية، النقل، بالإضافة إلى تعزيز النشاط في المجال الثقافي. وفي هذا السياق، أردف السيد خليل أن الشراكة الاقتصادية بين البلدين تبقى مقتصرة حاليا على قطاع المحروقات، مؤكدا أن هذه الشراكة ستتعزز بتوقيع العديد من الاتفاقيات قبل نهاية أشغال اللجنة المقررة اليوم. وذكر السيد شكيب خليل بالنتائج الإيجابية التي أسفر عنها اجتماع اللجنة السابقة لاسيما في مجال تكوين وتأهيل الخبراء، مضيفا أن مجال التكوين حظي بالاهتمام الكبير من خلال تدريب خبراء من فنزويلا في المعاهد الجزائرية لا سيما في مجال المحروقات. من جهته أكد وزير الطاقة والبترول الفنزويلي السيد "رافايال راميراز" في تصريح للصحافة أن أشغال اللجنة الثالثة المختلطة ستسمح بتطوير عدة قطاعات حيوية كالثقافة، التعليم، وأهم من ذلك تدعيم التعاون المزدوج في مجال البترول والمحروقات. وأضاف الوزير أن الجهود المبذولة في هذا المجال منذ جانفي الماضي ستساهم في توازن أسواق البترول، والعمل على تخفيض الأسعار إلى حدود 70 دولارا للبرميل. داعيا الدول المصدرة إلى ضرورة الرفع من حجم المخزون، قصد تفادي ارتفاع الأسعار والتحكم أكثر في الأسواق العالمية. وللتذكير، فقد سبق للرئيس الفنزويلي هيغو شافيز أن قام بزيارة رسمية إلى الجزائر سنة 2006، حيث أكد على ضرورة الاهتمام بتعزيز التعاون والشراكة مع الجزائر ودعم الاستثمارات بين البلدين لاسيما في قطاع المحروقات. وتم إنشاء اللجنة المختلطة الجزائرية الفنزويلية التي أوكلت لها مهمة وضع ميكانيزمات جديدة لتسهيل التعاملات التجارية المشتركة بين القطاعين العام والخاص في البلدين وتشجيع التوجه نحو الاستثمار والشراكة في بداية 2002، بالإضافة إلى القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك. وقد جاء اجتماع هذه اللجنة بالجزائر في 30 جانفي 2002 ليؤكد إرادة البلدين في وضع الإطار القانوني للتعاون الثنائي، حيث تم تحيين اتفاق التعاون الموقع بين البلدين 1985 ليصبح يتماشى مع التطورات والإصلاحات في البلدين. وما فتئت الجزائر وفنزويلا "ثامن منتج وخامس مصدر عالمي للبترول الخام" تعكفان على ترقية مشاريع شراكة بين سوناطراك ونظيرتها الفنزويلية "بيديفيزا" في مجال الاستكشاف النفطي وتمييع الغاز وكذا ترقية صادرات الثروة المعدنية الفنزويلية نحو الجزائر.